الاحتلال يعيد اعتقال الاسير المحرر ناصر أبو خضير

رام الله - دنيا الوطن
أقدمت قوات الاحتلال قبل بضعة أشهر على إعادة اعتقال الأسير المحرر ناصر أبو خضير " أبو عنان"، وهذه المرة بتهمة مشاركته في احتفالي تكرمي للأسرى في مدينة نابلس، وتقديمه دروعاً لعدد من أمهات الأسرى.

إن هذه الاتهامات والتي باتت تنتهجها سلطات الاحتلال في السنوات الأخيرة تأتي في إطار سياسات الاحتلال التي تحاول القضاء على أي شكل من أشكال المقاومة حتى لو كانت مجرد احتجاج على ممارسات الاحتلال، سواء كان هتافاً في مظاهرة أو مشاركة في احتفال وطني أو تقديم واجب عزاء في الشهداء، فبالأمس القريب سن الكنيست مجموعة من القوانين العنصرية التي وصلت حد اعتبار إلقاء الحجارة عملية "إرهابية"، وقررت الأحكام العالية على مثل هذه التهم.

وفي السنوات الأخيرة دخل السجون آلاف من الأسرى متهمين بتهم لم يألفها الأسرى من قبل على شاكلة التغريد على وسائل التواصل الاجتماعي، أو المشاركة في مظاهرة، أو تقديم مساعدات لعائلات فقيرة، أو مساهمة تطوعية لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون، أو مجرد الانتماء لفرقة كشفية أو فنان سيرك كما حدث مع محمد أبو سخا. فها هي اليوم تعتقل الأسير أبو خضير بتهمة سخيفة تتعلق بتقديم دروع لبعض عائلات الأسرى.

إن هذه الممارسات الاحتلالية تكشف زيف ادعاءات الاحتلال وتغنيه بالديمقراطية، كما أنها تأتي في إطار سياسة ممنهجة لتضييق الخناق على شعبنا المناضل، بحيث يصبح مجرد التعاطي مع الأسرى والشهداء وإبداء الاحتجاج اللفظي على ممارسات الاحتلال هو تهمة عقوبتها السجن، كما تكشف هذه الممارسات الاحتلالية عن إفلاس الاحتلال، وانحطاطه الأخلاقي والإنساني.

والأسير " أبو عنان" أمضى قرابة العشرين عاماً في جسون الاحتلال، وكان الاعتقال الأول في بداية ثمانينيات القرن الماضي حيث أمضى قرابة السبعة سنوات بعد إصابته بانفجار عبوة ناسفة كان يعدها في إطار مقاومة الاحتلال، وفقد على اثرها عيناً ومعظم أصابع يده، أما الاعتقال الأخير فكان عام 2011 وأمضى خمسة سنوات ونصف وتحرر في شهر أكتوبر عام 2016 ولم تمضي سوى بضعة أشهر في عالم الحرية حتى أعاد الاحتلال اعتقاله من جديد.

وتجدر الإشارة إلى أن عائلة أبو خضير هي إحدى العائلات المناضلة العريقة التي قدّمت الأسرى والشهداء وكان آخرهم الشهيد محمد أبو خضير الذي حرقته عصابات المستوطنين قبل ثلاثة أعوام.

ويذكر أيضاً أن زوجة الأسير أبو عنان، الرفيقة المناضلة عبير أبو خضير وابنتهما الرفيقة صمود والرفيقة أصالة يواجهون المحكمة بتهمة عرقلة اعتقال الرفيق عنان ابن الرفيق ناصر وعبير وذلك عام 2011، وقد تم ادانتهم حديثاً، ومن المتوقع أن يواجهوا عقوبة بالسجن لمجرد الاحتجاج على الأسلوب الهمجي في اعتقال الرفيق عنان.

التعليقات