الأسئلة التي تواكب نهاية الانقسام !

الأسئلة التي تواكب نهاية الانقسام !
   عوني المشني 

نظريا ووفق ما يرشح من مفاوضات القاهرة فقد انطلقت عملية طَي الانقسام ، القاهرة ألقت بثقلها فلم يستطع احد ان يختلف معها لاعتبارات جيوسياسية ، وهذا يشكل الخطوة الاولى في مسيرة الألف ميل ، وعند التطبيق تبدأ الأسئلة بالتوالي تباعا ، كيف سيحل موضوع السيطرة الأمنية على القطاع ؟!!!! وهو السؤال الاصعب والأكثر خطورة ، حماس والفصائل تمتلك بنية عسكرية ليس من السهل تفكيكها ،  وتلك الفصائل أصلا لا تقبل بتفكيكها ، وسيكون ضغط الى حد الجنون على السلطة الفلسطينية لتفكيك تلك البنية كشرط لكل شيئ واي شيئ في القطاع ، هذا الشرط سيكون إسرائيلي وأمريكي وأوروبي الى حد كبير ، وسيكون لعدم تنفيذه انعكاس ليس على القطاع بل والضفة ايضا ، وسيضع الكل الفلسطيني في مأزق ، السؤال حينها  ، ماذا سيكون الموقف حينها ؟؟؟!!!! 

الموضوع الثاني الذي سيواكب الانقسام كيف ستحل تخمة الموظفين في غزة ، سلطة حماس لها موظيفيها وسلطة فتح كان لها موظفيها والعدد هنا يتضاعف ، ستدفع دول ما تغطية نفقات سنة او خمس ، وبعد ذلك ماذا ؟؟؟؟ واذا ما ربط هذا بالوضع الأمني اي اشتراط حل البنية العسكرية خارج السلطة هل ستصبح الامور اكثر من قدرة التحمل ؟!!!! 

الموضوع الثالث سياق المصالحة ليس سياق سياسي وإنما اغلبه اداري ومالي ، بمعنى لا اتفاق على برنامج حد أدنى سياسيا ، وبعد اي نتخابات قادمة ستكون حماس جزءا من النظام السياسي بغض النظر كانت أغلبية او أقلية ، كيف ستكون استراتيجيتنا السياسية ؟؟؟؟ موضوع مرتبط  ، هل سيعاد صياغة منظمة بمشاركة حماس ؟؟؟ ووفق اي برنامج سياسي ؟؟؟؟ 

موضوع اخر ، علاقات وتحالفات حماس الخارجية ، تناقض ذلك مع سياسات منظمة التحرير كيف ستحل هذه المسألة في النظام السياسي ؟؟ مفهوم ان للأحزاب والحركات السياسية هامش ما في علاقاتها الخارجية ، لكن علاقة حماس مع طهران او قطر وضع مختلف الى حد ما ، انها تحالف مبني على العطاء والاخذ والتضحية بتلك العلاقة وخاصة مع طهران يضع حماس في مكان الإخضاع اولا ويكلفنا الكثير الكثير ايدولوجيا وعسكريا وسياسيا ، اذن كيف ستتمكن حماس من حل هذا الأشكال ؟؟؟؟ وكيف ستشكل الوضع الفلسطيني حينها ؟؟؟ 

مجمل تلك الأسئلة تجبني أشك ليس في نوايا الطرفين بانهاء الانقسام بل في مقدرتهما حتى لو رمت مصر بثقلها ، اننا امام امتحان اصعب من الصعب ، لن تتمكن الأطراف من اجتيازه الا اذا قررت ان تكون عند موقفها الذي من دونه قتال مرير وصمود أسطوري ،

هل يستطيع ابو مازن ان يقول ويمارس نعم لإنهاء المصال الانقسام وفِي ذات الوقت نعم لسلاح حماس حيث سيكون كسلاح حزب الله في لبنان ؟؟؟

هل تستطيع حماس ان تقول نحن مع منظمة التحرير ببرنامجها حتى لو كانت لنا وجهة نظر مختلفة كما حال الجبهة الشعبية في منظمة التحرير ؟؟؟؟ هل يستطيع الكل الفلسطيني ان يحتمل ليس حصارا على غزة بل حصارا على الضفة وغزة لمواجهة الضغوطات الخارجية بسبب سلاح المقاومة في غزة ؟؟؟؟ 

شرط نجاه المصالحة ان تكون اجوبة الأسئلة الثلاث بنعم ومن الجهات الثلاث : فتح ، حماس ، الكل الفلسطيني .

التعليقات