المطران حنا يستقبل وفدا طلابيا جامعيا فرنسيا

المطران حنا يستقبل وفدا طلابيا جامعيا فرنسيا
رام الله - دنيا الوطن
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا طلابيا جامعيا فرنسيا ضم 30 طالبا من عدد من الجامعات الفرنسية والذين وصلوا الى الاراضي المقدسة في زيارة هادفة للتعرف على مقدساتها وتاريخها واعداد دراسات بحثية تتحدث عن فلسطين الارض المقدسة وعن القضية الفلسطينية وعن القدس وعن المقدسات وكذلك عن الحضور المسيحي فيها .

المطران الذي استقبل الوفد الطلابي في الكاتدرائية رحب بزيارتهم التي تحمل الطابع البحثي وتحدث امامهم عن مكانة واهمية مدينة القدس من النواحي الروحية والدينية والتراثية والتاريخية والحضارية والوطنية .

تحدث المطران في كلمته عن مكانة القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني باعتبارها حاضنة اهم المقدسات الاسلامية والمسيحية وهي العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا ، كما تحدث المطران وبإسهاب عن تاريخ الحضور المسيحي في القدس وفي الاراضي الفلسطينية بشكل عام هذا الحضور الذي لم ينقطع لاكثر من الفي عام وهو حضور عريق له جذوره وارتباطه الوثيق بهذه الارض المقدسة .

المسيحية لم تأتي الى فلسطين من اي مكان في هذا العالم بل من هنا انطلقت رسالتها الى مشارق الارض ومغاربها ففلسطين هي مهد المسيحية وهي حاضنة اهم المقدسات المرتبطة بالايمان المسيحي ولذلك فإننا يجب ان نذكر العالم المسيحي شرقا وغربا بضرورة ان يلتفتوا دوما الى فلسطين الارض المقدسة وان يولوا اهتماما بقضية شعبها وان يدافعوا عن قضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية ، نحن نتمنى من كافة الكنائس في عالمنا بأن تكون نصيرة لشعبنا الفلسطيني ومدافعة حقيقية عن قضيته العادلة لان قضية هذا الشعب هي قضيتنا جميعا ، انها قضية مسيحية اضافة الى ابعادها الاخرى ، انها قضية الشعب الفلسطيني الواحد بمسيحييه ومسلميه كما انها قضية كافة احرار العالم المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .

لن يتخلى المسيحيون الفلسطينيون عن عراقة وجودهم وتاريخهم وجذورهم العميقة في هذه البقعة المقدسة من العالم ، لقد اصبح المسيحيون في بلادنا قلة في عددهم ولكنهم ليسوا اقلية فنحن نرفض ان ينظر الينا احد وكأننا اقلية في وطننا لاننا لسنا كذلك ، فنحن مكون اساسي من مكونات شعبنا ولا يمكننا ان نتحدث عن فلسطين الارض المقدسة دون ان نبرز هذه العلاقة التاريخية الوطيدة التي جمعت المسيحيين والمسلمين ولقرون طويلة .

القدس مدينة يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ونحن بدورنا اكدنا ونؤكد امامكم الان بأننا نرفض العنصرية والكراهية والتطرف والعنف ، نحن ننادي بتكريس ثقافة المحبة والاخوة والسلام وسلام القدس مغيب بسبب ما يرتكب بحق شعبنا من مظالم .

القدس مدينة السلام ولكنها هي ابعد ما تكون عن السلام ، القدس مدينة يضطهد فيها الفلسطينيون لانهم فلسطينيين يحبون بلدهم ويدافعون عن حرية شعبهم ، المسيحيون الفلسطينيون هم مستهدفون ايضا كما ان كل الشعب الفلسطيني مستهدف وهنالك من يسعون لتهميشنا واضعافنا وابتلاع اوقافنا ، وهنالك من يهددوننا ويهاجموننا لاننا ندافع عن شعبنا.

هنالك من يخططون لجعل المسيحيين في هذه الارض المقدسة جماعة منعزلة عن هموم وقضايا وهواجس شعبنا ، يريدوننا ان نكون صامتين مكتوفي الايدي وان نكون متفرجين على ما يرتكب بحق شعبنا من مظالم .

يزعجهم الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني ، يزعجهم الحضور المسيحي الفلسطيني الوطني في الحياة الوطنية الفلسطينية ، المؤامرة التي يتعرض لها المسيحيون الفلسطينيون هي خطيرة ونحن واعون لما يُخطط بحقنا ، اولئك الذين استهدفوا الاقصى هم ذاتهم الذين يستهدفون الاوقاف المسيحية وهم ذاتهم الذين يخططون لاسكاتنا ويسعون لابعادنا واخراجنا من هذه الارض المقدسة .

لن نخرج من وطننا ونحن ملتصقون التصاقا بهذه الارض المقدسة ، جذورنا عميقة في تربة هذه الارض كشجرة الزيتون .

اود ان اقول لكم بأننا كنا ومازلنا دعاة محبة واخوة وسلام ونبذ للعنف وسنبقى كذلك وعنصريتهم وهمجيتهم لن تغير من قناعاتنا ومبادئنا ورسالتنا الروحية والحضارية والوطنية في هذه الارض المقدسة .

تحدث سيادته عن تاريخ الاماكن المقدسة في القدس كما وضع سيادته الطلاب في صورة الاوضاع في مدينتنا المقدسة وما تتعرض له الاوقاف المسيحية من استهداف كما قدم للطلاب بعض المنشورات والمراجع الهامة التي تتحدث عن القدس وعن المقدسات المسيحية وعن الحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة ، كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.