تمشياً مع الوضع الاقتصادي وتمسكاً بالعادات "الحاكورة" تتحول إلى صالة أفراح

تمشياً مع الوضع الاقتصادي وتمسكاً بالعادات "الحاكورة" تتحول إلى صالة أفراح
صورة ارشيفية
خاص دنيا الوطن- احمد الشنباري
في حاكورة المنزل المزينة بالأشجار والورود، تزف العروس إلى بيت زوجها في لوحة ترسم عادات وتقاليد مازالت تعيدُ إلى الأذهان الأعراس الفلسطينية، وقد يستغرب الكثيرون من الزفاف في بعض المناطق في قطاع غزة، بالرغم من توفر الصالات وانتشارها بأسعار مغرية، لكن بعيداً هذه المرة عن الأوضاع المادية والظروف الاقتصادية، يظل الالتزام بعادات البلد يضفي طابعاً يبدو متجلياً في الأفراح والمناسبات.

ففي مدينة جباليا شمال قطاع غزة علاوة على أيام السمر والفرح المتعددة التي يمرُ بها الفرح، تكثر الزفات التي تخرج من حواريها وأزقتها وحتى حواكيرها.

مراسل "دنيا الوطن" التقى بعض الفتيات والسيدات وتحدث عن طرق الزفاف، لتقول الشابة غدير المطوق "نادراً ما نذهب إلى صالات الأفراح وبالكاد يحصل ذلك، وأغلب أعراسنا في بيوتنا وداخل حواكير المنازل".

وتضيف: "من عاداتنا المميزة أن تزف العروس من بيت أهلها وبين أقربائها وربعها، وبالمقابل يحدث ذلك عند بيت العريس، حيث تستمر ما يعرف بجلوة العروسين في مكان مماثل".

الفتاة نرمين متحدثة عن جلوة العروسين قائلة: " عادةً يخصص مكان في منزل العريس أو جواره من أرض فارغة أو حديقتهم إذا كانت واسعة"، مضيفة: "أصبحت هذه العادة سائدة في ظل توفر الكماليات والمسرح المتنقل والديكورات "الكوشة".

وحول تطلع الفتيات لغيرهن على مستوى القطاع في إشارة إلى اختيار الصالات تقول السيدة أم خالد المصري: " ليس بخلاً أو بسبب الأوضاع الاقتصادية، فتكاليف الفرح تفوق بكثير المبلغ الذي سيخصص لصالة الأفراح"، مضيفةَ: "أن تزف العروس في بيت أهلها هو شعور لا يوصف وهي عاداتنا القديمة".

وتؤكد: "لم تعارض العرائس على هذه الطريقة، أصبحن أكثر إيماناً بمعنى العادات، وهذا ما تمثل في أعراس أبنائي وبناتي".

وفي سياق الموضوع، فإن زفاف العروسين في داخل الحارة أو المنزل أو حتى الحاكورة الصغيرة، يدخل فيه تجهيزات وترتيبات تُعطي صورة أكثر جمالية من خلال تركيب ما يعرف بالكوشة المزينة والمتنقلة.

الشاب الثلاثيني حازم شبات المختص في تركيب الكوش للعرائس والأفراح يقول لمراسنا: "منذ سبع سنوات وأنا أعمل في هذا المجال أقوم بتأجير كوشات للأفراح التي تتكون من المسرح والورود والديكورات التي تزين المكان"، مضيفاً "توقعت أن أفقد عملي بعد أن ازداد عدد صالات الأفراح خاصة في شمال القطاع، لكن على عكس ذلك".

ويؤكد حازم: "أغلب الأفراح التي تتم في الصالات هي من خلال مكاتب تيسير الزواج، وميسورو الحال يفضلون البقاء في بيوتهم ومناطقهم".

وحول سعر تأجير الكوشة يقول: "يبدأ السعر من 800 شيكل إلى 1500 شيكل، وهو السعر الأقرب إلى إيجار الصالات".

 وفي خضم الموضوع، فإن العادات والتقاليد في شمال القطاع مازالت متأصلة في مناسباتهم، وهذا ما يبدو واضحاً في حفلات الشباب التي تتميز بالدبكة الشعبية، وتنتهي بزفاف اليوم التالي الذي يردد فيه مثل: "اربط عندك باب الدار" حين وصولهم منزل العروس.

المؤرخ والكاتب م. محمود الزعانين يقول لمراسنا: " تراجع التمسك بعادات الفرح في هذه الأيام في بعض المناطق نتاج للرغبة في مواكبه العصر الحديث، وتقليد الغرب في بساطة أعراسهم، لكن الظروف الاقتصادية الحالية، لم تعد تؤثر عند الكثيرين، فما زال الالتزام بالعادات موجوداً"، مضيفاً: "أصبح القليل من المناطق في قطاع غزة كجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون هي التي تتمسك بعادات أعراسها الجميلة الموروثة، والتي تقيمها في "حواكير منازلهم أو أمام بيوتهم".

ويضيف الزعانين " يتم تحضير العروسين وتجهيز ملابس العرس لهما، وتكون ملابس الفرح من التراث الشعبي لهذه البلد، وعادة ما ترتديه أم العروس والعريس، وهذا يكون أجمل ويعكس عادة من عادات البلد في الاحتفال بالعرس، ويشتمل الفرح على وليمة، وجميع أنواع الحلويات والمشروبات، ويدعو أهل العروسين كل الأهل والمعارف والأصدقاء والجيران، حيث يُزف العروسان بالزفة الشعبية الخاصة".

التعليقات