واشنطن بوست:برغم " انتهاء " داعش لكن العراق بانتظار الأصعب

رام الله - دنيا الوطن
سلطت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الضوء على التحديات التي تواجه العراق عقب هزيمة تنظيم الدولة، وسيطرة حكومة بغداد على غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014، مشيرةً إلى أن الأصعب بالنسبة للعراق كبلد، لم يأتِ بعدُ، وأن المشاكل ذاتها التي غذَّت وجود تنظيم مسلَّح، مثل تنظيم الدولة، ما زالت موجودة.
وتابعت الصحيفة القول: إنه "إلى الآن، تجري عملية تسطيح للمشاكل الموجودة بين المكونات العراقية، السُّنة والشيعة والأكراد، التي تتعلق بالموارد النفطية والأراضي"، لافتةً الانتباه إلى "وجود تنافس واضح بين المنتصرين في المعركة ضد تنظيم الدولة، ومن سيطروا على المناطق التي سبق للتنظيم أن استولى عليها".
وأضافت أن "المشاكل القديمة، الآن تتفاقم ولبست لبوساً جديداً أكثر حدّةً، فهناك ملف إعادة إعمار المناطق المحررة، وإعادة ملايين الأشخاص ممن هُجِّروا من مناطقهم ومدنهم، وأيضاً إيجاد مصالحة بين المجتمعات المحلية التي رحَّبت بدخول تنظيم الدولة وبقية مكونات الدولة والمجتمع".
وتنقل الصحيفة تحذيرات محللين مختصين من تكرار السيناريو ذاته الذي قاد إلى ظهور تنظيم الدولة، والأسباب نفسها التي غذَّت التمرد المسلَّح الذي اندلع بالعراق عقب الاحتلال الأمريكي عام 2003.
الموصل على سبيل المثال، تعرضت لواحدة من أكثر المعارك شراسةً ضد تنظيم الدولة، ويمكن مشاهدة الكثير من صور الخراب التي ضربت المدينة وشوارعها، رغم أن الحياة بدأت تعود تدريجياً في الجانب الشرقي منها، بحسب "الواشنطن بوست".
وتابعت: "أما الجانب الغربي الذي تحمَّل العبء الأكبر من تلك المعارك، فما زال يلعق جراحه؛ إذ غادره نحو 230 ألف شخص، ولم يبقَ بيتٌ من بيوت الجانب الغربي لم يتضرر"، و"كلها بحاجة إلى إعادة بناء وتأهيل"، بحسب ليز غراندي نائب الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة بالعراق.
يقول هوشيار زيباري وزير الخارجية والمالية العراقي السابق، وهو كردي من الحزب الديمقراطي الكردستاني، إنه إلى الآن لا توجد أي جهود لإعادة إعمار المدينة، "الخوف أن يكون هناك (داعش) آخر، تلاحِظ ذلك من العبارات التي تُكتب على الحائط، الإحباط موجود عند الأهالي".
وتواصل الصحيفة: "في الوقت ذاته، فإن هناك مشاكل أخرى بدأت تظهر سريعاً على السطح، ولعل من أبرزها إصرار أكراد العراق على المضي قدماً في موضوع الاستفتاء حول تقرير مصيرهم، والمقرر في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، على الرغم من اعتراضات إيران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، ما قد يشعل حرباً جديدة.
واستطردت بالقول: إن "التصويت يفتح الباب واسعاً أمام قضايا خلافية حول حدود إقليم كردستان، خاصةً في أعقاب سيطرة القوات الكردية على مساحات جديدة مما تُعرف بالمناطق المتنازع عليها خلال معاركها ضد تنظيم الدولة؛ وهو ما حفَّز المليشيات الشيعية المدعومة من إيران للتهديد بطرد القوات الكردية من تلك المناطق بالقوة".
وتواصل الصحيفة: "وإلى بغداد، فيبدو أن القوى الشيعية الحاكمة لم تسْلم هي الأخرى من خلافاتها القائمة فيما بينها، خاصةً فيما يتعلق بمستقبل وهوية البلد، وكذلك تجاه العلاقة مع إيران؛ هل ينبغي أن تحافظ عليها أم يجب أن ينتقل العراق إلى التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ أو كيفية التوفيق بين التحالفين.
كل هذه القضايا يُتوقع أن تحتل الصدارة في السباق الانتخابي المقرر في أبريل 2018، حيث يمكن أن تكون كل هذه القضايا محوراً خلافياً بين الأطراف السياسية من جهة، والمليشيات الشيعية التي تدعمها إيران من جهة أخرى، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن مليشيا "الحشد الشعبي" لعبت دوراً كبيراً في القتال ضد تنظيم الدولة، وباتت قوةً كبيرةً يُحسب حسابها؛ الأمر الذي قد يجعل "الحشد الشعبي" (مليشيا عراقية مدعومة من الحكومة) يفكر جدياً في الانتقال كجهة سياسية إلى قاعات البرلمان من خلال المشاركة في الانتخابات المقبلة.
من جانب آخر، ترى "الواشنطن بوست" أن "أهل السنّة بدورهم، يعيشون في حالة فوضى كبيرة؛ فأغلبهم مبعثر بين مخيمات اللجوء أو منازل مدمَّرة عاد إليها مضطراً".
وبحسب الإحصائيات، عاد نحو مليوني نازح من أصل 5 ملايين شُرِّدوا خلال السنوات الثلاث الماضية من القتال ضد تنظيم الدولة، ولكن ما يزال نحو 3.2 ملايين يعيشون كلاجئين في مخيمات كئيبة، وفقاً للأمم المتحدة التي أكدت أن العديد من هؤلاء لا يملكون بيوتاً صالحةً للعودة إليها، أو أنهم يخشون من انتقام الجيران.
الخوف ما يزال يسيطر على العديد من الأحياء والمدن التي عاد إليها النازحون، تقول الصحيفة، مستطردةً بالقول: "إنهم ببساطة يخشون من عودة تنظيم الدولة. يقولون إن للتنظيم خلايا نائمة يمكن أن يتم تفعيلها في أي لحظة، خاصةً مع تردِّي الأوضاع المعيشية التي يعيشها أهالي تلك المدن والبلدات، وعدم وجود أي توجُّه حكومي لإعادة إعمار المناطق المحررة، رغم مضي أكثر من سنة ونصف السنة على تحرير بعضها".
يقول حسن علاف نائب محافظ مدينة الموصل، إن هناك غياباً تاماً لأي جهد لإعادة التوافق بين السنّة وحكومة بغداد التي يقودها الشيعة، فـ"بعض السياسيين ليسوا حريصين على إعادة الحياة إلى الموصل، لا نزال نعاني الصراعات الطائفية، وهذا ينعكس سلباً على إعادة إعمار الموصل".
الأمم المتحدة تسعى، من خلال مؤتمر لإعادة إعمار العراق، يُعتقد أنه يمكن أن يعقَد هذا الشهر في الكويت، إلى جمع نحو 100 مليار دولار لإعمار المناطق التي دمَّرتها الحرب ضد تنظيم الدولة، في وقت طلبت وزارة الخارجية الأمريكية مبلغ 300 مليون دولار أمريكي لتمويل إصلاحات ضرورية في شبكة الكهرباء والماء حتى عام 2018.
وبحسب "الواشنطن بوست"، فإن بصيص الأمل الوحيد في عتمة ما ينتظر العراق هو التقارب الذي حصل بين الحكومة العراقية والمملكة العربية السعودية، وهو الأول منذ عام 2003؛ عندما جلبت واشنطن الشيعة لحكم العراق، فلقد زار حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، الرياض، كما زارها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وختمت الصحيفة الأمريكية بالقول: إن "الولايات المتحدة والأمم المتحدة تأمل أن تسهم دول الخليج الغنية، بتوفير قدر كبير من التمويل، على الرغم من أن تلك الدول متورطة هي الأخرى في حرب باليمن وتعاني نقص الميزانيات".
سلطت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الضوء على التحديات التي تواجه العراق عقب هزيمة تنظيم الدولة، وسيطرة حكومة بغداد على غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014، مشيرةً إلى أن الأصعب بالنسبة للعراق كبلد، لم يأتِ بعدُ، وأن المشاكل ذاتها التي غذَّت وجود تنظيم مسلَّح، مثل تنظيم الدولة، ما زالت موجودة.
وتابعت الصحيفة القول: إنه "إلى الآن، تجري عملية تسطيح للمشاكل الموجودة بين المكونات العراقية، السُّنة والشيعة والأكراد، التي تتعلق بالموارد النفطية والأراضي"، لافتةً الانتباه إلى "وجود تنافس واضح بين المنتصرين في المعركة ضد تنظيم الدولة، ومن سيطروا على المناطق التي سبق للتنظيم أن استولى عليها".
وأضافت أن "المشاكل القديمة، الآن تتفاقم ولبست لبوساً جديداً أكثر حدّةً، فهناك ملف إعادة إعمار المناطق المحررة، وإعادة ملايين الأشخاص ممن هُجِّروا من مناطقهم ومدنهم، وأيضاً إيجاد مصالحة بين المجتمعات المحلية التي رحَّبت بدخول تنظيم الدولة وبقية مكونات الدولة والمجتمع".
وتنقل الصحيفة تحذيرات محللين مختصين من تكرار السيناريو ذاته الذي قاد إلى ظهور تنظيم الدولة، والأسباب نفسها التي غذَّت التمرد المسلَّح الذي اندلع بالعراق عقب الاحتلال الأمريكي عام 2003.
الموصل على سبيل المثال، تعرضت لواحدة من أكثر المعارك شراسةً ضد تنظيم الدولة، ويمكن مشاهدة الكثير من صور الخراب التي ضربت المدينة وشوارعها، رغم أن الحياة بدأت تعود تدريجياً في الجانب الشرقي منها، بحسب "الواشنطن بوست".
وتابعت: "أما الجانب الغربي الذي تحمَّل العبء الأكبر من تلك المعارك، فما زال يلعق جراحه؛ إذ غادره نحو 230 ألف شخص، ولم يبقَ بيتٌ من بيوت الجانب الغربي لم يتضرر"، و"كلها بحاجة إلى إعادة بناء وتأهيل"، بحسب ليز غراندي نائب الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة بالعراق.
يقول هوشيار زيباري وزير الخارجية والمالية العراقي السابق، وهو كردي من الحزب الديمقراطي الكردستاني، إنه إلى الآن لا توجد أي جهود لإعادة إعمار المدينة، "الخوف أن يكون هناك (داعش) آخر، تلاحِظ ذلك من العبارات التي تُكتب على الحائط، الإحباط موجود عند الأهالي".
وتواصل الصحيفة: "في الوقت ذاته، فإن هناك مشاكل أخرى بدأت تظهر سريعاً على السطح، ولعل من أبرزها إصرار أكراد العراق على المضي قدماً في موضوع الاستفتاء حول تقرير مصيرهم، والمقرر في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، على الرغم من اعتراضات إيران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، ما قد يشعل حرباً جديدة.
واستطردت بالقول: إن "التصويت يفتح الباب واسعاً أمام قضايا خلافية حول حدود إقليم كردستان، خاصةً في أعقاب سيطرة القوات الكردية على مساحات جديدة مما تُعرف بالمناطق المتنازع عليها خلال معاركها ضد تنظيم الدولة؛ وهو ما حفَّز المليشيات الشيعية المدعومة من إيران للتهديد بطرد القوات الكردية من تلك المناطق بالقوة".
وتواصل الصحيفة: "وإلى بغداد، فيبدو أن القوى الشيعية الحاكمة لم تسْلم هي الأخرى من خلافاتها القائمة فيما بينها، خاصةً فيما يتعلق بمستقبل وهوية البلد، وكذلك تجاه العلاقة مع إيران؛ هل ينبغي أن تحافظ عليها أم يجب أن ينتقل العراق إلى التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ أو كيفية التوفيق بين التحالفين.
كل هذه القضايا يُتوقع أن تحتل الصدارة في السباق الانتخابي المقرر في أبريل 2018، حيث يمكن أن تكون كل هذه القضايا محوراً خلافياً بين الأطراف السياسية من جهة، والمليشيات الشيعية التي تدعمها إيران من جهة أخرى، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن مليشيا "الحشد الشعبي" لعبت دوراً كبيراً في القتال ضد تنظيم الدولة، وباتت قوةً كبيرةً يُحسب حسابها؛ الأمر الذي قد يجعل "الحشد الشعبي" (مليشيا عراقية مدعومة من الحكومة) يفكر جدياً في الانتقال كجهة سياسية إلى قاعات البرلمان من خلال المشاركة في الانتخابات المقبلة.
من جانب آخر، ترى "الواشنطن بوست" أن "أهل السنّة بدورهم، يعيشون في حالة فوضى كبيرة؛ فأغلبهم مبعثر بين مخيمات اللجوء أو منازل مدمَّرة عاد إليها مضطراً".
وبحسب الإحصائيات، عاد نحو مليوني نازح من أصل 5 ملايين شُرِّدوا خلال السنوات الثلاث الماضية من القتال ضد تنظيم الدولة، ولكن ما يزال نحو 3.2 ملايين يعيشون كلاجئين في مخيمات كئيبة، وفقاً للأمم المتحدة التي أكدت أن العديد من هؤلاء لا يملكون بيوتاً صالحةً للعودة إليها، أو أنهم يخشون من انتقام الجيران.
الخوف ما يزال يسيطر على العديد من الأحياء والمدن التي عاد إليها النازحون، تقول الصحيفة، مستطردةً بالقول: "إنهم ببساطة يخشون من عودة تنظيم الدولة. يقولون إن للتنظيم خلايا نائمة يمكن أن يتم تفعيلها في أي لحظة، خاصةً مع تردِّي الأوضاع المعيشية التي يعيشها أهالي تلك المدن والبلدات، وعدم وجود أي توجُّه حكومي لإعادة إعمار المناطق المحررة، رغم مضي أكثر من سنة ونصف السنة على تحرير بعضها".
يقول حسن علاف نائب محافظ مدينة الموصل، إن هناك غياباً تاماً لأي جهد لإعادة التوافق بين السنّة وحكومة بغداد التي يقودها الشيعة، فـ"بعض السياسيين ليسوا حريصين على إعادة الحياة إلى الموصل، لا نزال نعاني الصراعات الطائفية، وهذا ينعكس سلباً على إعادة إعمار الموصل".
الأمم المتحدة تسعى، من خلال مؤتمر لإعادة إعمار العراق، يُعتقد أنه يمكن أن يعقَد هذا الشهر في الكويت، إلى جمع نحو 100 مليار دولار لإعمار المناطق التي دمَّرتها الحرب ضد تنظيم الدولة، في وقت طلبت وزارة الخارجية الأمريكية مبلغ 300 مليون دولار أمريكي لتمويل إصلاحات ضرورية في شبكة الكهرباء والماء حتى عام 2018.
وبحسب "الواشنطن بوست"، فإن بصيص الأمل الوحيد في عتمة ما ينتظر العراق هو التقارب الذي حصل بين الحكومة العراقية والمملكة العربية السعودية، وهو الأول منذ عام 2003؛ عندما جلبت واشنطن الشيعة لحكم العراق، فلقد زار حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، الرياض، كما زارها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وختمت الصحيفة الأمريكية بالقول: إن "الولايات المتحدة والأمم المتحدة تأمل أن تسهم دول الخليج الغنية، بتوفير قدر كبير من التمويل، على الرغم من أن تلك الدول متورطة هي الأخرى في حرب باليمن وتعاني نقص الميزانيات".
فيديو ارشيفي لانهيار داعش في العراق
التعليقات