مؤتمر عشائري في الخليل يُجرم " فورة الدم " بميثاق وقعه الوجهاء

رام الله - دنيا الوطن
عقد في الخليل السبت 23-9-2017 في قاعة بلدية الخليل مؤتمر عشائري حاشد جُرم فيه ما يسمى بفورة الدم عبر توقيع ميثاق في نهاية المؤتمر ، وقد حضر المؤتمر حشد من وجاء وممثلي العشائر في القدس والخليل وبيت لحم و وفد من مدينة نابلس .
وقد جاء المؤتمر على إثر تكرار الاعتداءات على الممتلكات الخاصة لأبرياء تربطهم علاقة قرابة بالقاتل عقب عمليات القتل المتعمد او غيره فيما يسمى بفورة الدم .

وقد القى عميد رجال الاصلاح الحاج عبد المعطي السيد كلمة كلمة عشائر محافظة الخليل بين فيها مناقضة "فورة الدم " للإحكام الشرعية وأنها اعتداء على الممتلكات الخاصة ، وأضاف اننا اليوم في هذا اللقاء التاريخي نجتمع لمنع جريمة أخرى تتبع جريمة القتل العمد من مثل ما يحصل في فورة الدم من إتلاف محرم للممتلكات ولنضع ضوابط لتصرفات أهلنا وقت الفورة ، وللتوقيع على ميثاق شرف ينهي حالة الفوضى والتعدي على الممتلكات ، وهو من الاسراف المحرم شرعا لقوله تعالى ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا )

و أكد كبير رجال الصلاح في الخليل على أن من تمتد يده لإتلاف الممتلكات وقت الفورة، سيكون ملزما شرعا وعشائريا بأخذ عطوة ممن تلف ماله ودفع قيمة ما أتلف ، وفي ختام كلمته شكر الحضور على مشاركتهم متمنيا لهم أن يقودوا عشائرهم نحو الحق والسلم والأمان.
وقد ألقى كلمة محافظة بيت لحم الحاج ابو مروان اوضح فيها أن عشائر بيت لحم قد لبت دعوة الخير هذه لتوقع وثيقة تحفظ دماء وأموال المسلمين التي أهدرها عرف فورة الدم الجاهلية.
و قد القى الشيخ عصام عميرة من القدس كلمة بين فيها الحكم الشرعي في فورة الدم ,و انها محرمة شرعا ، و تلى ذلك تلاوة الميثاق من قبل الحاج عبد الوهاب غيث وقد جاء فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم

ميثاق فورة الدم

الخليل (2محرم 1439ه، 23/9/2017م)

الحمد لله القائل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
والقائل: ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا
والصلاة والسلام على رسول الله القائل في خطبة الوداع :أيها الناس فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا» والقائل : كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، انه من منطلق هذه الأحكام والنصوص الشرعية والشعور بالمسئولية ، فنحن أهل الحل والعقد، وممثلي عشائر بيت المقدس والخليل وبيت لحم والضواحي، قد اجتمعنا في قاعة بلدية الخليل لنتوافق على إنهاء ما يسمى فورة الدم بعد حصول جريمة قتل لنفس معصومة، حيث تتبعها جرائم الاعتداء على الأنفس والأموال من عائلة القاتل الذين لا ذنب لهم فيما حصل. وإننا في هذا اللقاء واقتداء بالنبي عليه السلام عندما أمر بكتابة بنود صحيفة أهل المدينة (وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم ) نوقع على ميثاق شرف ينهي حالة الفوضى والتعدي على الممتلكات . وهذا الميثاق يحتم علينا نصرة المظلومين والأخذ على يد البغاة والمفسدين وهذا نص الميثاق :
1. إننا إذ نؤكد على عظم ورفض جريمة قتل نفس معصومة ابتداءً نؤكد كذلك على رفض أي اعتداء على الدماء والممتلكات التي تحدث بعد إراقة دم محرم (القتل العمد)
2- يؤكد المجتمعون على حرمة قتل غير القاتل وأن حق ولي المقتول عند القاتل وحده، ويؤكد المجتمعون كذلك على حرمة الاعتداء على أموال عائلة وعشيرة وشركاء القاتل.
3- وعليه فكل من تمتد يده لإتلاف الممتلكات وقت الفورة، سيكون ملزما شرعا وعشائريا بأخذ عطوة ممن تلف ماله، ويلزمه تعويض ما أتلف ودفع قيمته.
4- يقر جميع الحضور بهذا الميثاق ويوقعون عليه ويلتزمون به ويُلزمون من يمثلون من عائلاتهم، ويقوم الوجهاء الحاضرون والغائبون بتعميم محتواه على جميع أفراد عشائرهم عبر الوسائل التي يرونها مناسبة، حتى لا يبقى عذر لمعتذر.
5- وعلى هذا تم التوقيع على هذا الميثاق في يوم السبت الموافق 23 92017والله من وراء القصد.

و تعالت الأصوات في القاعة مؤيدة للميثاق وتسارع الحضور لتوقيع الميثاق خارج القاعة ، شاكرين المنظمين على هذه الجهد البناء وقد أكد بعض المنظمون على أن هذا الميثاق سيتم عرضه ونشره لممثلي العشائر الذين لم يتمكنوا من حضور اللقاء للتوقيع عليه .