الجبير: السعودية لا ترى مبرراً لاستمرار النزاع العربي الإسرائيلي

الجبير: السعودية لا ترى مبرراً لاستمرار النزاع العربي الإسرائيلي
وزير الخارجية السعودي - عادل الجبير
رام الله - دنيا الوطن
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن النزاع العربي- الإسرائيلي يظل أطول نزاع تشهده المنطقة في تاريخنا الحاضر بكل ما يحمله من مآس وآلام ومعاناة إنسانية، مشدداً على أن المملكة لا ترى مبرراً لهذا النزاع، خصوصاً في ظل التوافق الدولي حول الحل القائم على دولتين، والمستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وصولاً الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف الجبر، في كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، مساء أمس السبت، أنه إذا توافرت الإرادة الدولية الجادة فمن شأنها ترجمة مبادئ الحل إلى واقع ملموس.

وأوضح الجبير، أن "منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة غير مسبوقة من التوتر والأزمات المتواصلة نتيجة لسياسة إيران العدوانية"، مشدداً على أن الدول الأربع اتخذت موقفها من قطر لأنها "دعمت الإرهاب ومولته و بعدما استفحل الأمر وأصبح يهدد أمن دولهم".

وأشار إلى أن "سلوك إيران العدواني يشكل انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والمعاهدات الدولية وقرارت مجلس الأمن ما جعل إيران تحت طائلة العقوبات الدولية"، لافتاً إلى أنه يتوجب على إيران الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار؛ إن أرادت أن تكون عضواً في المجتمع الدولي".

وقال الجبير: "يواجه مجتمعنا اليوم أحد أكبر التحديات التي تهدد أمنه واستقراره متمثلاً بالإرهاب الذي يضرب بأطنابه أرجاء العالم في تحدٍ لكل القوانين والقيم الإنسانية، وإن المملكة تقف بكل حزم في مواجهة التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره، وتحاربه من دون تردد من جوانبه المالية والفكرية والأمنية، إضافة الى انخراطها في كل الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التطرف والإرهاب على كل المستويات، وآخرها استضافة قمة عربية- إسلامية- أميركية في أيار/ مايو الماضي".

وأضاف أن "أزمة قطر تدخل في شكل رئيسي في إطار سياستنا الحازمة في مكافحة التطرف والإرهاب، وتجفيف منابع تمويله في ظل ما تمارسه الدوحة من سياسات داعمة له مالياً، ونشر خطاب العنف والكراهية وإيوائها المطلوبين".

وقال: إن قطر "ساهمت في نشر الفوضى وإثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن هذا المنطلق جاء موقفنا حازماً إلى جانب أشقائنا في الإمارات والبحرين ومصر ضد السياسات القطرية، بعدما استفحل الأمر وأصبح يهدد أمن دولنا".

وأكد أن "الموقف الذي اتخذته الدول الأربع يطالب قطر بكل وضوح بالتزام المبادئ والقوانين الدولية في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك التزام تعهداتها في اتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي عام 2014، وهي مطالب مشروعة".

وفي شأن الأزمة السورية، قال الجبير، إنه لا سبيل لإنهاء هذه الأزمة إلا من خلال حل سياسي بناء على بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254، منوهاً إلى أن المملكة فتحت منذ بداية الأزمة أبوابها لإيواء مئات آلاف السوريين ليس بصفتهم لاجئين في مخيمات، بل كإخوة وأشقاء يتمتعون بكل التسهيلات لممارسة حياتهم الطبيعية، والاستفادة من جميع الخدمات الطبية والتعليمية.

وأضاف: "انقلاب جماعات الحوثي وصالح على الشرعية في اليمن وبدعم من إيران يشكل تهديداً لأمن واستقرار هذا البلد المجاور الشقيق، ولهذا استجابت دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، لدعوة حكومة اليمن الشرعية لإنقاذ الشعب اليمني واستعادة دولته، وفق ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف أن العمل العسكري في اليمن لم يكن خياراً، كما أنه لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد جهود سياسية حثيثة، تهدف إلى الحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية.

وجدد تأكيد دعم المملكة الكامل للعملية السياسية في اليمن ووقوفها خلف مساعي الأمم المتحدة عبر مبعوثها، الرامية إلى بلوغ الحل السياسي، وفق قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني.

وقال: إن المملكة تدرك حجم المعاناة الإنسانية لأشقائنا في اليمن ولم تتوان عن الوقوف إلى جانب الأشقاء اليمنيين، حيث بلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكة في السنوات الأخيرة ما يزيد على 8 بلايين دولار إلى اليمن، شملت كل الجوانب الإنسانية والطبية والإنمائية التي قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنظمات الأمم المتحدة، بما في ذلك نحو 67 مليون دولار لمواجهة الكوليرا.

وقال: إن المملكة تشعر بقلق بالغ وتدين بشدة سياسة القمع والتهجير القسري الذي تمارسه حكومة ميانمار ضد طائفة الروهينغا المسلمة، بما يتنافى مع القيم الإنسانية والقوانين الدولية".

وأضاف: أن هذه المأساة الإنسانية، تستلزم منا التحرك العاجل لإيقافها في إطار المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، مؤكداً أنه فيما تستمر المملكة في مطالبة حكومة ميانمار باحترام التزاماتها وحماية حقوق الإنسان من دون تمييز، فإنها ستستمر في تقديم الدعم الإنساني للمتضررين من الروهينغا.

فيديو - كلمة وزير الخارجية السعودي في الامم المتحدة
 

التعليقات