"مصباح أبو صبيح" أسد الأقصى الذي دوخ الاحتلال وآلمه

"مصباح أبو صبيح" أسد الأقصى الذي دوخ الاحتلال وآلمه
مصباح أبو صبيح
رام الله - دنيا الوطن
توافق اليوم ذكرى استشهاد مصباح أبو صبيح، منفذ عملية إطلاق النار البطولية في القدس، والتي أدت لمقتل 2 من الاحتلال بينهما شرطي، فيما أصاب 8 آخرين، في واحدة من أقوى عمليات انتفاضة القدس، حيث شكلت بقوتها ونوعيتها انطلاقة جديدة لعمليات الانتفاضة عقب سنة من اندلاعها.

وقد كان الشهيد أبو صبيح (39 عاماً) ابن بلدة سلوان في القدس، علماً من أعلام الأقصى، واستحق بجدارة أن يلقب بـ "أسد الأقصى"، وذلك لحبه الشديد له وتعلقه به، ودفاعه المستمر عنه، وقد كان أحد أشهر المرابطين في المسجد الأقصى، ومن أجرأ الرجال في التصدي للمستوطنين، وسبق أن اعتقل أكثر من مرة بتهمة الرباط في الأقصى وضرب جنود الاحتلال.

تاريخ من البطولة ومقارعة الاحتلال

اعتقل الشهيد أبو صبيح في عام 2013 من منطقة باب حطة بالقدس القديمة، بتهمة الاعتداء على شرطي وأفرج عنه، وفوجئ بإعادة فتح القضية ضده عام 2015، ليحكم بالسجن الفعلي مدة 4 أشهر، وحسب قرار محكمة الاحتلال، فكان لزاماً على الشهيد تنفيذ القرار، منتصف الشهر الذي نفذ فيه العملية، لكنه أراد ما لا يريدون، وفضل الشهادة على قيد السجان.

لاحقته سلطات الاحتلال قبل استشهاده، واعتقلته وأوقفته 5 مرات متتالية، وفي آخر اعتقال له أفرج عنه بشرط الإبعاد عن القدس لمدة شهر، وقبلها تسلم قراراً بمنعه من السفر، فضلا عن منعه من دخول الأقصى لمدة 6 أشهر، وفي أحد مرات اعتقاله وجهت له لائحة اتهام مكونة من 14 بنداً، أولها التحريض على خلفية قومية، وثمانية بنود أخرى على علاقة بدعم وتأييد منظمات المقاومة، وكانت التهمة التي أدين بها بشكل مباشر، هي الدعوة المباشرة لتنفيذ عمليات مقاومة ضد قوات الاحتلال، ومباركته لعمليات المقاومة.

تضليل الشاباك

في صبيحة التاسع من أكتوبر الماضي، قاد الشهيد مركبته، متسلحاً ببندقيته من نوع (m-16) وبدأ بإطلاق النار تجاه الجنود والمستوطنين في المنطقة الواقعة ما بين التلة الفرنسية وحتى محطة "شمعون هتسوديك" في القدس المحتلة القريبة من منطقة الشيخ جراح، موقعاً بينهم القتلى والجرحى.

وقد شكلت العملية صدمة لدى الاحتلال بكل مؤسساته الأمنية، حيث أجمع محللون حينها أن العملية أسست لمرحلة جديدة في العمل المسلح، وفصلا جديداً في انتفاضة القدس، كما أكدوا على أن مواصفاتها لا تشبه مثيلاتها السابقة، إذ نجح الشهيد في تضليل الشاباك حتى اللحظة الأخيرة.

وكانت الصحافة العبرية حينها أولت اهتماماً كبيراً بالعملية، وأفردت لها كماً كبيراً من التحليل، إذ رأت في العملية أنها جاءت لتعطي دفعة جديدة للموجة المتواصلة من العمليات التي دخلت عامها الثاني، كما اعتبرتها نقطة تحول لباقي المنفذين المفترضين بذات القوة التي منحتها عملية “إيتمار” بداية أكتوبر من العام 2015.

وقد رأى محللون أن طريقة التنفيذ دلت على مستوى تدريب عالي وقدرة على استخدام السلاح، مضيفين أن الشاباك عمل كل ما بوسعه لضمان اعتقال أبو صبيح، وكان سيبدأ بقضاء محكوميته صبيحة يوم العملية، إلا أن أنه كان ذكياً حتى آخر لحظة، وأجرى مقابلات مع وسائل إعلامية فلسطينية، وأعرب عن استعداده لدخول السجن دون أي إشارة أو حتى شك بخصوص نواياه الحقيقية.

التعليقات