المكملات الغذائية ليست بريئة كما نعتقد!

المكملات الغذائية ليست بريئة كما نعتقد!
المكملات الغذائية
خاص دنيا الوطن
لقد أصبح استخدام المكملات الغذائية أمراً شائعاً في الوقت الحاضر، فالبعض يعتقد أنها نوع من العلاج والدواء، ومع ذلك فإننا جميعاً، خاصة الشباب الذين يلهثون وراء بناء العضلات، نجهل مركبات هذه المكملات الغذائية، والتي قد تحول هذه المكملات من علاج إلى خطر يحدق بصحة الإنسان، فماذا تحتوي المكملات الغذائية، ومتى تصبح خطرة، وما هي دواعي استخدامها؟ أسئلة يدور في فلكها هذا التقرير.

دكتور تغذية يعرف المكملات

تتحدث الدكتورة سعاد عبيد، أخصائية تغذية حول ماهية المكملات الغذائية وأضرارها بالقول: "المكملات الغذائية نوعان: الأول مكملات لكمال الأجسام، والثاني مجموعة الفيتامينات والمعادن والعناصر التي تؤخذ في حال احتاج لها جسم الإنسان، وبالإجمال فإن هذه المكملات هي عبارة عن مركبات غذائية طبيعية، تساهم في دعم العديد من العمليات الحيوية للجسم عبر إمداده بالفيتامينات والأملاح الضرورية للجسم".

وتضيف: "لكن هذه المكملات لا تؤخذ بشكل عشوائي، إذ يجب صرفها تحت إشراف طبي بناءً على حاجة المريض لأنها عبارة عن دواء، وبالتالي هي ليست بريئة إذا ما تم تناولها بطريقة خاطئة أو بشكل عشوائي، الأمر الذي قد يوقع المريض في العديد من المشاكل الصحية، فعلى سبيل المثال يحتاج فقر الدم إلى عنصر الحديد، فإذا أخذ الحديد بعشوائية فإنه يؤثر سلباً على صحة المريض، كما أن تناول جرعات كبيرة وغير مناسبة منها يصبح عبئاً ثقيلاً على الجسم، وهنا يؤثر على الكلى والكبد والخلايا العصبية".

"المكملات الغذائية ليست فقط فيتامينات وفوائد، بل أيضاً سموم وأشياء مضرة، فهي تحتوي على مكسبات الطعم والملونات الصناعية (نكهة) ومواد حافظة، وجميعها مواد كيماوية لها تأثير مسرطن على الجسم، من يحدد الجرعة المناسبة هو الطبيب، وليس الصيدلي، كما يحلو لنا، كما أن الجرعة تعتمد على تشخيص الطبيب، وفقاً للحالة المرضية فمن لديه نقص كالسيوم مثلاً يأخذ كالسيوم فقط، وليس مجموعة الفيتامينات جميعها لأن عدم احتياج الجسم لها يشكل عبئاً على الكلى كما أسلفنا"، على حد قولها.

وتختم حديثها بذكر الأضرار الصحية للتعاطي غير المسؤول مع المكملات بالقول: "التناول غير السليم للمكملات الغذائية له أضرار كبيرة منها خطر الإصابة بالسرطان والاكتئاب ومشاكل الكلى والمشاكل العصبية والاضطرابات الهضمية والضعف الجنسي، فالأفضل هو اتباع نظام صحي متوازن (وجبات صحية، تمارين رياضية وقسط كافٍ من النوم) لنصبح في غنى عن هذه المكملات".

حالات تتحدث

يتحدث لاعب اللياقة البدنية (ش.ع)، (35 عاماً) عن تجربته مع المكملات الغذائية بالقول: "وصلت إلى مرحلة ثبات في الوزن (الكتلة العضلية) فقررت كغيري من اللاعبين تناول مكملات غذائية معينة، لكن وكوني مريض بالكبد الوبائي C قررت استشارة طبيب حول تأثير الأحماض الأمينية على صحتي، وهنا حذرني الطبيب بشدة من تناول هذه المكملات الغذائية ونصحني بالابتعاد عنها".

ويسترسل بالقول: "منعني الطبيب من تناول المكملات الغذائية خوفاً على الكبد الذي هو بالأصل مصاب إذ قد تحدث مشكلة في امتصاص الكبد لهذه العناصر الغذائية، وبالتالي تؤثر سلباً على صحتي".

أما العشريني سهيل طالب فيقول: "كنت أعاني من نقص عنصر الكالسيوم في جسمي، وذلك لأنني لا أتناول البيض أو منتجات الحليب، ولذلك توجهت إلى الصيدلية طلباً للكالسيوم دون استشارة الطبيب، وداومت على أخذه فترة طويلة".

"بعد فترة أصبحت أعاني من هزال شديد وتعب دائم وألم في البطن والظهر، وبعد الفحص تبين أن لدي أملاح كثيرة وحصاوي في الكلى، الأمر الذي عزاه الطبيب إلى ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم نتيجة الإفراط في تناوله كمكملات غذائية"، على حد قوله.

استشاري أمراض باطنة وكلى يعلق

الدكتور حسام جودة استشاري أمراض باطنة وكلى في مستشفى الشفاء بغزة، يعلق على الموضوع بقوله: "المكملات الغذائية هي عبارة عن أملاح وفيتامينات بنسب معينة، فلو أخذت ضمن النسب القياسية لا يكون لها ضرر، فالشرط الأول لعدم حدوث ضرر هو عدم إهمال التشخيص، والذي بناءً عليه تؤخذ هذه المكملات، والشرط الثاني هي عدم تناولها لفترات طويلة لأن ارتفاع نسبتها في الدم قد لا تحمد عقباه لأن هناك خطر الإصابة بتسمم الفيتامينات نتيجة الإفراط في تناول الفيتامينات الذوابة في الدهون".

ويضيف: "أنا كطبيب نادراً ما أوصي بهذه المكملات، بل إن كان المريض يعاني من نقص حديد أصف له الحديد، وليس مجموعة الفيتامينات كلها وهكذا، فالمكملات الغذائية بنظري هي علاج نفسي أكثر منه علاج حقيقي لأن الاستخدام غير المدروس وغير المراقب لها يؤدي إلى أملاح في الكلى وغيره من الأعراض المؤذية".

نسبة الإقبال

يقول الصيدلي (امتنع عن ذكر اسمه): "نسبة الإقبال على شراء المكملات الغذائية 70% ونبيعها بدون وصفة طبية لكن الأفضل أن تكون بوصفة طبية، وأكثر المكملات الغذائية طلباً لدى الزبائن هو عنصر الحديد، والسبب فقر الدم نتيجة سوء التغذية لدى الكثير من الأشخاص".

ويضيف: "أسعارها تتفاوت ما بين 30- 160 شيقلاً ويطلبها مختلف فئات الناس، خاصة للأطفال الذين يعانون من فقر الدم وسوء التغذية، والتي يتسبب فيها الإقبال الشره لدى الأطفال على منتج "الشيبس"، وينصح بتناول هذه المكملات لشهر فقط أو شهرين على أبعد تقدير، فاستعمالها لفترات طويلة يسبب الضرر الكبير".

إذاً المكملات الغذائية هي دواء، وفي علم الطب فإن الدواء هو سم قد يفيد، فيجب التوعية فيما يتعلق بهذه المكملات لأنها وببساطة ليست بريئة كما نعتقد، بل هي ضرر يتوقف على كيفية الاستخدام، وبما أن المواطن في غزة قد يكون أحياناً عدو نفسه فيما يتعلق بصحته، فإنه يتناول هذه المكملات معتقداً أنها تفيد ولا تضر، ولكن الحقيقة التي يخلص إليها هذا التقرير، هي أنها مفيدة طالما كانت مدروسة ومراقبة الاستخدام وإلا فالخطر قادم وقاسٍ.

لذا، يُنصح بتناول هذه المكملات، ويمكن استخدامها فقط بعد الحصول على المشورة الطبية السليمة.

التعليقات