لا حلول لقضيتنا والنار ملتهبة من حولها

لا حلول لقضيتنا والنار ملتهبة من حولها
اللواء د. مازن عز الدين

لقد تابعت خطاب الرئيس " ابو مازن " الذي حمل في كلماته آلام شعبنا عبر سنوات الانتظارلتحقيق دولة بمساحة 22% من فلسطين التاريخية ،ومن اجل هذا الهدف حشدنا اجماع الامتين العربية والاسلامية ليساعدونا في توظيف الوزن الدولي الذي تدافع تايداً لنا . من التأييد الاول الى الاخير وطالت علينا سنوات الانتظار زمن يمضي ويأتي زمن آخر ، في دورة جديدة ، تسقط انظمة ، تتهاوى عروش ، تتراجع المواقف وتنتخب ادارات امريكية تكرر نفسها ، ولم نرى منها سوى مساندة العدو . وهذا مؤشر خطير يلحق بنا وبقضيتنا وحتي لا نصاب بالاحباط علينا ان نرى الاسباب وهي : 

اولا الجانب الفلسطيني 

ضعف الوزن الميداني الفلسطيني في كل ادواته النضالية الضاغطة على العدو ، واستند الى قوة الراي العام العالمي الذي لا يزال معنا الى حين ، لاكنه لا يحترم الضعفاء.، ولم يعد يرى من " كفاحنا ، ونضالنا ،وجهادنا ، ومقاومتنا الشعبية " ، الا الحراك الذي يقوم به الرئيس في زياراته الخارجية وبعض المبادرات الفردية التي تأت في سياق " اضعف الايمان " الى جانب اننا اضعنا وحدتنا الوطنية بفعل الانقسام لعشرة اعوام من عمرنا وعمر قضيتنا .

وحتى الامل الذي لاح في الموافقة على المصالحة الوطنية ، يوجد الكثير من العقبات قد تعيق نجاحها .

ثانيا الحقل العربي :

لا نقول ان الغطاء العربي لقضيتنا ولحراكنا قد تخلى عنه اشقائنا ، لكننا فقدنا قوة ثاثيرهم لانهم اصبحوا في وضع اسوأ من اوضاعنا ، فانشغلوا قتالا وتقتيلا في انفسهم وهم بحاجة الى من يعالج ازماتهم مع بعضهم (هدرت اموالهم وأستهلكت اوضاعهم ، وازدادت احقادهم ، وتعمقت العداوة بينهم ، الى الحد انهم نسوا فلسطين واهلها ، وانشغلوا عنها ، ولم يعودوا يرونها ، من المحيط الى الخليج .

" ولم يعد العدو المشترك عدوا لهم . ويهربون اليه ليجملوه ويجعلوه اليفا وصديقا ." وينتقلوا يوميا من حالة القوة الى حالة الضعف ، وهم بحاجة لمن يصلح بينهم ويعيد وحدتهم ، ويرمم مادمروه من شامهم ، وعراقهم ، ومغربهم ، ومشرقهم وخليجهم الى الحد انهم نفذوا شعار التحالف مع الشيطان ضد بعضهم ، واقنعوا انفسهم ان العدو بحاجة الى استبداله بعدو آخر وقد وجدوه في انفسهم ، ومواقفهم معنا هي شيك بلا رصيد لانهم يعرفون انهم فقدوا ثاثيرهم ووزنهم الدولى والاقليمي. 

ثالثا الوضع الاقليمي :

بعد النجاح في معركة داعش والغبراء التي شاركوا فيها العراق وسوريا وليبيا وتعثروا في اليمن ضد الحوتيين خرجت اليهم ( كردستان العراق بمفاجأة الاستفتاء على الانفصال واقامة الدولة الكردية ) تلك المفاجأة اصابت الوضع الاقليمي المنشغل بالانتصار على داعش بالهستيريا . والكل الايراني ، والتركي ، والسوري ، والعراقي، اضافة لاوضاعهم المعقدة ازدادت تعقيدا لان الدولة الكردية ( ان نشأت ستاخد أجزاء من دولهم وهذا يجعلها اقوى دولة في الاقليم )، فهل هؤلاء وهم يعانون من اشتعال النار في اقاليمهم يمكن لهم ان يروا اويتذكروا فلسطين ؟ 

رابعا الوضع الدولي : 

الاهمية لدي القوى المؤثرة في الساحة الدولية ( الولايات المتحدة الامريكية ، روسيا ، الصين ، ومعهم الكتلة الاوروبية ) محصورة ومحاصرة بالمشكلة الكورية التي تضعهم امام تحدي المغامرة ولعبة شد الحبل " بين ترامب وكيم" والتراشق المدعوم بالتفجيرات الهيدروجينية والصواريخ العابرة للقارات فهل هؤلاء يتذكرون الفلسطينيين وقضيتهم ؟ ونتنياهو يتحدث عن العدو الاهم وهو ايران ويتجاهلنا ويتجاهل قضيتنا ، .فهل يمكن ان يرى او يستمع لما نريدة وهو في احسن اوضاعة ؟ 

لكل ماتقدم ارى ان الرئيس ابو مازن قام بمكاشفة صريحة كلها تحديات لا لايمكن مواجهتها الاّ باستعادة وحدتنا وتقوية جبهتنا الداخلية والبحث عن الوسائل التي منحتنا اياها انتفاضة الاقصى الاخيرة التي ربحها شعبنا وقال لنا ان قوتنا في وحدتنا التى تعيد وزن قضيتنا التي تباعدوا عنها وتناسوها بل ويتراجعون عن مواقفهم الخجولة المؤيدة لها ونحن لا نفقد الثقة بامتينا ولكن علينا ان ننتظر انطفاء النيران في حقولهم . . 

رام الله 24 /9/2017 م 

التعليقات