قراءة في خطاب السيد الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة

قراءة في خطاب السيد الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة
بقلم /كمال الرواغ

لقد كان خطابآ هادئآو موزون وذكي  ويحمل مضامين إستراتيجية .

تطرق به إلى كل القضايا من نبذ إلى الإرهاب ومسوغاته، والتركيز على قضية الإحتلال التي يعاني منها شعبنآ منذ أكثر من خمسون عام ، وتحميل المجتمع الدولي والامم المتحدة  المسؤلية الكاملة على الظلم التاريخي التي تعرض له شعبنا  واعتراف العالم باسرائيل، وهي تخالف كل القوانين الدولية .

كما ركز على الإستيطان الذي يفشل حل الدولتين ، ويفشل عملية التسوية، وهدد بحل السلطة وإستعرض نتائج الصراع الديني الذي تجر إسرائيل المنطقة إليه .

وعبر عن إرتياحه من الإتفاق الفلسطيني الداخلي وأكد من على منبر الأمم المتحدة بإنه لا دولة بدون غزة ، وطالب المجتمع الدولي بإعلان القائمة السوداء التي تضم  القادة الإسرائيليين الذي يخالفون كل القوانين والأعراف الدولية ويمارسون القتل والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني ويكرسون الإستيطان بقوة السلاح ، ويجب كشف الستار عنهم وتعريتهم بالإستناد إلى القرارات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ، بالإضافة إلى مطالبته بحصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة .

رسائل مبطنة وخطاب تاريخي وهجومي مصاغ بشكل جيد مقترن بدعم شعبي وبصورة وحداوية ..كل الاحترام لكم سيادة الرئيس .

كل مرة يؤكد فخامة الرئيس أبو مازن على انه من الأمناء والمؤتمنين على القضية الفلسطينية وعلى هذا الأرث النضالي الفلسطيني الكبير، فهو يؤكد كل مرة على توابث شعبه الغير قابلة للمساومة .

فأقامة الدولة هدف استراتيجي وضرورة الأعتراف بحدودها وقضية اللاجئين حلها فقط ضمن قرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار 194 ضمن إرادة فلسطينية موحدة .

أكد على أن إسرائيل هي من توسع دائرة الأرهاب وبقعة الزيت في المنطقة من خلال محاولة تحويل الصراع إلي ديني .

أكد أيضا على أن الوضع الداخلي الفلسطيني بات تحت السيطرة وبقدرة الفلسطينيين على استعادة وحدتهم رغم كل الظروف والمعيقات، أوصل رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل بأننا يمكن أن نتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية من خلال تلويحه بالقائمة السوداء .

وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية من خلال تحديد موقفه من إسرائيل وما تمارسه من سلوك مخالف لجميع القرارات والقوانين الدولية وطالب المجتمع الدولي بتحديد موقفه من الاستيطان الذي سوف يهدم مشروع التسوية ولا يترك مجال لأقامة دولة فلسطينية .

من جانبها إسرائيل ستحارب مضامين هاد الخطاب وأهدافه لأنها دولة أحتلالية توسعية نشأت على العنف والاغتصاب ومخالفة القانون والقرارات الدولية .

نأمل أن يلم الشمل الفلسطيني بعد هذا الخطاب وأن نتحرك موحدين في جميع المحافل والقنوات السياسية والدبلوماسية وأن تتبني الدول العربية وخاصة مصر والسعودية والأردن الموقف الفلسطيني وأن تضع بين أولوياتها مواجهة إسرائيل ومخططاتها في المنطقة .

التعليقات