مفوضية رام الله ووحدة الدّعم النفسي تنظمان محاضرة بمدرسة بنات التركية

رام الله - دنيا الوطن
نظمت مفوضية التوجيه السياسي والوطني لمحافظة رام الله والبيرة وبالتعاون مع وحدة الدّعم النفسي والعلاقات العامة في قيادة منطقة رام الله والبيرة والضواحي محاضرةً لطالبات مدرسة بنات التركية الثانوية، وكان عنوانها: " استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية "، ألقاها النقيب/ زهير أبو شلّوف مدير وحدة الدعم النفسي في قيادة المنطقة، بحضور المفوض السياسي للأمن الوطني رامي غنّام، والمعلمة ربى أبو الوفا، و( 65 ) طالبة ( شعبتين ) من الصف العاشر.

وافتتح المحاضرة مفوض الأمن الوطني رامي غنّام مرحباً بالحضور من الهيئة التدريسية والطالبات، وقد أكّد على أنّ هذه اللقاءات هي ثمرة التعاون المشترك ما بين المؤسسة الأمنية والعسكرية من جهة، والمؤسسات والوزارات المدنية من جهة أخرى، لتحقيق أهدافها وأهمها تعزيز مبدأ التوعية والإرشاد لطلبة المدارس كافة؛ ولتعزيز مبدأ الأمن الفكري الذي يتعلق بتصرفات وسلوكيات هذه الفئة العمرية بشكل خاص. وأشار غنّام إلى أهمية هذا الموضوع لكي تتمكن الطالبات من امتلاك مهارة استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية كون الحالة الإيجابية لها الدور الكبير في القضاء على الأفكار والمعتقدات السلبية التي تقف حائلاً أمام تطور مهارات الفرد وتقوية شخصيته.

وفي بداية محاضرته قال النقيب/ زهير أبو شلّوف بأنّ الأفكار السلبية تطغى على الإيجابية عند الكثير من النّاس، وينظرون إلى الجوانب السلبية فيعطونها اهتماماً كبيرا وحجماً أكبر مما هي في الواقع فتتأثر علاقتهم مع أنفسهم ومع الآخرين، وتتحول حياتهم وحياة من حولهم إلى شقاء وبؤس وتشاؤم، وأنّ الأشخاص السلبيون يفكرون بالتحديات وعوامل الفشل التي قد يكون بعضها حقيقة والبعض الآخر من الخيال ويتجاهلون عناصر النجاح والجوانب الإيجابية في حياتهم.

وأوضح النقيب/ أبو شلّوف للحضور خطورة الأفكار السلبية كونها تستنزف طاقات الفرد والاستمتاع في الحياة، وتقضي على استثمار قدراتنا التي يجب أن تكون من عوامل النجاح في حياتنا، كما أنّها تُضخم الأمور بصورة سلبية مطلقة كلما أعطاها الإنسان مزيداً من الاهتمام وتصبح هي الفكرة السائدة في كلّ شيء من حولنا، وكلّما اعتقد الواحد منّا أنّه سيفشل في مهمة ما وبالجهود التي  سيبذلها في سبيل ذلك سيتأثر سلبياً وبالتالي حَكَمَ على نفسه بالفشل وعدم الاستفادة من جميع فرص النجاح. كما أنّ الأفكار السلبية تؤدي إلى عدم التحكم في التغيرات المزاجية والانفعالية لدى كل واحدٍ فينا فتجعل الحياة في نظرنا حياةً صعبة مما قد يكون لذلك عواقب وخيمة كالإقدام على الانتحار لا قدّر الله.

وتناول النقيب/ زهير أبو شلّوف أهم الطرق والأساليب لاستبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية والتي تتمثل في تحسين الواقع المُعاش لكلّ واحدٍ فينا؛ وبمعنى آخر تعزيز التفكر الإيجابي وبرمجة النّفس وذلك من خلال استبعاد الأوهام والمخيلات والتمسك بالواقع الحقيقي الذي يحيط بنا، والتخلّي عن سياسة التشاؤم والاكتآب واليأس التي تنتج عن العقل والبحث عن جميع الملفات الإيجابية في الذاكرة المخزونة في عقولنا والتي تدعم الاتجاه الايجابي لدينا، وكذلك مساعدة الإنسان للآخرين تُعوده على ملاحظة الإيجابيات دوماً، وعدم الاكتراث بالمشكلات والامتناع عن تضخيمها، ولا بدّ من تعزيز ثقافة التفاؤل لدى كل واحدٍ فينا كون هذا الأمر يًعتبرُ نوراً يُضيء طريقنا ويولّد عندنا أفكاراً إيجابية ومشاعر الرضا؛ والبعد عن اليأس والعجز والانهزامية، ولأنّ التفاؤل يمنح الفرد القدرة على مواجهة المواقف الصعبة وتحليلها بموضوعية واتخاذ القرارات بكل حكمة وعقلانية.

وفي ختام محاضرته حث ّالنقيب/ زهير أبو شلّوف الطالبات على بناء علاقات جديدة من خلال اتخاذ الأشخاص الإيجابيين ممن حولهن حتى يبثوا فيهنّ كل معاني التفاؤل والأمل، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين حتى لا يكونوا هؤلاء السلبيين عقبة في طريق الوصول إلى الدائرة والحالة الإيجابية في التفكير.