المدني يؤكد حاجة المجتمع الفلسطيني للعمل التطوعي

المدني يؤكد حاجة المجتمع الفلسطيني للعمل التطوعي
رام الله - دنيا الوطن
أكد الباحث الدكتور نبيل محمد المدني، اليوم الثلاثاء، حاجة مجتمعنا الفلسطيني الملحة للعمل التطوعي، خاصة وأن العمل التطوعي والانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها.

وقال الباحث الدكتور المدني: إنه بالنسبة لمجتمعنا الفلسطيني فان حاجته للعمل التطوعي هي حاجة ملحة, وذلك بسبب خصوصيته وخضوعه للاحتلال الاسرائيلي, وتعرضه للتغيرات المتتابعة والمتلاحقة بسبب ممارسات الاحتلال من حروب وحصار وتدمير لكافة مناحي الحياة, فهو عرضه للكوارث الاجتماعية والاقتصادية بسبب عدم استقراره, ولأن شعبنا لم يحصل حتى الان على استقلاله السياسي والاقتصادي، إضافى إلى أن العمل التطوعي والانخراط فيه يعد رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها.

جاء ذلك خلال ورقة بحثية خاصة بدور بلديات محافظة خان يونس في تعزيز العمل التطوعي من وجهة نظر العاملين فيها، مقدمة للمشاركة في المؤتمر العلمي الموسوم "خان يونس.. عراقة الماضي.. ابداع الحاضر.. استشراف المستقبل".

وقال الباحث الدكتور المدني: تعتبر ثقافة العمل التطوعي احدى مكونات ثقافة المجتمع المدني الحديث, حيث النزوع الى العمل التطوعي الارادي من أجل خدمة المجتمع وتحقيق اهدافه, ومن الجهة التربوية تأتي ثقافة التطوع كواحدة من مصادر الكفايات المطلوب تنميتها في شخصية الفرد التي تنمو من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية والتكوين الثقافي من قبل المؤسسات التربوية, ويكون ناتج هذه الثقافة ما تم تكوينه من معارف وقيم ومهارات مرتبطة بفعل الخير والتطوع لخدمة الاخرين , وهي ثقافة مستمدة من قيم المجتمع الاسلامي.

وأضاف: يعد العمل التطوعي والانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، إزداد عطاء وانغماس أفرادها في مجال الأعمال التطوعية. كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلبا من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. كما يعبرالتطوع عن إرادة وطنية نابعة من تصميم المواطنين في المجتمع على النهوض والتقدم والأخذ بزمام المبادرة في مواجهة المشكلات الاجتماعية. 

ولذلك اعتبرت عملية التطوع الاجتماعي ومدى فاعليتها واتساع نطاقها وتعدد صورها ومجالات نشاطها هي المقياس الأساسي لمدى ما يصل إليه المجتمع من نضج وحيوية.

وبين انه بالنسبة لمجتمعنا الفلسطيني فان حاجته للعمل التطوعي هي حاجة ملحة, وذلك بسبب خصوصيته وخضوعه للاحتلال الاسرائيلي, وتعرضه للتغيرات المتتابعة والمتلاحقة بسبب ممارسات الاحتلال من حروب وحصار وتدمير لكافة مناحي الحياة, فهو عرضه للكوارث الاجتماعية والاقتصادية بسبب عدم استقراره, ولأن شعبنا لم يحصل حتى الان على استقلاله السياسي والاقتصادي, فانه يعتمد على المنح والمساعدات التي تقدمها المؤسسات الدولية, ولان سلطتنا الوطنية الفلسطينية كاطار جامع للشعب الفلسطيني تعتمد ايضا على المنح والمساعدات الدولية, فإنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها وواجباتها تجاه شعبنا الفلسطيني, وبالتالي فان شعبنا الفلسطيني هو من اكثر الشعوب حاجة للعمل التطوعي والجهود التطوعي من أجل مساعدة السلطة ونفسه على تذليل كل العقبات واجتياز كل المراحل والتغيرات التي تعيق تنمية المجتمع.

وذكر انه تكمن أهمية هذه الدراسة ومبرراتها الرئيسية في الجوانب منها النظري ومنها التطبيقي.

وقال غنه فيما يتعلق الجانب النظري: تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية المؤسسات التي تتناولها وأهمية العاملين فيها في تنمية المجتمعات المحلية وتعزيز صمود المواطنين في ظل الحصار والظروف الاستثنائية التي يعيشها المواطن الفلسطيني من حصار وبطالة وفقر , وما تتطلبه هذه المرحلة من المشاركة الشعبية الواسعة من خلال العمل التطوعي واليات تنفيذه وتعزيزه , ومدى اهمية تعزيزه ونشره في المجتمعات المحلية.

وأضاف انه فيما يتعلق بالجانب التطبيقي: تمثلت أهمية الدراسة في انه تساعد نتائج هذه الدراسة في التخطيط لبرامج نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في المجتمعات المحلية. وتساهم في لفت نظر الجهات المعنية من أجل ارساء ثقافة العمل التطوعي وتعزيزها في المجتمع المحلي.

وأشار إلى أنه بينت نتائج الدراسة أن مستوى أراء المبحوثين ( العاملين في البلديات ) حول دور البلديات في تعزيز العمل التطوعي كان مرتفعا. وانه لا توجد فروق ذات دلالة احصائية حول دور بلديات محافظة خان يونس في تعزيز العمل التطوعي من وجهة نظر العاملين تعزى لمتغير( الجنس ومكان السكن والمؤهل العلمي والمهنة وتبعية البلدية). وهناك رغبة كبيرة لدى العاملين للعمل التطوعي انطلاقا من ايمانهم بان الدين يحث على العمل التطوعي والاحسان. وتتعامل البلدية من ضمن خدماتها مع الكوارث والازمات وهو بالنسبة لها عمل وطني , بالرغم من ضعف الامكانيات الا انها تفعل كل ما تسطيع من خلال الحس الوطني.

وأكد الباحث الدكتور المدني على ضرورة توفير البلديات البيئة المناسبة للعمل التطوعي من خلال التواصل مع مؤسسات المجتمعات المحلية المختلفة وحشد جهودهم لخدمة المجتمع. وعقد ندوات في المراكز الثقافية التابعة للبلديات حول العمل التطوعي وأهميته بالنسبة للفرد والمجتمع. وتنظيم دورات تدريبية مخططة للراغبين في العمل التطوعي، وتكون هذه البرامج محـدودة المـدة, ومرنة وبسيطة حتى تحقق الهدف منها، وأن تخصص البلديات يوم عمل تطوعي لموظفيها لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون باعتبار هذا الموسم يرمز الى موسم العطاء. ونظم البلديات زيارات للمرضى في المستشفيات بالمحافظة خلال المناسبات المختلفة وخاصة المرضى اصحاب المرض المزمن. وأن تتواصل البلديات مع الطلبة في المدارس الثانوية والجامعات في المحافظة من خلال الادارات المختلفة لتوعية الطلبة بأهمية المشاركة في العمل التطوعي وتشجيعهم. وتتواصل البلدية مع اندية الشباب وتنظيم دورات رياضية للشباب بالمشاركة مع النوادي.

واقترح الباحث الدكتور المدني انشاء دائرة أو قسم في كل بلدية خاصة بالعمل التطوعي، وتشكيل لجان احياء وربطها بالبلدية وتفعيل انشطتها من خلال التواصل المتواصل مع البلدية.