فيديو:كفر الديك تختنق بفعل بوابة الاحتلال الحديدية.. والمواطنون يناشدون

فيديو:كفر الديك تختنق بفعل بوابة الاحتلال الحديدية.. والمواطنون يناشدون
البوابات الإسرائيلية
خاص دنيا الوطن- عهود الخفش
بخطوات ثقيلة، وبأنفاس تخرج بلهثات مبحوحة متعبة، يجتاز المواطن مصلح نايف (68 عاماً)، على قدمه البوابة الحديدية المقامة على المدخل الرئيس لبلدة كفر الديك غرب سلفيت، فيجلس جانباً يمسح حبيبات العرق، والتي تختصر قصة معاناته ومواطني البلدة.

"دنيا الوطن" اقتربت منه، ليتحدث بنبرة صوت خشنة قائلاً: "هذا هو حالنا كما ترون، احتلال يتحكم بنا من خلال هذه البوابة والتي تشكل حاجزاً وعائقاً للتنقل بين المناطق الأخرى، وصعوبة الوصول إلى أراضينا، والتي تبعد عن البلدة عدة أمتار، ولا حياة لمن تنادي!".

صمت وأخذ يمسح ريقه الجاف الذي كان يتجمع عند زاوية فمه، ليعود لمواصلة حديثه قائلاً:" منذ فترة لم أذهب إلى أرضي والتي تقع خلف البوابة خوفاً من إعتداءات الجيش، وكذلك لصعوبة التنقل والتي أصبحت على الأقدام، حتى الدواب صعب التنقل من خلالها منذ أن أغلق الاحتلال المدخل الرئيسي" ورفع مصلح صوته قائلاً: "أناشد جميع المسؤولين مساعدتنا بفتح البوابة، وخصوصاً أن موسم قطف الزيتون خلال أيام".

تركناه لنكون مع المواطن "سائد عيد" والذي قال لـ"دنيا الوطن": "لا يكتفي الاحتلال بمعاقبتنا من خلال التحكم بإغلاق البوابة الحديدية، بل تعداه إلى معاقبتنا مادياً، فقبل أيام وأثناء عودتي من قرية رافات بعد الظهر كانت البوابة مغلقة، فنزلت من السيارة لأكمل طريقي إلى البلدة سيراً على الأقدام، فقامت الشرطة الإسرائيلية، والتي كانت تقف هناك بمخالفتي بـ 250 شيقلاً بحجة عدم وضع حزام الأمان أثناء تواجدي بالسيارة، والغريب بالموضوع أن المخالفة بعد نزولي من السيارة، وبذلك أصبحت معاناتنا مضاعفة".

"أم أحمد" والتي التقيناها صدفة، وعلامات القهر والاستياء التي بدأت بالظهور عليها تدريجياً، عندما سألناها عن معاناتهم، لتحدثنا قائلة: "أصبحت البلدة في سجن تتحكم فيه بوابة وجنازير حديدية، وأصبح تنقلنا في غاية الصعوبة، وسط معاناة وخصوصاً للمرضى، إضافة إلى ذلك أن موسم قطف ثمار الزيتون خلال أيام، ولا نعلم كيف سنتوجه إلى أراضينا، فنناشد المسؤولين والمؤسسات المعنية الوقوف معنا من أجل مساعدتنا وفتحها".

أما المواطن "إبراهيم الديك" والذي اكتفى بمناشداته للمؤسسات الدولية والحقوقية وللمسؤولين بزيارة المنطقة والوقوف عند معاناة المواطنين عند البوابة الحديدية، والتضامن من أجل الضغط على الاحتلال لفتحها، وخصوصاً أن موسم قطف الزيتون على الأبواب، كما قال لـ "دنيا الوطن".

توجهت "دنيا الوطن" إلى رئيس بلدية كفر الديك مروان ناجي الذي تحدث قائلاً: "أكثر من شهرين ومدخل البلدة الرئيسي مغلق بالبوابة الحديدية، مما سبب إعاقة لحركة المواطنين، والذين يتوجهون إلى طرق التفافية من بلدة بروقين من أجل الوصول 
إلى المناطق الأخرى، كبلدة ديربلوط والتي تبعد عن كفرالديك 3 كيلو مترات، حيث أصبح الوصول إليها يرهق المواطنين من ناحيه الجهد والوقت والمال، فالوصول إليها يكلف أجرة سيارة طلب 15 شيقلاً بوقت مابين 5- 7 دقائق، أما بعد الإغلاق أصبحت تكلفة الأجرة 40 شيقلاً، بوقت أكثر من 30 دقيقة، ويضيف من ناحيتنا "توجهنا إلى عدة مؤسسات من أجل مساعدتنا في الضغط على الاحتلال وفتح البوابة، وخصوصاً أن موسم قطاف الزيتون قد شارف، ولكن لم يتم فتحها لغاية اليوم! 

ويكمل حديثه "الإحتلال قام بوضع البوابة على المدخل عام 2002، وأغلقت لأكثر من 5 أعوام، دون أن يتم فتحها، إلى أن تدخلت المؤسسات ليتم فتحها، ولكن يقوم الجيش بإغلاقها بين الفينة والأخرى دون أي مبرر يذكر، وبدون أي سابق إنذار، تحت أسباب يدعي الاحتلال أنها أمنية ولكنها على أرض الواقع تعتبر نوعاً من العقاب الجماعي بحق سكان البلدة، وبصورة تعتبر مخالفة للمواثيق والأعراف الدولية.

وعن معاناة مواطني البلدة يواصل حامد لـ "دنيا الوطن": "لم تتوقف معاناتنا عند إغلاق المدخل الرئيسي للبلدة، فالاستيلاء على الأراضي قلص مساحة التوسع البنائي، فمساحة البلدة تبلغ ما يقارب 18 ألف دونم، معظمها تم الاستيلاء عليه لإقامة وتوسعة البؤر الإستيطانية على أراضي المواطنين، ومنها مناطق مصنفة (ب) و(ج) لتبقى مساحة البلدة 1246 دونماً فقط.  

وبواصل حامد حديثه لـ "دنيا الوطن"، "إضافة إلى ذلك قام الاحتلال بتزويد البلدية بمخطط هيكلي لتوسعة مستوطنة "علي زهاف" يضم حوالي 120 دونماً، وهي المنطقة الصناعية في هذه المستوطنة، إضافة إلى منطقة زراعية محاذية لمنازل المواطنين، بإدعاء أنها أراضي دولة، لأنها "بور" وتم توجيه إخطارات هدم لمبنى في تلك المنطقة ومحل لمواد البناء، من الجهة الغربية من الشارع الرئيسي للبلدة المؤدي إلى بلدة ديربلوط، حيث أن أقرب مبنى يبعد 3 م فقط أي تعتبر هذه منطقة ارتداد، وهذا يعني أن منزل المستوطنة ستكون ملاصقاً لمنازل المواطنين حسب مخططهم"، وينهي حامد حديثه بمناشدته قائلاً: "نطالب من كافة المسؤولين التوجه إلى بلدة كفر الديك والاستماع إلى معاناة المواطنين، وتقديم الدعم لهم وللمزارعين من أجل تعزيز صمودهم على الأرض قبل فوات الأوان". 

 


التعليقات