بتواجدها في تركيا..هل تستبدل القيادة الفلسطينية الدور المصري بالتركي في ملف المصالحة؟

بتواجدها في تركيا..هل تستبدل القيادة الفلسطينية الدور المصري بالتركي في ملف المصالحة؟
توضيحية
خاص دينا الوطن – أحمد العشي
يبدو أن القيادة الفلسطينية أخذت منحى آخر في إدخال وسائط جديدة بتوجهها إلى تركيا لتطبيق ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، بعد أن كانت مصر هي الراعي الرسمي لهذا الملف، وذلك لعدة اعتبارات قد تكون التفاهمات التي تستضيفها مصر بين حماس ودحلان من جانب، وما فعتله مصر بأمين سير اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب عندما تم طرده من مطار مصري من جانب آخر، خصوصاً أنه هو صاحب فكرة التوجه إلى تركيا لتكون الراعية لملف المصالحة.

ولكن السؤال.. هل تستطيع القيادة الفلسطينية، أن تستبدل الدور المصري بالتركي في ملف المصالحة؟ وهل تستطيع تركيا بالأصل أن تنجز هذا الملف؟

أكد المحلل السياسي والمختص في الشأن التركي محمد أبو سعدة، أن القيادة التركية اجتمعت مع قيادات من المكتب السياسي لحركة حماس، حيث أبدت تركيا تحفظها الشديد على تقارب حماس مع دحلان.

وأوضح أبو سعد خلال لقاء مع "دنيا الوطن"، أن وسائل الإعلام التركية اختلفت في لغتها تجاه القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن اهتمام تركيا ليس بغزة فقط وإنما بالسلطة والقدس والضفة الغربية، مشيراً إلى أنه عندما كانت تركيا مهتمة بغزة فقد كان اهتمامها فقط من الجانب الإنساني.

وفي السياق قال أبو سعدة: "توجه أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح والجهود المشكورة التي يقوم بها اللواء جبريل الرجوب وتواصله مع القيادة التركية، هي جهود تبين مدى صدق وحرص القيادة في رام الله على تحقيق مصالحة حقيقية مع حركة حماس من خلال الضغط عليها عبر أقوى حلفائها الإقليميين وهي تركيا".

وأضاف: "إذا لم تستجب حركة حماس للمبادرة التركية المقبلة لحلحة الأمور والوصول إلى مصالحة فستكون أكبر الخاسرين".

وفيما يتعلق باختيار أعضاء اللجنة المركزية تركيا لتكون الراعية لملف المصالحة، أوضح أبو سعدة أن مصر كانت الراعي والحاضنة للمصالحة الفلسطينية، ولكن لا يعني ذلك أن تكون هي الراعي الأبدي للقضية الفلسطينية، فهناك قوى إقليمية حاضرة في المشهد، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية في رام الله لديها بعض التحفظات على إدارة المصريين لملف المصالحة بين فتح وحماس.

وقال: "المصريون تجاوزوا في الكثير من المرات سلطات الرئيس محمود عباس بصفته قائد النظام السياسي الفلسطيني، فلا أحد فوق هذا النظام، وبالتالي لجأ أعضاء اللجنة المركزية الى تركيا حتى يرسلوا رسالة لمصر بأن هناك قوى إقليمية فاعلة وحاضرة في القضية الفلسطينية".

وأضاف: "مخطئ من يظن أن الرئيس محمود عباس هو عبارة عن شخص وإنما هو منظومة كاملة وهناك حلفاء له، فللواء جبريل الرجوب مكانة كبيرة في القيادة الفلسطينية، وهو من القيادات الوازنة في حل الأزمة، وله دور فاعل في تحريك ملف المصالحة، فهو الشخص المناقض لسياسية محمد دحلان، وهو من أكثر الشخصيات المرشحة لأن يخلف الرئيس محمود عباس".

وتابع بقوله: "آلية تعامل مصر مع جبريل الرجوب كانت تفتقر الى الدبلوماسية، لذلك هو يرسل رسالة الى مصر بأنه شخص وازن وفاعل، وأبواب الرئاسة الفلسطينية تستقبله".

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب، أن وجود وفد من اللجنة المركزية لحركة فتح في تركيا هي من باب التمهيد لزيارة الرئيس محمود عباس إلى تركيا، مشيراً إلى أن الزيارة ليست الأولى.

وبين أن أهمية تركية تكمن في معادلات وتطورات في المنطقة وخصوصاً في الحالة الفلسطينية، لافتاً إلى أن احتكاك تركيا بحركة حماس لها تأثير مباشر، حيث إن أحد أهداف هذه الزيارة هي تحريك ملف المصالحة والدفع باتجاه خطوات أكثر نحو الإيجابية".

وقال: "السؤال هنا هل تستطيع تركيا أن تحتضن لقاءات مباشرة بين فتح وحماس؟ وهل يمكن لها أن تكون عاصمتها مقراً لتوقع اتفاق نهائي للمصالحة؟ اعتقد أن هذا أمر مستبعد إلى حد ما، لأنه لا يمكن إغفال دور مصر بحكم العوامل الجغرافية والقومية والوطنية والسياسية والاستراتيجية، وبالتالي يبقى ملف المصالحة في صيغته النهائية منوط بالدور المصري، كما أن علاقة مصر بتركيا يشوبها نوع من التوتر، وبالتالي هذا الأمر له انعكاس سلبي على مستقبل عملية المصالحة".

وأضاف: "هناك انفتاح لحماس على مصر، وبالتالي تريد أن تستفيد من ورقة المصالحة في تعميق علاقاتها مع مصر، فلا يمكن ان تتجاهل حماس دور مصر في عملية المصالحة".

ورأى شراب أن دور تركيا في ملف المصالحة قد لا يخرج عن إطار التوافق على إيجاد صيغ توافقية والتأثير المباشر على حماس للاستجابة بشكل أكثر في هذا الملف، مستبعداً في الوقت ذاته أن تتحمل تركيا ملف المصالحة بالكامل بعيداً عن الدور المصري.

وأشار شراب إلى أن الأساس في العلاقات بين غزة ومصر هي حماس ومصر وليس دحلان، لافتاً إلى أن مصر تنظر إلى موضوع حماس وتفاهماتها مع دحلان على أنه شأن فلسطيني وقد يكون له بعد إماراتي، فتفاهمات حماس مع دحلان ليس لها علاقة بتقارب حماس مع مصر والذي تحكمه محددات معينة.

وفي السياق ذاته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر أنه لا يمكن للجنة المركزية لحركة فتح والقيادة الفلسطينية، أن تبعد مصر عن ملف المصالحة، منوهاً إلى أن ملف المصالحة له بعد وطني وعربي، فلا يمكن أن تكون تركيا أو قطر بديلاً عن الدور المصري في ملف المصالحة، حتى لو كان توجهها إلى تركيا عبارة عن رسالة غضب أو احتجاج.

ولفت إلى أن زيارة القيادة الفلسطينية إلى تركيا هي للاستفادة من دورها في الضغط على حماس للذهاب إلى المصالحة التي تحول دون اتخاذ الرئيس محمود عباس المزيد من القرارات التصعيدية ضد قطاع غزة.

التعليقات