صور: الخليل.. تصعب العديد من زراعته ...فاتخذه مهنة له

صور: الخليل.. تصعب العديد من زراعته ...فاتخذه مهنة له
جهاد أبو هواش
خاص دنيا الوطن- رغد أبو شرار
ما إن يمتلك الإنسان الإصرار والمثابرة للمضي قدماً في تأدية رسالته في الحياة، حتى تكون النتيجة الحتمية النجاح، والنجاح الباهر، حيث وضع هذا المزارع شغفه في زراعة الورد، فأنبت محصولاً فائق الجودة والمواصفات، على الرغم من تخلفه عن مقاعد الدراسة في عمر مبكر، وعدم حصوله على أي مؤهل لمشروعه الذي در عليه ربحاً كبيراً.

بدأ المواطن الخمسيني جهاد أبو هواش، من دورا جنوب مدينة الخليل، بلورة رغبته في زراعة الورد الجوري على مساحة لا تتجاوز النصف دونم في محيط منزله، سرعان ما شاهد وروده تنمو وتكبر، ليبدأ سريعاً بمتابعتها والعناية بها على الرغم من المصاعب والانتكاسات التي تعرض لها في بداية الأمر.

استفاد أبو هواش من العديد من العاملين في هذا القطاع من العمال المحليين العاملين في الأراضي المحتلة، والاستعانة بالكتب الخاصة بزراعة الورد الجوري وعلاج أمراضه، ليتحول بعد شهور معدودة إلى مالك لواحد من أكبر مشاتل الورد الجوري في الجنوب والثالث في الضفة الغربية من حيث المساحة والإنتاج.

وفي بداية زراعته اشترى الشتلة الواحدة من الورد الجوري بـ 6 شواقل، وتحمل مشاق وتكلفة نقلها من مدينة طولكرم إلى الخليل، وقام بإجراء فحص مخبري للتربة بتكلفة وصلت إلى ألفي دولار، لفحص مدى تناسب التربة لزراعة الورد الجوري، ناهيك عن تكاليف ومتطلبات إتمام عملية الزراعة.

يقول المزارع أبو هواش لـ "دنيا الوطن": لم تكن زراعة أرض مساحتها نصف دونم بالأمر السهل، خاصة وأن الظروف البيئية والجوية لزراعة الورد في الخليل غاية في الصعوبة والتعقيد، لكن الرغبة الجامحة التي امتلكتها للانتصار على الظروف الاجتماعية والبيئية كانت هي خبرتي في الحياة.

يتابع أبو هواش حديثه لمراسلتنا "توالت الانتكاسات في فصل الشتاء، ففقدت غطاء البيت البلاستيكي، وتحطمت أجزاء كبيرة من الحديد الذي يسنده، وتكسرت مئات الأشتال من الورد الجوري، لأبدأ مرحلة جديدة من المواجهة من نوع مختلف، والتفكير في المواجهة، لأجد بالطرق البدائية حمايتها.

وأشار المزارع إلي أنه قام بتخصيص غرفة كاملة من منزله لحفظ الزهور بعد قطفها، قبل أن يقوم بتوزيعها وبيعها في الأسواق المحلية، ليبني في وقت لاحق بعد توالي نجاحاته ثلاجة لحفظه بالطرق الصحية بعد تنامي مهاراته في زراعة ورعاية الورد الجوري.

وأوضح أبو هواش، أن الشتل الذي يزرع مركب على أصول برية يتم ريه بماتورات مرتبطة بأسمدة تذهب مباشرة إلى الشتلة، إلى أن تنمو ليتم قطفها وربطها على شكل ضمم لتوضع بالثلاجة إلى حين توزيعها إلى السوق.

وقال أبو هواش: إن أبرز العقبات التي باتت تواجه زراعة الورد الجوري هي الوصول للأسواق، خاصة وأنه يتم إغراق العديد من الأسواق المحلية بالورود القادمة من أسواق المستوطنات، وعدم سماح الاحتلال إدخال بعض أنواع الأدوية والأسمدة إلى الأسواق الفلسطينية.

انتهيت من زيارة المزارع جهاد، وحملت معي أكواماً من الرائحة المنتشرة في حيه وسط الطبقة، ورأيت عشرات القصص المخضبة بالإرادة والعزيمة على الرغم تكدس مئات الورود الباحثة لها عن مكان في محلات تجار الورود في مدن الضفة الغربية، المليئة بالإرادة الصلبة والعزم على تصديره إلى الأسواق الخارجية ذات يوم.

ويبلغ عدد أشتال الورد بعد نحو سبع سنوات على مضيه في زراعة الورد حوالي 12 ألف شتلة، منثورة فوق مساحة سبع دونمات، من مختلف الأنواع والأشكال والأحجام والألوان، مطالباً الجهات المختصة بالعمل على تحسين واقع زراعة وتصدير الورد الجوري.







التعليقات