ندوة حول معاناة أهل القدس وفلسطينيي ال٤٨ من العنصرية بلندن

ندوة حول معاناة أهل القدس وفلسطينيي ال٤٨ من العنصرية بلندن
رام الله - دنيا الوطن
عقد منتدى التواصل الاوروبي الفلسطيني ومرصد الشرق الاوسط في لندن ندوة يوم الاثنين الماضي حول معاناة أهل القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي، ومعاناة الفلسطينيين من العنصرية في دولة الاحتلال الإسرائيلي حيث تم استضافة وفد مكون من أربعة شخصيات فلسطينية وقادة مجتمع محلي قدموا من ألاراضي المحتلة. ويجتمع الوفد على مدار أسبوع مع صانعي السياسات والقرار ومجموعات التضامن الفلسطينية في المملكة المتحدة للتوعية عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة. وادارت الندوة مديرة المشاريع في يوروبال رغد التكريتي والتي بدورها رحبت بالوفد الزائر حيث تناولت الهدف من الزيارة وبرنامجها بالاضافة الى اهمية الاستماع إلى الأصوات القادمة من فلسطين والاطلاع على تجاربهم ومعاناتهم من ممارسات وسياسات الاحتلال.
 
الدكتور داود عبد الله مدير مرصد الشرق الاوسط  في لندن (ميمو) بدوره أكد على أهمية هذه الزيارة، نظرا للانتهاكات المستمرة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني والذي يمس أمن وسلامة الأبرياء وهو ما لا يشعر به الغرب كون هذه الانتهاكات غير موجودة هنا في الغرب. وذكر عبد الله مأساه عائلة شماسنة في منطقة الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، الذين طردوا من منازلهم بعد 54 عاما، بعد ادعاء عائلة يهودية ملكية المنزل قبل عام 1948حيث وصف منظر الجد البالغ من العمر 84 عاما والذي كان يبكى وهو يرى ممتلكاته تتم ازالتها امام عينية بالمأساوي . وأشار أيضا إلى هدم مدرسة للاطفال في بيت لحم، مؤكدا على أنه يتم حرمان الاطفال الفلسطينيين حق من الحقوق الاساسية وهو حق التعليم. وقال "ان هذا بالتأكيد ليس وضعا طبيعيا أبدأ، وأشار إلى ان هذا الوضع لا يمكن تبريره او القبول به على الاطلاق".

المحامي فراس صباح - مدير منظمة ميثاق لحقوق الانسان في القدس كانت له مداخلة في الندوة تحدث فيها عن القيود المفروضة على حرية العبادة للمسلمين، وبشكل خاص خلال الاحدات الاخيرة بالمسجد الأقصى، حيث سمح للمستوطنين اليهود باقتحام الحرم الشريف بينما منع المصلون الفلسطينيون من الدخول. واختتم كلمته بالإشارة إلى زيارته لبريطانيا، حيث أعرب عن أمله في أن يتمكن الوفد من رفع مستوى الوعي بالانتهاكات اليومية التي تقوم بها دولة الاحتلال ضد الفلسطينين. اما الاب عبدالله يوليو- من بطريكية الروم الكاثوليك في القدس فقد وصف دوره بالوفد بأنه " صوت من لا صوت لهم" حيث أدان محاولات إسرائيل وبعض وسائل الاعلام عرض الصراع العربي الإسرائيلي على أنه صراع ديني وشدد بدلاً من ذلك على وحدة الفلسطينين بغض النظر عن الدين او المعتقد. واستشهد بذلك بواقعة إغلاق المسجد الأقصى الاخيرة في يوليو / تموز الماضي، مسلطا الضوء على كيفية وقف المسلمين والمسيحيين معا في وجه الاحتلال للدفاع عن الحرم القدسي. ثم ختم باقتباس من المطربة الشهيرة فيروز حيث قال: "البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس".
 
المحامي إياد مسك  مدير الدائرة القانونية في الهيئة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمحررين  تناول أيضا موضوع الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، لا سيما فيما يتعلق بالاعتقالات الجماعية التي يتعرضون لها. وقال انه وفقاً للقانون الإسرائيلي من المفترض انه لا أحد يتمتع بالحصانة من الاعتقال وان معاملة اليهود والعرب من المفترض انها على حد سواء في هذا الجانب، ولكن الواقع على الأرض مختلف تماماً حيث أن الفلسطينيين هم الذين يتعرضون للتمييز دوماً.  فعلى سبيل المثال، يتم توجيه تحذير مسبق إلى الإسرائيليين في حال طلبهم  للمحاكمة، في حين يتم احتجاز الفلسطينيين ومداهمة ممتلكاتهم وتدميرها. وفي كثير من الأحيان، يتم رفض التمثيل القانوني للعرب الفلسطينيين، وفي حالات نادرة يتم الافراج عنهم ويواجهون غرامات باهظة أو اعتقالات منزلية أو عمليات إخلاء. وتحدث مسك عن صبي يبلغ من العمر 13 عاما حكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما قبل ستة أشهر فقط، وهو أمر شائع لكثير من القاصرين. وخلص إلى القول إن الديمقراطية التي تطالب إسرائيل بالاحتفاظ بها هي فقط بالنسبة للسكان اليهود، الأمر الذي يجعل الدولة الصهيونية غير ديمقراطية أبداً.
 
آخر المتحدثين كان المحامي خالد زبارقة-محامي حقوق إنسان ، وهو محامي الشيخ رائد صلاح بعد إعادة اعتقاله الشهر الماضي. حيث أشار خلال مداخلته عن دور بريطانيا في نشأة إسرائيل، بما في ذلك إعلان بلفور لعام 1917 الذي أعطى "وطناً" لليهود . وبعد الحديث عن جرائم إسرائيل، سأل الجمهور مرارا وتكرارا: "هل هذا هو النوع الذي كانت تريده بريطانيا أن تراه في الشرق الأوسط".

التعليقات