صور: الظروف الاقتصادية تجعل من المشاطيح الخشبية مصدر رزق

صور: الظروف الاقتصادية تجعل من المشاطيح الخشبية مصدر رزق
جانب من التقرير
خاص دنيا الوطن- أحمد الشنباري
لم يعد أي شيء نسمعه في قطاع غزة يسوده العجب، ففي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وفي السنوات الثلاث الأخيرة أصبحت تجارة ما يعرف بالمشاطيح الخشبية أحد اهم أنواع تجارة الخشب، والتي تأتي مع البضائع المستوردة عبر معابر القطاع؛ لتستخدم في عمل المناجر، وينتهي المطاف بالألواح الخشبية إلى خلاصة مفرومة في مزارع الدجاج، أو استخدامها في صناعة الأثاث.

ولعل المارة بشارع صلاح الدين شرق مدينة جباليا، يلاحظون حجم العمل في معامل فرم المشاطيح عبر ماكينات خاصة، لتصبح بذلك مصدر رزق أساسي للكثير من العائلات التي فتحت بيوتها.

مراسل "دنيا الوطن" في شمال القطاع، زار عدداً من معامل المناجر، والتقى بعضاً من العاملين، فالشاب أحمد حويحي يقول: "بدأت العمل في تجارة المشاطيح بعد العدوان الإسرائيلي عام 2014، فكرت في مصدر رزق لكن ظروفي المادية حتمت على ان أقوم بشراء المشاطيح الخشبية ومن ثم بيعها إلى معامل الفرم"، مضيفاً: "ندفع في المشطاح الواحد من سبعة إلى عشرة شواكل ومن ثم نبيعها أعلى بقليل".

أما الشاب الثلاثيني محمد خليل، والذي يعيل أسرة مكونة من ستة أفراد، يقول لمراسلنا: "منذ فترة وأنا أبحث عن مصدر رزق لكن الظروف لم تسمح لي بالعمل في أعمال البناء الشاقة أو ما شابه، إلى أن عرض علي أحد الأصدقاء شراء ماكنة الفرم، وفعلاً قمت بذلك، واستأجرت المكان، وبدأت بشراء المشاطيح من تجارها وأقوم بفرمها".

وحول آلية العمل في معمله يقول: "بعد الشراء نقوم بتنظيف المشاطيح من الشوائب والمسامير، ومن ثم نفرمها عبر ماكنة خاصة حيث تتحول إلى نجارة، ونبدأ بعد ذلك بتعبئتها في أكياس خاصة لتباع إلى مزارع الدجاج".

وعلى صعيد حجم العمل في معامل الفرم يقول المواطن اياد صاحب معمل مجاور: "نقوم بفرم ما يقارب ألفي مشطاح في اليوم الواحد وهذا يكلفنا جهداً ووقتاً، ونعمل على جدول الكهرباء الامر الذي يجعلنا نواصل العمل في المساء للوفاء بطلبيات التجار".

وحول ارتياحهم في عملهم يقول: "هذا المعمل يوفر لقمة العيش لثلاث أسر، فأبنائي المتزوجين يعملون معي"، مضيفاً: "نبيع كيس النجارة بعشرة شواكل لمزارع الدجاج".

ولم يتوقف العمل على فرم النجارة ومن ثم بيعها إلى مزارع الدجاج، فالشاب رامي سالم، الذي اتخذ من العمل في المشاطيح مهنة أخرى، يقول لمراسنا: "أشتري المشاطيح الخشبية وأقوم بتفريكها وفرز الألواح الخشبية النظيفة لعمل كراسي وطاولات من الخشب، ومن ثم بيها للزبائن".

وبالإضافة إلى عمل الكراسي والطاولات، فإن الشاب رامي يستغل فصل الشتاء ليبيع فيه ما يتبقى من المشطاح الخشبي، وهي مكعبات صغيرة يستخدمها المواطن للتدفئة، حيث يصل سعر الكيس الواحد إلى خمسة عشر شيكلاً"، مؤكداً أن هذه المهنة أصبحت مصدر رزق لعائلتي منذ ثلاث سنوات". 

وفي السياق، فإن اتجاه المواطن في غزة للتفكير في مصادر رزق جديدة، يدخل في إطار البطالة المتفشية وانتشار الفقر، ليؤكد لنا الخبير في الشأن الاقتصادي نهاد نشوان أنه "منذ بداية الانقسام الفلسطيني والحصار المطبق على القطاع قبل عشرة أعوام، دخل السوق الفلسطيني في حالة كساد نتيجة منع دخول الكثير من البضائع"، مضيفاً: "بدأ المواطن في قطاع غزة يبحث لإيجاد بدائل ومخارج في إعادة تدوير الكثير من المنتجات ومنها المشاطيح الخشبية ليبدأ السوق بالتعايش معها من خلال إعادة فرمها واستغلالها في مزارع الدجاج أو الأثاث المنزلي والمكتبي".

ويضيف نشوان: "لدينا حجم من الواردات ولا يوجد تصدير، وبالتالي فإن المشاطيح الخشبية والتي تدخل مع البضائع المستوردة غير مستغلة، الأمر الذي جعل الكثير من التجار يعمل على إعادة تدويرها أو استغلالها بما يوفر مصدر رزق لهم ولعائلاتهم.

يذكر، أن مدينة جباليا شمال القطاع وإلى الشرق من شارع صلاح الدين، تضم عدداً كبيراً من معامل النجارة التي تعمل في تجارة المشاطيح.


التعليقات