قلقيلية..صور: يسرى بدوان.. عزباء تصمد في وجه التحديات.. وتنتصر لرئاسة بلدية عزون

قلقيلية..صور: يسرى بدوان.. عزباء تصمد في وجه التحديات.. وتنتصر لرئاسة بلدية عزون
الشابة يسرى بدوان
خاص دنيا الوطن ـ همسه التايه
استطاعت الشابة يسرى بدوان (26 عاماً) من بلدة عزون قضاء قلقيلية، الصمود في وجه كافة التحديات والشائعات التي استهدفتها منذ توليها رئاسة البلدية قبل ثلاثة شهور، لتثبت للجميع أنها كإمرأة قادرة على القيادة واتخاذ القرار والنهوض بمجتمعها وتغيير الواقع نحو الأفضل، على الرغم من صغر سنها.

تقول بدوان خريجة تخصص هندسة كهربائية، لمراسلة "دنيا الوطن" في طولكرم: "في بداية الأمر واجهت صعوبة جمة بتقبل المجتمع لفكرة وجود فتاة عزباء صغيرة بالعمر تتولي منصب رئيس بالبلدية، حيث طالتني انتقادات عديدة منها اتهامي بعدم  امتلاكي الخبرة والقدرة لقيادة البلدية، إضافة لتعرضي لهجمة إلكترونية شرسة خلال الشهر الأول من تسلمي مهام عملي".

وأضافت:" واجهت تحديات كثيرة وما زلت، ومن الأمور التي واجهتها تشويه صورتي أمام المجتمع وتلفيق تهم باطلة بحقي، وإلصاق صفات سلبية لا تمت لشخصيتي بأية صلة، وتنسيبي لجهات تنظيمية معينة بخلاف الحقيقة.

ولم تتوقع الشابة بدوان، أن يصل الأمر لغاية عرقلة عملها بالبلدية بكل السبل والطرق والوسائل، من خلال التأكيد على عدم مقدرتها على السيطرة على البلدية وإدارة أمورها، كأحد أساليب الضغط النفسي لإجبارها على ترك المنصب والرحيل.

وأكدت أنها بعملها الدؤوب وجهدها المثمر والنابع من تعاونها مع الجميع، تمكنت من تغيير نظرة مجتمع عزون لها وإجباره على تقبل وجودها كإمرأة شخصيتها مستقلة وقراراتها صائبة، قائلة: "تعتبر المرأة الفلسطينية نصف المجتمع، حيث ضربت أروع الأمثلة البطولية في التضحية والصمود والإبداع، فهي أم الأسير والشهيد وهي الأم المكافحة التي خاضت كافة الميادين والمجالات، حيث أنني أثبتت قدرتي وبجدارة على القيادة، وتحمل المسؤولية والوقوف في وجه كافة العثرات".

وقالت: "سرعان ما تغير الحال، حيث بدأ أهالي عزون بتقبل الأمر، عندما وجدوا تغييراً على أرض الواقع".

وعن واقع حال البلدة قالت: "إن بلدة عزون بلدة منكوبة، وتعاني الأمرين جراء سياسات الاحتلال القمعية والإغلاقات المستمرة والمتكررة والاعتقالات والمداهمات شبه اليومية، ناهيك عن الحصار المقيت وبناء الجدار العنصري، والذي خنق البلدة وزاد من معاناتها، بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة إلى 43% وافتقارها للعديد من المشاريع الإقتصادية والحيوية، وأيضاً افتقارها لشبكة صرف صحي".

وأضافت: "قمنا كمجلس بلدي وخلال الفترة الماضية بمحاولة جلب مشاريع تستهدف البنية التحدية وإعادة فتح محطة المحروقات والمتوقفة عن العمل منذ عامين تقريباً، وتشغيل مستشفى عزون والمتوقف عن العمل منذ أربع سنوات، لكن الإجراءات تحتاج لفترة زمنية طويلة".

وأشارت الشابة بدوان إلى قيامهم كمجلس بالعمل على إيجاد الحلول للعديد من المشكلات الموجودة ومنها: إعادة المنحة المخصصة لإنشاء طابق ثانٍ للعيادة الصحية، والبدء بإنشاء غرف صفية لمدرسة فاطمة غزال الأساسية، وإكمال مشروع توسعة المخطط الهيكلي، وتجهيز طابق بمساحة 280م مربع للبدء بمشروع الطابو، وجلب محكمة التسوية لتصبح محكمة مركزية ببلدة عزون".

وحول الأعمال التي يتابعها المجلس البلدي، الذي تتسلم رئاسته قالت: "قمنا بحملة نظافة واسعة استهدفت البلدة كاملة، بالإضافة إلى توظيف عدد من عمال النظافة".

 وأضافت: "نسعى جاهدين لإنشاء مشاريع اقتصادية من أجل تشغيل الأيدي العاملة للنهوض بواقع البلدة، خاصة وأن نسبة البطالة مرتفعة جداً، وتأهيل مدخل البلدة الشمالي على شارع 55 والحصول على ترخيص لإنشاء شبكة صرف صحي ومحطة تنقية، والعديد من المشاريع التي تحتاج إلى موافقة من قبل الجانب الإسرائيلي لمباشرة العمل بها" .

واسترسلت بالقول: "على الصعيد الخارجي سعينا للحصول على توأمة مع بلديات فرنسية وأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة والتعاون المستمر".

وأشارت إلى أن بلدة عزون تعتبر عاصمة الريف، فهي أم القرى "حسب قولها"، قائلة: "نسعى لإكسابها طابعاً خاصاً ومميزاً".

وفي الشأن النسوي والمساعي المبذولة لدعم النساء وتعزيز قدراتهن وعطائهن، أشارت الشابة بدوان إلى سعيها لإنشاء لجنة نسوية مؤازرة، بالإضافة إلى إشراك النساء وتعزيز تواصلهم مع المجتمع المحلي وإشراكهم بورشات العمل واللقاءات المختلفة، بالإضافة إلى السعي لجلب مشاريع لتمكين النساء اقتصادياً.

تؤمن الشابة بدوان بأن الأمانة والإخلاص بالمل والانتماء وتغليب المصلحة العامة، سيقودها حتماً للنجاح، مؤكدة أن أحلامها وطموحاتها كبيرة وتعانق عنان السماء، لذلك ستسعى دوماً للتفوق والنجاج، وإعلاء اسم بلدتها عزون.

ووجهت الشابة بدوان رسالتها للمرأة الفلسطينية، مشجعة إياها للوقوف جنباً إلى جنب الرجل ومشاركته بتحمل المسؤوليات كافة واتخاذ القرارات كونها قادرةعلى الإبداع والصمود والتميز، مشددة على ضرورة إشراك الطاقات الشبابية من كلا الجنسين لإمتلاكهم روح وقدرات إبداعية خلاقة للعمل، خاصة وأنهم يشكلون الشريحة الأكبر بالنسبة للمجتمع الفلسطيني.

جدير بالذكر، أن الشابة بدوان خريجة جامعة فلسطين التقنية خضوري منذ العام 2012، وهي الابنة الوحيدة لوالديها بين أربعة شبان.








التعليقات