مركز طوارىء الخليل الصحي: خدمة أساسي لعشرات الألاف من الفلسطينيين

مركز طوارىء الخليل الصحي: خدمة أساسي لعشرات الألاف من الفلسطينيين
رام الله - دنيا الوطن
تعاني مدينة الخليل من وضع إستثنائي فرضته الوقائع السياسية والميدانية على الأرض، فالمدينة التي تعد الأكبر بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية من حيث عدد السكان تعيش ظروفاً غاية في التعقيد بحكم تقسيمها من حيث الصلاحيات الأمنية والحياتية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على كافة مناحي الحياة في المنطقة الجنوبية من المدينة في محيط الحرم الإبراهيمي بموجب إتفاق وقع بين الطرفين في العام 1997 أفضى ذلك لوقوع أكثر من 20% من مساحة الخليل الجنوبية تحت السيادة الإسرائيلية المطلقة.

ومع بدء إنتفاضة العام 2000 زادت معاناة سكان المنطقة بفعل إعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين وإغلاق الطرق والشوارع المؤدية للمنطقة فتنبهت مؤسسة لجان العمل الصحي للواقع غير السوي الذي تعيشه المنطقة من تنكيل وإرهاب منظم ويومي فبادرت في العام 2002 لتدشين مركز طوارىء الخليل في البلدة القديمة وفي المنطقة المصنفة H2 كاستجابة سريعة بضرورة وجود عيادة صحية تخدم الكتلة البشرية الكبيرة من سكان المنطقة.

وكان توجه المؤسسة للبلدة القديمة من الخليل من أجل تقديم الخدمات النوعية للسكان وتعزيز صمودهم في وجه مؤامرات تهجيرهم لتوسيع التكتل الاستيطاني هناك، وبات اليوم المركز المرفق الصحي الوحيد الذي يقدم الخدمات الصحية والتي تشمل: خدمات الطب العام والطوارىء ،  خدمات المختبر (كافة الفحوصات والتحاليل الطبية)، خدمة الأخصائيين حيث يتعاقد مع المركز (12) أخصائي (أطفال، مسالك بولية، أنف وأذن وحنجر، عيون، عظام، نسائية، جلدي، تغذية). ويعمل طاقمه من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً على مدار الإسبوع.

أما البرامج الصحية التي يرفد المركز المواطنين بها فتتمثل في برنامج صحة المرأة، وهو برنامج يختص في متابعة المرأة الحامل ومتابعة سير الحمل على مدار فترة الحمل، ويركز البرنامج على إجراء الفحوصات الخاصة بالأمراض النسائية وخاصة الكشف المبكر عن الأمراض الخبيثة، ويعمل بواقع يومين  في الاسبوع.

يتكون مركز طوارىء الخليل  في موقعه الحالي الذي إنتقل إليه منذ سنوات من طابقين، ويشمل الطابق الأول، قسم الاستقبال، وقسم الطوارىء والطب العام، وقسم الأشعة الذي يعد من أكثر أقسام الأشعة تطوراً في المنطقة لاعتمادة نظام (ديجتال ) وعيادة العظام، أما الطابق الثاني ففيه عيادة الأسنان، والنسائية، والمختبر.

ويتميز بعلاقاته وسمعته الطيبة في أوساط سكان المنطقة ومع المؤسسات والهيئات الوطنية والمحلية. ويقدم المركز الخدمات لأكثر من ستين ألف مواطن.

تعرض مركز طوارىء الخليل للإعتداءات الإسرائيلية أكثر من مرة حيث جرى إقتحامه أكثر من مرة  وإعتقال مراجعين منه وإطلاق قنابل الغاز السام داخله ما تسبب باختناقات في صفوف المراجعين والأطقم الطبية بالإضافة لفتح المياه العادمة نحوه وجعل سطحه نقطة مراقبة عسكرية وإغلاق الطرق المؤدية إليه بالمكعبات الإسمنتية مع منع للعاملين فيه من وصوله.