الأعمال الخيرية ترسم البسمة على 20 من ذوي الإعاقة ببيت لحم وجنين

الأعمال الخيرية ترسم البسمة على 20 من ذوي الإعاقة ببيت لحم وجنين
رام الله - دنيا الوطن
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي الطالبة مريم باسم سباتين "13عاما"، من قرية حوسان في بيت لحم، وهي تتسلم كرسيا كهربائيا متحركا تبرعت به هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا لمجموعة من ذوي الإعاقة الحركية في محافظتي بيت لحم وجنين، من خلال لجنة التكافل الاجتماعي في محافظة بيت لحم.

وكان الحصول على هذا النوع من الكراسي الكهربائية المتحركة، بمثابة حلم راود سباتين التي تعاني من إعاقة حركية منذ الولادة، وهي طالبة مدرسية، ويعاني والدها من أمراض في القلب، إلى جانب شقيقتها دعاء التي تعاني هي الأخرى من إعاقة حركية.

وتعتبر سباتين، واحدة من بين نحو عشرين من ذوي الإعاقة الحركية ممن تسلموا كراسي كهربائية متحركة بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج، ومحافظ بيت لحم، اللواء جبرين البكري، ومفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين، إبراهيم راشد، ورئيسة دائرة المساعدات الإنسانية في مؤسسة الرئاسة، اللواء رائدة الفارس، ومنسقة لجنة التكافل الاجتماعي، نجلاء الحاج، وعدد من المسؤولين.

وقالت تلك الطالبة، إنها كانت تحلم بامتلاك كرسي كهربائي متحرك يعينها على التحرك وقضاء احتياجاتها، وتمكينها من التوجه إلى مدرستها بسهولة، ودون الاستعانة بأحد، حتى جاءت هذه المنحة التي أعادت رسم الابتسامة على شفتيها بعد أن غابت عنها لسنوات طويلة.

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للمواطن نور إبراهيم عودة "32عاما"، من مخيم الدهيشة، والذي حصل على كرسي آخر، جراء إعاقته الحركية وضمور في العضلات وشلل في الأطراف السفلية منذ الصغر، وتعيله والدته التي تعاني كذلك من أمراض نسائية، فيما راحت الطفلة دعاء أحمد عايش "14عاما"، من بلدة أرطاس، تحمد الله على استجابته لدعائها بالحصول على هذا الكرسي الذي سينهي عزلتها ويمكنها من الانتظام في دراستها وإنقاذ مستقبلها.

وراح خليل صالح أبو حماد "17عاما"، من مخيم عايدة، يقود الكرسي الذي حصل عليه ليمكنه من الخروج من منزل عائلته والتوجه إلى مدرسته لاستكمال مسيرته التعليمية، بعد انقطاعه عن الدراسة لفترة طويلة جراء إصابته بالشلل والإعاقة في الأطراف السفلية والعلوية.

أما المواطن سليمان أحمد صلاح "44عاما"، فكان أحد الذين حصلوا على كرسي كهربائي متحرك كان الحصول عليه بمثابة حلم بالنسبة له للتغلب على إعاقته الحركية التي أصيب بها جراء مرض أصابه والتهاب بالنخاع الشوكي تسبب بإصابته بشلل نصفي في الأطراف السفلية.

وقال صلاح، إن حصول على الكرسي الكهربائي المتحرك، يساعده على الحصول على منحة من قبل إحدى الوزارات المختصة في السلطة الوطنية لإقامة مشروع اقتصادي يمكنه من إعالة أسرته وتوفير الحد الأدنى من سبل العيش الكريم لها.

وكانت لجنة التكافل الاجتماعي في بيت لحم، وزعت 20 كرسيا كهربائيا متحركا تبرعت بها هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا لصالح مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة.

وقال المحافظ البكري، إن توزيع هذه الكراسي جاء في إطار برنامج أطلقته لجنة التكافل التابعة للمحافظة لتوفير الكراسي الكهربائية المتحركة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث استطاعت المحافظة تأمين عدد من الكراسي وها هي تقوم اليوم بتوزيع كمية جديدة منها في إطار هذا البرنامج المتكامل.

وعبر البكري، عن أمله في أن يتم استكمال توزيع المزيد من الكراسي الكهربائية المتحركة والتي يحتاجها الأشخاص ذوو الإعاقة وفق قاعدة البيانات التي تم تحديدها بالتعاون مع جهات محلية وإقليمية ودولية حتى يتم إنصاف هؤلاء الأشخاص وتأمين احتياجاتهم من الكراسي.

من جهته، قال راشد، إن توزيع هذه الكراسي بصمة أضيف إلى البصمات الخيرية والإنسانية المهمة التي تحرص هيئة الأعمال الخيرية على وضعها في كل ركن من أركان فلسطين، وجاءت كلفتة إنسانية لمساندة تلك الشريحة المجتمعية الواسعة.

وأكد راشد، أن القضايا الإنسانية والخيرية تستحوذ على مكانة متقدمة في فكر واهتمام هيئة الأعمال الخيرية، وبرزت من خلال من تنفذه من مشاريع صحية وتعليمية وتنموية وإغاثية كتأكيد جديد متواصل أن عون الشعب الفلسطيني المظلوم هو واجب على كل مسلم وعربي.

وشدد راشد، على أن رسالة هيئة الأعمال تتمثل في التواصل مع المجتمع المحلي وتحسس همومه، والوقوف إلى جانب الشرائح المجتمعية الضعيفة، وتقديم المساعدة إليها ما استطاعت إليه الهيئة سبيلا.

وقال، إن المبالغ المالية البسيطة التي يتم دفعها لصالح دعم ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك إعادة تأهيل وترميم مساكنهم، تعود بالأثر النفسي والاجتماعي الإيجابي عليهم وعلى عائلاتهم، وتسهم في تطوير العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد، وترسم البسمة على شفاه المحرومين، وتعيد الأمل إلى قلوبهم، وتشعرهم بحجم دعم ومساندة مجتمعهم لهم.

وأشار راشد، إلى أن هيئة الأعمال تتواصل مع الشرائح المجتمعية الضعيفة والمهمشة وذوي الإعاقة بشكل خاص وتحرص على الوقوف إلى جانبهم ودعمهم والإسهام في تحسين ظروف حياتهم المعيشية، لتؤكد أن الإعاقة التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص لا تحد من طاقتهم، وإذا ما أريد لهم أن يسيطر العجز والضعف عليهم، فإنهم نجحوا في التغلب على العجز بالإرادة والطاقة والتعلم.