لا تسمحي لطفلكِ بلعب دور الضحية

لا تسمحي لطفلكِ بلعب دور الضحية
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
"كم أنتِ قاسية وغير منصفة! تصرخين في وجهي دائماً، حتى عندما لا أكون مخطئاً!"

هل تبدو لكِ هذه العبارة مألوفة؟ ما إن ترفضي لطفلكِ طلباً أو تضعين لتصرفاته حدوداً أو تحاولين فرض قواعد على سلوكياته، حتى يُبادر بالتشكي من كونكِ غير عادلة وغير منصفة بحقه، وفي كونكِ تُنغّصين عليه عيشته. هذا طبعاً إلى جانب المبالغة في ردّ فعله إزاء الطلبات الروتينية وعدم تحمّله أي نوع من المسؤولية، مع الحرص على إشعارك في كلّ الحالات والظروف بأنكِ أنتِ مَن لم يفهم قصده أو مَن تصرّف معه بغير عدل، ليكون هو بذلك "الضحية".

فإن كانت هذه هي فعلاً الطريقة التي يتّصرف بها طفلكِ، اعلمي بأنها الوسيلة/ الحجّة التي تُخوّله تطوير ذهنيةّ الضحية وتُعطيه عذراً قوياً لتصرفاته السيئة، وتمنحه بالتالي الحق بعدم تحمّل مسؤولية أفعاله، فالقدرة على التأثير بكِ عاطفياً وحملكِ على التشكيك في معاملتكِ له وإعادة النظر في القواعد والحدود التي وضعتها لسلوكياته.

وإن بقي طفلكِ على هذه الحال طويلاً، توقعي له بأن يتحوّل إلى بالغ غير مسؤول وغير قادر على تطوير نفسه وإرساء علاقات صحية مع الآخرين من حوله.

فكيف تتدخلين إذن لمساعدته وتغيير طريقة تفكيره؟ إليكِ بعض الخطوات والنصائح الهادفة التي نشرتها صحيفة عائلتي:

حدّدي التصرفات المغلوطة التي يُقدم عليها طفلك وابدأي باستهداف كلّ تصرف منها على حدة من أجل إصلاحها أو تغييرها. كأن يتناول طعام العشاء بهدوء وتحضّر من دون صراخ، أو يقوم بمهامه على أكمل وجه من دون تململ.

إجلسي مع طفلكِ وتحدّثي إليه بعقلانية عندما تكونان هادئين. ناقشيه مثلاً بشأن المهام والمسؤوليات المترتبة عليه في المنزل واشرحي له عن أهمية متابعته لها وعدم إهماله لها لما فيه مصلحة الأسرة بكاملها.

لا تتخلّي عن التوقعات والنتائج التي وضعتها لطفلكِ لمجرّد أنه يلعب دور الضحية دائماً ولا تستسلمي لسوء سلوكه، بل ابذلي ما في وسعكِ للتعامل مع حبّ طفلكِ للمواجهة، بكلّ حكمة وحنكة ودراية ورويّة.

أثني على كلّ تصرفٍ إيجابي وخيار جيد يقوم به طفلكِ وينمّ عن بدئه بتحمّل مسؤولية أفعاله والتخلّي عن ذهنيّة الضحية المظلومة.

ولكن لا تنسي أبداً بأن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها وأنّ الهدف الأسمى من هذه الخطوات: تربية إنسانٍ مسؤولٍ قادرٍ على التصرّف بوعي وإيجاد الحلول لمشاكله.

التعليقات