السباق الإيراني- الروسي- الإسرائيلي باتجاه سوريا لن ينتهي

السباق الإيراني- الروسي- الإسرائيلي باتجاه سوريا لن ينتهي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ترجمة: دنيا الوطن– هالة أبو سليم

رأى: زئيفي برائيل- صحيفة هآرتس 

من  غير المحتمل والمستبعد أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد عاد من موسكو "بوعد" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحد من التواجد الإيراني في سوريا.

هذا لا يعني أن بوتين يكره الفكرة، لكنه ببساطة لا يستطيع، فإيران وروسيا علاقتهما لا تشبه العلاقة ما بين أمريكا وإسرائيل، فأمريكا هي الراعي دوماً لإسرائيل. 

التحالف الروسي الإيراني تدفعه مصالحهما في سوريا لا أكثر ولا أقل، فأهادفهما الاستراتيجية واحدة، رغم الاختلاف الكبير والواضح في الأيدلوجية بينهما.

روسيا تريد حلاً دبلوماسياً للأزمة في سوريا، وتود الانسحاب من البلاد ومنح الفرصة لإعادة الإعمار، بينما إيران تريد تثبيت أقدامها في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يعني أن إيران تعتبر سوريا قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، فهي تسعى إلى أن تكون "قوة عظمى في المنطقة ومهاجمة دولة أخري لن يعطيها هذا الدور ولا المكانة.

في الماضي كانت طهران تكتفي بقدر معين من التأثير في الدول المؤيدة لها ولا تسعى لزعزعة الاستقرار في هذه الدول لكن اليوم الوضع اختلف، فهي تريد مزيداً من التأثير والنفوذ في هذه الدول.

ربما بالاتفاق النووي كبح لجماح الجمهورية الإسلامية رغم تهديداتها بخرق هذا الاتفاق في حال عدم إيفاء أمريكا بالتزاماتها لأن الاتفاق النووي يعطى إيران الدفعة لأن تكون دولة قوية بالاتفاق الذي تم توقيعه. 

محسن رضائي قائد حرس الثورة الإيرانية خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) هو سياسي إيراني، خبير اقتصادي، قائد الحرس الثوري السابق، وكان أول قائد أعلى لحرس الثورة الإسلامية، وكان يقود حرس الثورة الإسلامية خلال الحرب بين إيران والعراق.

شارك بنشاط في الحرب بين إيران والعراق، عين مؤخراً كمستشار في سوريا لقاسم سليماني قائد  الحرس الثوري الإيراني، الحقيقة الدامغة هي أن رجلاً سياسياً مخضرماً كمحسن رضائي يتواجد ضمن مجموعة المستشارين السياسيين الإيرانيين ما هو إلا تأكيد وشهادة لمدى الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للتواجد الإيراني في سوريا، الانتشار المكثف والباهظ له تكاليفه.

بالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية حول عدد القتلى في صفوف الإيرانيين أو أتباعهم لكن على الأقل  500جندى إيراني من المرجح أن يكون قد قتل أثناء العمليات العسكرية في سوريا.

الأكثر من ذلك، اضطرت القوات الإيرانية للانسحاب من بعض الجبهات تحت الضغط الروسي، روسيا ليست إيران، روسيا معنية بالحفاظ على الهدوء والأمن على طول الحدود الإسرائيلية والأردنية وحتى في المنطقة الشمالية، فإيران عليها تقديم تنازلات لتركيا التي تراقب عن كثب ما يحدث في المناطق الكردية .

بالرغم من ذلك، هذه الانتكاسات لا تمنع حقيقة الدور الذى تلعبه إيران في سوريا على افتراض أن روسيا ستواصل لعب دور "صمام الأمان" في الحقل الدبلوماسي وفرض الهدنة ووقف لإطلاق النار وغيرها من الأمور الأخرى، هذا لا يمنع من أن تُكثف إيران من تواجدها في المناطق السورية والشرق الأوسط فهي تستفيد من الأزمات العربية الداخلية فنأخذ مثلاً قطر: قرار قطر هذا الأسبوع بعودة السفير القطري لطهران (العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين لم تنته بأي شكل من الأشكال)، أثناء الحصار على قطر، طهران الممول للغذاء والبضائع الأخرى، حيث كان الهدف من مقاطعة الدول العربية (السعودية- الإمارات العربية المتحدة- البحرين- مصر) هو إبعاد قطر عن طهران، لكن ربما لن يحدث ذلك كون ايران وقطر لديهما أهداف مشتركة في الشرق الأوسط يسعيان لتحقيقها.

أهم جوانب الأزمة القطرية هو عدم تدخل روسيا كونها لا تملك التأثير على المملكة العربية السعودية ولا تتدخل في القضايا العربية الداخلية ولا يعنيها ما يحدث لقطر .

الصمت الروسي إزاء التدخل الإيراني في المنطقة العربية واضح جداً، وتتجنب المواجهة مع طهران حيال ذلك، لكن موسكو لا تسمح لتعارض مصالحها العسكرية والاقتصادية مع تل أبيب وواشنطن.
ما نُطالب به ألا تتصرف طهران وفق ما يرغب به نظام الأسد أو الروس الموجودون في سوريا بفتح جبهة إسرائيلية في المناطق السورية، كون البلدين لديهما "مصلحة" في سوريا.

حتى لو إن إسرائيل قامت بتهديد الأسد هذا لن يُثنى إيران عن سياستها في المنطقة وتحديداً في سوريا كون طهران تسعى لإقامة نظام ردع موازٍ لإسرائيل كما فعلت في لبنان، بالتالي تجنب التغييرات غير المتوقعة وبأن من الواضح أن إسرائيل ستتأقلم مع الوضع الراهن وهو أن سوريا قاعدة إيرانية في الشرق الأوسط، الاعتماد على الوعود الروسية الشفهية التي لا تفي بالتزاماتها على أرض الواقع والعمل بقرار من واشنطن على فض الاشتباكات المسلحة الدائرة منذ زمن في سوريا وخروج روسيا من سوريا .

التعليقات