"وحدة النمر".. لعبة إلكترونية غامضة تُحارب "المقاومة الفلسطينية" بجيش عربي

دنيا الوطن - رفيف عزيز
ركزت الصحافة والأبحاث العلمية سابقاً على أضرار التكنولوجيا وتأثيرها السلبي بشكل عام، وذلك قبل أن تتطور هذه التكنولوجيا بشكل مُخيف؛ ليُصبح المُحتوى الذي نتلقاه غالباً دون وعي، كالسم المدسوس في العسل.
حيث أصبحت شركات الألعاب الإلكترونية، تستغل إدمان فئة الأطفال والشباب عليها، فتُخفي أهدافاً بعيدة المدى بين فقرات اللعبة، دون أن يشعر المُتلقي بما يسري في عقله من سموم.
ويُوجد على ذلك أمثلة كثيرة مثل لعبة resident evil التي تسيء للإسلام والمُصحف الشريف، حيث كانت تشترط إلقاء المصحف الشريف أرضًا، وتفجير الكعبة المكرمة لاجتياز المراحل.
وكذلك لعبة clash of clans التي تطلب من الطفل قتل والديه إذا أراد استكمال المراحل، وأيضاً لعبة "الحوت الأزرق" التي ذاع صيتها بسبب انتحار 130 طفلاً في روسيا وحدها، حيث يقوم اللاعب باتباع التعليمات التي يتلقاها من مجهول على مدى 50 يوماً، وفي حال قرر المشترك الانسحاب من اللعبة يقوم التطبيق نفسه بتهديد اللاعب بنشر صوره الخاصة التي قام بسحبها من هاتفه الجوال أثناء لعبه، حيث يتم طلب عدة أوامر من اللاعب، بينها مشاهدة أفلام رعب وزيارة أماكن خطرة، إلى نهاية الخمسين يوماً وفي النهاية يطلب من الشخص الانتحار للفوز بالمباراة النهائية.
وقد تكون أضرار الأمثلة السابقة اجتماعية تُشبه في وظيفتها تُجار الموت، لكن لعبة "وحدة النمر" فضلت تشويه الحقائق السياسية لمن يلعبها.
أداة إعلامية مُبتكرة
"وحدة النمر" لعبة أنتجتها شركة Kuma games في نيويورك، مُستغلة بذلك رواج الألعاب الحربية في العالم، والشرق الأوسط بشكل خاص، حيث قامت الشركة بتعريب لعبة "وحدة النمر" ليُصبح ترويجها في العالم العربي أسهل.
تقوم اللعبة على وحدة قوات قتالية خاصة افتراضية تُدعى "وحدة النمر" كونتها جامعة الدول العربية في عام 2005 من أفراد تم حشدهم من جميع أنحاء العالم لمهاراتهم القتالية في المهمات الخاصة، ويتصفون بالصلابة والحنكة والنخوة والهيبة، تندمج الوحدة مع إرادة شخص غامض يسمى "الأم" لتكوين قوة ضاربة تُقاتل من أجل الحق ومكافحة الشر، وحين تنضم للعبة ستكون أحد أفراد هذه الوحدة.
عملت الشركة المُصنعة للعبة "وحدة النمر "على نشرها بطريقة ذكية جداً، حيث أنشأت لها حساباً خاصاً على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها كثفت إعلاناتها بشكل مُوسع جداً، حيث يظهر لك الإعلان حتى لو كنت تلعب لعبة أخرى، أو تتصفح أحد المواقع، ولو لم تكن تعرف تفاصيل اللعبة، لا يمكن إلا أن تكون قد مرت عليك بشكل إعلان أو مسلسل.
ترويج مُحترف
كما أن الشركة قامت بتحويلها إلى مسلسل كارتوني بحلقات قصيرة لا تتجاوز الخمس دقائق، لكنها تحمل عُقدة درامية محبوكة باحتراف، وكل حلقة تحمل عنواناً مختلفاً.
شخصيات الحلقات سياسية بحته، وإن لم يكن ذلك بشكل صريح، لكن ملامح جنودها مستوحاة من ملامح شخصيات سياسية وعسكرية معروفة مثل شبيه قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كما يقع على "عنصر تنظيم الدولة" الشهير شاكر وهيب أيضاً.
ولتجذب الحلقة المُشاهد العربي أياً كانت جنسيته، تنوعت الحوارات بجميع اللهجات العربية المحلية، ما بين المصرية والخليجية والشامية والعراقية وغيرها.
تضارب سياسات أمريكا والشرق الأوسط
كتبت شركة kuma games في تعريفها عن نفسها أنها تقتبس الألعاب من الواقع والأحداث الحقيقية وعناوين الصُحف، وأن هدفها الأساسي هو القضاء على الإرهاب في جميع أنحاء العالم، وهنا يحدث التصادم الثقافي ما بين الغرب والشرق.
فالشركة المُصنعة في أمريكا، وسياستها في الشرق الأوسط تختلف تماماً عن سياسة الشرق الأوسط نفسه، ومن تضعهم في قائمة الإرهاب قد يكونون أبطالاً في الشرق الأوسط.
وبالتالي تُحارب لعبة "وحدة النمر" ما زعموا أنه " التطرف الجهادي"، فيمضي اللاعب إلى أماكن الحدث الذي قد يقع في العراق، أو سوريا، أو فلسطين، أو مصر، أو لبنان، وغيرها، مواجهاً عناصر ذلك المحور سواء الجيش الإيراني، وقوات النظام السوري، وحزب الله اللبناني، وتنظيم الدولة وحركة حماس.
سياسة أمريكا ضد حماس
سياسة أمريكا حول حركة المقاومة الإسلامية حماس واضحة، فهي مُدرجة في قوائم الإرهاب، كما أدرجت على لائحتها السوداء لـ"الإرهابيين الدوليين" أسماء ثلاثة من قادة حركة حماس وهم: روحي مشتهى، ومحمد الضيف، ويحيى السنوار.
وهذا ما يتم تطبيقه حرفياً في لعبة "وحدة النمر"، ففي الحلقة الرابعة التي حملت عنوان "الرهينة"، يظهر عضو من حركة حماس يُخطط لتفجير في رام الله لتعطيل مجهود التوحيد، كما تظهر في الحلقات الأولى أن جماعات إرهابية في فلسطين مسؤولة عن تفجيرات سيناء، وفي الحلقة الثالثة يطرح الفيديو تساؤلاً: "هل سيفي مصطفى بوعده و يثأر لمقتل ابن عمه ووقف انتشار المخدرات في فلسطين؟"، قبل أن يبدأ في حلقات أخرى بالتصريح أن "القوات" يجب أن تُحارب حماس كحركة إرهابية.
ويبقى السؤال المطروح، "من يقف خلف هذه المنظومة؟ وإلى أي مدى يمكن أن تؤثرة على نظرة الشباب للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي؟


الحلقة الثالثة من "وحدة النمر":
ركزت الصحافة والأبحاث العلمية سابقاً على أضرار التكنولوجيا وتأثيرها السلبي بشكل عام، وذلك قبل أن تتطور هذه التكنولوجيا بشكل مُخيف؛ ليُصبح المُحتوى الذي نتلقاه غالباً دون وعي، كالسم المدسوس في العسل.
حيث أصبحت شركات الألعاب الإلكترونية، تستغل إدمان فئة الأطفال والشباب عليها، فتُخفي أهدافاً بعيدة المدى بين فقرات اللعبة، دون أن يشعر المُتلقي بما يسري في عقله من سموم.
ويُوجد على ذلك أمثلة كثيرة مثل لعبة resident evil التي تسيء للإسلام والمُصحف الشريف، حيث كانت تشترط إلقاء المصحف الشريف أرضًا، وتفجير الكعبة المكرمة لاجتياز المراحل.
وكذلك لعبة clash of clans التي تطلب من الطفل قتل والديه إذا أراد استكمال المراحل، وأيضاً لعبة "الحوت الأزرق" التي ذاع صيتها بسبب انتحار 130 طفلاً في روسيا وحدها، حيث يقوم اللاعب باتباع التعليمات التي يتلقاها من مجهول على مدى 50 يوماً، وفي حال قرر المشترك الانسحاب من اللعبة يقوم التطبيق نفسه بتهديد اللاعب بنشر صوره الخاصة التي قام بسحبها من هاتفه الجوال أثناء لعبه، حيث يتم طلب عدة أوامر من اللاعب، بينها مشاهدة أفلام رعب وزيارة أماكن خطرة، إلى نهاية الخمسين يوماً وفي النهاية يطلب من الشخص الانتحار للفوز بالمباراة النهائية.
وقد تكون أضرار الأمثلة السابقة اجتماعية تُشبه في وظيفتها تُجار الموت، لكن لعبة "وحدة النمر" فضلت تشويه الحقائق السياسية لمن يلعبها.
أداة إعلامية مُبتكرة
"وحدة النمر" لعبة أنتجتها شركة Kuma games في نيويورك، مُستغلة بذلك رواج الألعاب الحربية في العالم، والشرق الأوسط بشكل خاص، حيث قامت الشركة بتعريب لعبة "وحدة النمر" ليُصبح ترويجها في العالم العربي أسهل.
تقوم اللعبة على وحدة قوات قتالية خاصة افتراضية تُدعى "وحدة النمر" كونتها جامعة الدول العربية في عام 2005 من أفراد تم حشدهم من جميع أنحاء العالم لمهاراتهم القتالية في المهمات الخاصة، ويتصفون بالصلابة والحنكة والنخوة والهيبة، تندمج الوحدة مع إرادة شخص غامض يسمى "الأم" لتكوين قوة ضاربة تُقاتل من أجل الحق ومكافحة الشر، وحين تنضم للعبة ستكون أحد أفراد هذه الوحدة.
عملت الشركة المُصنعة للعبة "وحدة النمر "على نشرها بطريقة ذكية جداً، حيث أنشأت لها حساباً خاصاً على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها كثفت إعلاناتها بشكل مُوسع جداً، حيث يظهر لك الإعلان حتى لو كنت تلعب لعبة أخرى، أو تتصفح أحد المواقع، ولو لم تكن تعرف تفاصيل اللعبة، لا يمكن إلا أن تكون قد مرت عليك بشكل إعلان أو مسلسل.
ترويج مُحترف
كما أن الشركة قامت بتحويلها إلى مسلسل كارتوني بحلقات قصيرة لا تتجاوز الخمس دقائق، لكنها تحمل عُقدة درامية محبوكة باحتراف، وكل حلقة تحمل عنواناً مختلفاً.
شخصيات الحلقات سياسية بحته، وإن لم يكن ذلك بشكل صريح، لكن ملامح جنودها مستوحاة من ملامح شخصيات سياسية وعسكرية معروفة مثل شبيه قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كما يقع على "عنصر تنظيم الدولة" الشهير شاكر وهيب أيضاً.
ولتجذب الحلقة المُشاهد العربي أياً كانت جنسيته، تنوعت الحوارات بجميع اللهجات العربية المحلية، ما بين المصرية والخليجية والشامية والعراقية وغيرها.
تضارب سياسات أمريكا والشرق الأوسط
كتبت شركة kuma games في تعريفها عن نفسها أنها تقتبس الألعاب من الواقع والأحداث الحقيقية وعناوين الصُحف، وأن هدفها الأساسي هو القضاء على الإرهاب في جميع أنحاء العالم، وهنا يحدث التصادم الثقافي ما بين الغرب والشرق.
فالشركة المُصنعة في أمريكا، وسياستها في الشرق الأوسط تختلف تماماً عن سياسة الشرق الأوسط نفسه، ومن تضعهم في قائمة الإرهاب قد يكونون أبطالاً في الشرق الأوسط.
وبالتالي تُحارب لعبة "وحدة النمر" ما زعموا أنه " التطرف الجهادي"، فيمضي اللاعب إلى أماكن الحدث الذي قد يقع في العراق، أو سوريا، أو فلسطين، أو مصر، أو لبنان، وغيرها، مواجهاً عناصر ذلك المحور سواء الجيش الإيراني، وقوات النظام السوري، وحزب الله اللبناني، وتنظيم الدولة وحركة حماس.
سياسة أمريكا ضد حماس
سياسة أمريكا حول حركة المقاومة الإسلامية حماس واضحة، فهي مُدرجة في قوائم الإرهاب، كما أدرجت على لائحتها السوداء لـ"الإرهابيين الدوليين" أسماء ثلاثة من قادة حركة حماس وهم: روحي مشتهى، ومحمد الضيف، ويحيى السنوار.
وهذا ما يتم تطبيقه حرفياً في لعبة "وحدة النمر"، ففي الحلقة الرابعة التي حملت عنوان "الرهينة"، يظهر عضو من حركة حماس يُخطط لتفجير في رام الله لتعطيل مجهود التوحيد، كما تظهر في الحلقات الأولى أن جماعات إرهابية في فلسطين مسؤولة عن تفجيرات سيناء، وفي الحلقة الثالثة يطرح الفيديو تساؤلاً: "هل سيفي مصطفى بوعده و يثأر لمقتل ابن عمه ووقف انتشار المخدرات في فلسطين؟"، قبل أن يبدأ في حلقات أخرى بالتصريح أن "القوات" يجب أن تُحارب حماس كحركة إرهابية.
ويبقى السؤال المطروح، "من يقف خلف هذه المنظومة؟ وإلى أي مدى يمكن أن تؤثرة على نظرة الشباب للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي؟


الحلقة الرابعة من "وحدة النمر" بعنوان: الرهينة
الحلقة الثالثة من "وحدة النمر":
الحلقة 102 من "وحدة النمر":
التعليقات