ماذا تعرف عن معالم المسجد الأقصى؟

ماذا تعرف عن معالم المسجد الأقصى؟
صورة جوية لمدينة القدس
رام الله - دنيا الوطن
قال الباحث أيمن الشعبان: إنه من الأسئلة المهمة التي ينبغي الإجابة عليها، بشكل واف ومفصل، لما يحصل فيها من لبس لدى كثير من المسلمين، بقصد أو بغير قصد، وبسبب الآلة الإعلامية المضللة والموجهة.

المسجد الأقصى المبارك مسجد عريق وتاريخه مجيد، وهو أحد أكبر المساجد في العالم، وله قدسية خاصة ومكانة عظيمة لدى المسلمين، وقد تميز وانفرد بمعالم لا توجد في غيره، استمد خصوصيته من تلك الأرض الطيبة المباركة المقدسة أرض الأنبياء.

يظن ويخطئ كثير من المسلمين، إما بسبب الغفلة أو التضليل الإعلامي وسياسة التجهيل، أن تلك القبة الذهبية الجميلة ذات البناء المعماري الرائع هي المسجد الأقصى، أو المصلى القبلي ذو القبة الرصاصية الذي يصلي فيه المصلون والذي يعرف بمسجد عمر؛ يظن آخرون أنه المسجد الأقصى.

والحقيقة التي لا مرية فيها ولا شك والتي اتفق عليها العلماء والمؤرخون؛ أن المسجد الأقصى يشمل كل ما دار عليه السور، وفيه معالم كثيرة منها: السور والأبواب والساحات الواسعة، والمُصَلَّى الجامع، وقُبة الصخرة، والمصلى المرواني، والأروقة والقِباب والمصاطب وأسبلة الماء والمدارس والمآذن والآبار والمكتبات.

المسجد الأقصى يقع في الجزء الشرقي من مدينة القدس، وكله غير مسقوف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى الجامع، وعليه تكون مضاعفة ثواب الصلاة فيه في أي جزء مما دار عليه السور.

المسجد الأقصى المبارك هو تلك البقعة المباركة التي حولها سور المسجد، منذ أن وضعت قواعده وأسس في عهد آدم إلى يومنا هذا، مع توالي البناء والعمران والترميم فيه بمختلف الأزمنة والحقب، وما فوقه وما تحته يعد منه، ولا نخُص بقعة فيه ونقول أنها بعينها هي المسجد الأقصى، وهذا ما يسعى إليه اليهود ومن سار على طريقتهم بقصد أو بغير قصد.

المساحة الكلية للمسجد الأقصى مما دار عليه السور تبلغ " 144 دونم " أي ما يعادل ( 144000 متر مربع )، ومساحة قبة الصخرة تعادل ( 1000 متر مربع ) والمصلى القبلي قرابة (4500 متر مربع )، بذلك لو تم التركيز على أجزاء محددة منه واعتبارها فقط هي المسجد الأقصى، فإن أجزاء كبيرة منه مع مرور الوقت سيستولي عليها اليهود لتكون معبداً لهم باعتبارها ليست من المسجد!! وهنا تكمن الخطورة.


جدران المسجد الأقصى جزء لا يتجزأ منه، وأبعادها على النحو التالي:

الجدار الجنوبي (وهو باتجاه القبلة)، (281 متراً).
الجدار الغربي ( وفيه حائط البراق )، (491 متراً).
الجدار الشمالي (310 متراً).
الجدار الشرقي (462 متراً).

المصلى القبلي: هو الجامع المسقوف ذو القبة الرصاصية في الجزء الجنوبي من المسجد الأٌقصى جهة القبلة، ومن هنا جاءت التسمية " القِبلي"، ويسمى الجامع لأنه المكان الرئيس للخطيب والإمام في الصلوات.

يجمع أهل السير والتاريخ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما فتح بيت المقدس سنة 15هـ، بنى مسجداً متواضعاً وصغيراً محاذياً لسور المسجد الأقصى الجنوبي من جهة القبلة من الخشب، كان يتسع لألف مصلٍ.

البناء الحالي للمصلى القبلي يرجع إلى العصر الأموي حيث شرع ببنائه الخليفة عبد الملك بن مروان وأتمه ابنه الوليد في الفترة (86-96هـ)، وفيه سبعة أبواب من جهة الشمال، طوله 80 متراً وعرضه 55 متراً، ومساحته قرابة 4500 متر مربع، ويتسع لحوالي 5500 مصلٍ.

قبة الصخرة: من المعالم البارزة والمشهورة في المسجد الأقصى مساحتها "1000 متر مربع"، تلك القبة الذهبية المحمولة على بناء مثمن متساوي الأضلاع، بناها عبد الملك بن مروان في الفترة ( 66-72هـ)، وهي أقدم أثر معماري إسلامي ومن درره الإسلامية.

المُصلّى المرواني: يقع أسفل الزاوية الجنوبية الشرقية أي تحت ساحات المسجد الأقصى، ويعرف قديما بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب، وجداراه الشرقي والجنوبي يشكلان الأجزاء السفلية لجداري المسجد الاقصى المبارك.

يتكون المصلى المرواني من ستة عشر رواقاً، وتبلغ مساحته قرابة (4000 متر مربع)، ويستوعب أكثر من (6000) مصل، وسمي المصلى المرواني نسبة لعبد الملك بن مروان، وكان مخصصاً لتعليم الفقه.

حائط البراق: هو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد ويبلغ طوله حوالي 50 متراً وارتفاعه حوالي 20 متراً، وهو جزء من المسجد الأقصى، ويعد من الأملاك الإسلامية، ويطلق عليه اليهود الآن (حائط المبكى) حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم، ولم يَدَّعِ اليهود يوماً من الأيام أي حق في الحائط إلا بعد أن تمكنوا من إنشاء كيان لهم في القدس، وكانوا إذا زاروا القدس يتعبدون عند السور الشرقي، ثم تحولوا إلى السور الغربي.

قبة السلسلة أقدم معلم شيد داخل المسجد الأقصى المبارك في العهد الأموي، تقع وسط المسجد الأقصى شرق قبة الصخرة، عبارة عن مبنى صغير جميل الشكل والزينة، جدرانه مفتوحة، له أحد عشر ضلعاً ومحراباً، وتستند هذه الأضلاع إلى أحد عشر عموداً رخامياً في وسطها أعمدة أخرى تحمل رقبة مغلقة سداسية تعلوها القبة.

في منتصف عام 2012م أصدرت بلدية الاحتلال قراراً يقضي بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة لإلغاء تبعيّتها للمسجد، وفتح المجال أمام اليهود لدخولها في أي وقت، مما يشير إلى خطورة اختزال المسجد الأقصى بأماكن محددة، والعمل بمرحلية لتنفيذ مخططاتهم ببناء الهيكل المزعوم.

التعليقات