حنا:لا يجوز ان يغيب او ان يُغيب الصوت المدافع عن القدس

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم السبت وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية الانطاكية من مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الامريكية وقد ضم الوفد 50 شخصا وهم من اصول سورية وقد وصلوا في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين.

 ابتدأ الوفد زيارته للبلدة القديمة من القدس صباح اليوم بلقاء  المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة حيث ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس ومن ثم تجول الوفد داخل الكنيسة وزاروا الجلجلة وغرفة الذخائر المقدسة حيث استمعوا الى شروحات وتوضيحات حول هذه المواقع الهامة الموجودة داخل كنيسة القيامة .

ومن ثم توجه الوفد الى كاتدرائية مار يعقوب حيث استمعوا الى حديث روحي من المطران .

رحب المطران بوصول وفد ابناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية الشقيقة من مدينة سان فرانسيسكو هذه المدينة التي زرتها عدة مرات واود ان اعرب عن سعادتي بوجودكم في مدينة القدس وقد اتيتم بهدف زيارة الاماكن المقدسة ولكي تصلوا من اجل بلدكم الام سوريا ولكي يعود السلام والامن والاستقرار لهذا البلد الذي نحبه جميعا .

لقد اتيحت لي الفرصة ان ازور سوريا قبل فترة وجيزة فشاهدت بأم العين شعبا شامخا متمسكا بانتماءه لوطنه ورافضا لهذه المؤامرة الكونية التي تعرضت لها سوريا والتي ستفشل حتما بحكمة الرئيس وبسالة الجيش العربي السوري ووحدة الشعب السوري الكريم .

لقد قضيت ثلاثة ايام في سوريا فكانت بالنسبة لي فرصة لكي ازور هذا البلد واعبر عن تضامني معه ولكي التقي مع المرجعيات الدينية والسياسية ناقلا رسالة السلام والمحبة والاخوة والتضامن من رحاب فلسطين الارض المقدسة .

نعبر عن تضامننا مع الكرسي الانطاكي المقدس وبشكل خاص مع اخوتنا المطارنة المخطوفين المطران بولس يازجي المطران يوحنا ابراهيم كما وغيرهم من المخطوفين ونتضامن ايضا مع كل انسان محزون ومكلوم ومعذب ومشرد وما تعرضت له سوريا خلال السنوات الاخيرة لا يمكن وصفه بالكلمات ولكن هذه المؤامرة فشلت فشلا ذريعا وقد ابتدأت سوريا تستعيد عافيتها ونتمنى ان تبتدأ مسيرة اعادة الاعمار ، اعادة اعمار ما تم نسفه وهدمه من ابنية واعادة اعمار النفوس المكلومة والجريحة والمتألمة نتيجة هذا الارهاب وهذه الحرب القذرة التي تعرضت لها سوريا بلد الحضارة والتاريخ والعراقة والاخوة والسلام.

اما نحن في فلسطين فجرحنا ما زال نازفا وشعبا ما زال يعيش في ظل الاحتلال وما زالت القدس تعاني ما تعانيه في ظل سياسات احتلالية قمعية عنصرية تستهدف شعبنا الفلسطيني في كافة مفاصل حياته .

مقدساتنا مستهدفة ومؤسساتنا الوطنية مستباحة كما ان اوقافنا المسيحية يتم التآمر عليها بهدف ابتلاعها وسرقتها امعانا في تهميش واضعاف الحضور المسيحي الوطني في هذه الارض المقدسة ، واولئك الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية هم ذاتهم الذين يستهدفون الشعب الفلسطيني في مقدساته وكافة مفاصل حياته ، كلنا مستهدفون ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق .

ولدى لقائي في دمشق مع بطاركة الكنائس المسيحية وجهت نداء حارا بضرورة ان تكون القدس حاضرة في كل خطاب ومناسبة ولقاء ، ناشدت رؤساء الكنائس المسيحية في سوريا بأن لا ينسوا فلسطين وان تكون حاضرة دوما في اجندتهم واذا لم تقم الكنائس المشرقية بالدفاع عن القضية الفلسطينية فمن الذي سيدافع عنها ، اذا لم يُسمع الصوت المسيحي المشرقي المنادي بالعدالة والحرية لشعبنا من كنائس هذا المشرق فنحن لا نتوقع ان يأتي هذا الصوت او هذا الموقف من اي جهة اخرى من عالمنا، نحن نعرف ان الكنائس الغربية لها مواقفها ولها ما تقوله في هذا المضمار ولكن كنائس المشرق العربي يجب ان تعتبر قضية فلسطين على انها قضيتها كما هي قضية المسلمين ، فلا يجوز ان يغيب او ان يُغيب الصوت المسيحي المشرقي المدافع عن عدالة القضية الفلسطينية لان غياب او تغييب هذا الصوت انما هي انتكاسة لنا جميعا في ظل ما نشهده من مؤامرات تحاك على هذه القضية بهدف تصفيتها واضعافها وانهائها .