رغم المعارضة الدولية كردستان العراق "لا تراجع عن إجراء الاستفتاء"

رأي: جاك موري- صحيفة النيوزويك الأمريكية
ترجمة: دنيا الوطن- هالة أبو سليم
تواجه حكومة كردستان العراق موجة من المعارضة الأمريكية حول "استفتاء الاستقلال" من قبل إدارة دونالد ترامب، يقع إقليم كردستان في أٌقصى شمال العراق، وتسعى الحكومة الكردية لإجراء استفتاء حول الاستقلال في الشهر القادم، رغم المعارضة الدولية والمطالبة بتأجيل الاستفتاء .
وقد صرح وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس عقب اجتماعه مع الرئيس الكردي مسعود برزاني في العاصمة الكردية أربيل، حيث "جدد مطالبة واشنطن بتأجيل الاستفتاء حفاظاً على وحدة واستقرار العراق وتكثيف الجهود لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية".
وشعر المسؤولين الأكراد بالإحباط نتيجة موقف واشنطن التي تسعى لكبح جماح رغبتهم بالاستقلال، وخاصة بعد ثلاث سنوات من التعاون المكثف بالقتال ضد تنظيم الدولة سواء في شمال العراق أو سوريا وكأن قتالهم سيكون بدون ثمن.
عبر عدد من المسؤولين الأمريكيين من خلال محادثات هاتفية مع مسعود برزاني حول ضرورة تأجيل الاستفتاء، مطالبة ماتيس ليست الأخيرة من قبل واشنطن، فقد طالب وزير الخارجية ريكس تيلرسون عبر محادثات هاتفية للرئيس الكردستاني حول نفس الموضوع.
الحكومة الأمريكية قلقة من أن تقسيم العراق لن يضر بالمصالح الأمريكية فقط، بل سيكسر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، كما أكد ماتيس "تقسيم العراق سيكون كارثي بخصوص محاربة التنظيم".
فيما يبدو أن الأكراد مصممون على إجراء الاستفتاء، والخلاف ليس على المبدأ بل على التوقيت، كون الرغبة في الاستقلال تسود كل أوساط الشعب الكردي .
الجدير بالذكر، أن المعهد الوطني الديمقراطي نشر استطلاعاً في شهر يونيو/ حزيران، يُظهر أن 96%من الأكراد يؤيدون الاستقلال (غالبيتهم من السكان المحليين).
الخيارات الوحيدة على الطاولة هي إما المضي قدماً في إجراء الاستفتاء أو التأجيل حيثما الحصول على الدعم من الحلفاء.
عبر المسؤولين الأكراد عن استيائهم حيال الرفض الأمريكي بقولهم "لقد فاض الكيل" وسيتم التأجيل في حال منحنا بعض الضمانات من خلال اتفاق رسمي حول متى سيتم ذلك؟ والاعتراف بالاستقلال يكون مضموناً.
يوجد معارضة للاستفتاء حتى داخل الأحزاب الكردية نفسها: أحد الأحزاب الكردية الكبرى مثل الاتحاد الكردستاني وهو ممن يُشكل الحكومة إلى جانب الحزب الكردستاني الديمقراطي والاحزاب الصغيرة مثل الجزب الكردستاني الإسلامي أصدر بياناً يعارض فيه إجراء الاستفتاء، ومع ذلك فقد قام الأكراد بحملة شعبية واسعه تأييداً لإقامة كيان مستقل يخص الأكراد أكثر من أي وقت مضى .
أما مسعود برزاني فقد عبر صراحة عن رفضة للضغوط الأمريكية أو من حلفائها قائلاً: "هذا الاستفتاء مطلب جماهيري وهو قرار من الشعب، ولن نقبل بضغوط من بغداد أو المجتمع الدولي".
صرح آري مامشاي وهو مسؤول في الفريق الرئاسي لصحيفة (النيوزويك) قائلاً "موقف أربيل واضح ومحدد لا تراجع حتى الحصول على بديل أفضل اتفاق أو معاهدة يتم توقيعها في مجلس الأمن و برعاية أمريكية وآخرين نصل منها إلى نفس الهدف وإلا فلا تراجع".
تعارض كلٌ من تركيا، إيران، ألمانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة هذا الاستفتاء، "هذا ليس هو الوقت المناسب لذلك" كل جهة في التحالف ترى أنه ليس الوقت المناسب "ويرى المراقبون ان الأكراد لن يتراجعون عن الاستفتاء".
"هذه مشكلة الاستفتاء، فإذا تم ذلك لن تعترف به أي جهة كانت "كما ذكر مايكل ستيفنز باحث لدى مركز دراسات الشرق الأوسط، وعليهم دفع الثمن إذا ما فعلو ذلك".
ستشهد الأسابيع القادمة جوالات متواصلة من النقاشات ما بين بغداد وأربيل وواشنطن لحث الأكراد عن العدول عن قرارهم.
وختم أحد المسؤولين الأكراد قوله لصحيفة (النيوزويك)، "إننا لن نتلق أي مكافاة من أمريكا ليس لدينا ضمانات إننا نحتاج لوعد وعد حقيقي".
التعليقات