الظروف الصعبة تحرم الطلبة من شراء مستلزمات المدرسة الأساسية

الظروف الصعبة تحرم الطلبة من شراء مستلزمات المدرسة الأساسية
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- عمر اللوح
تنظر إلى ملابسها القديمة، والحسرة تملأ نبرات عيونها، ثم تلقي بالملابس على سريرها، لتجلس لتتأمل في ذاتها، وكأنها تقول: أيعقل أن ارتدي هذه الملابس المهترئة؟ كيف سيكون شعوري في أول يوم وزميلاتي يلبسن الجديد وأنا القديم؟ هكذا هو حال الطالبة (هند. ح) التي تشعر بحسرة كبيرة في قلبها نتيجة عدم استطاعتها شراء ملابس جديدة لترتديها في أول أيام المدرسة، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات؟

حسرة وأسف

تقول هند لــ" دنيا الوطن": أشعر بحسرة بداخلي نتيجة عدم قدرتي على شراء ملابس المدرسة ولا أرغب بلبس القديمة؛ لأنها مهترئة، وتكمل ويزداد شعوري بالألم عندما أعرف أن صديقاتي اشترين الملابس جديدة.

تصمت هند قليلاً لتعود للحديث مرة أخرى قائلة: "ما هو ذنبي أن أحرم من حقي في الحياة بحرية وكرامة؟".

وتضيف: ومع ذلك لا يكون أمامي خيار آخر إلا ارتداء الملابس القديمة؛ ولكن يبقى الأمل بالله- سبحانه وتعالى- بأن تفرج همومنا ونعيش بهناء.

آمال تبخرت

فيما يقول الطالب (عيسى. م) أيام قليلة تفصلنا عن العام الدراسي الجديد، ولم أشتر حاجيات المدرسة من الملابس والحقيبة المدرسية؛ نظرًا للأوضاع الصعبة التي نعيشها في قطاع غزة من قلة الإمكانية؛ حيث إن والدي لا يعمل منذ سنوات لعدم توفر فرصة عمل ملائمة لوضعه فهو يعاني من مرض في القلب.

ويتابع لــ" دنيا الوطن" رغم الأوضاع الصعبة كان في السابق يُقدم لنا مساعدة من جمعية خيرية، ولكن هذا العام يختلف عن بقية الأعوام، فالحصار وإغلاق الجمعيات الخيرية ونصف راتب حطم أملي في الحصول على ملابس المدرسة، بالإضافة إلى القرطاسية التي كنت أحصل عليها قبل شهر من بدء المدرسة، أصبحت أمراً غير ممكن.

كيف سنوفرها؟

في حين، أوضح (هشام. ل): أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدم توفير فرصة عمل لي منذ ما يزيد عن عشر سنوات، أصبحت عاجزًا عن توفير احتياجات بيتي الأساسية، فكيف لي بأن اشتري لأبنائي الستة ملابس المدرسة ومن أين سوف أوفر لهم؟

ويضيف يحتاجون إلى ألف شيكل على أقل تقدير من ملابس وقرطاسية عدا عن ذلك تكلفة الحافلة لأن المدارس بعيدة، ويكمل وابنتي الصغيرة تحتاج إلى التسجيل في الروضة ورسوم 100$ كدفعة أول التسجيل وكل شهر 200 شيكل، وأضاف ونحن في هذا الوضع كيف سنوفر كل هذه المصاريف؟

الأسوأ على الإطلاق

وفي ذات السياق، أكد أحمد عاشور صاحب بسطة لبيع الملابس أن هناك ضعفاً كبيرًا في الإقبال على شراء الملابس، وخاصة بنطال الكابون والمريول الخاص بطلبة المدارس، ويتابع وحتى من يحضر للشراء يشتري قطعة واحدة ويختار أرخص شيء.

ويضيف لــ" دنيا الوطن" أعمل في بيع الملابس المدرسية منذ خمسة عشر عامًا، ويعتبر هذا العام هو الأسوأ، وأشار إلى أن السبب الرئيس هو نقص الرواتب من قبل الحكومتين، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الأخرى.

الأسواق ميتة

وفي ذات السياق، أوضح المختص في المجال الاقتصادي طارق عابد، أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة أثرت على كافة القطاعات، ومنها موسم شراء المستلزمات المدرسة للطلبة، حيث إن أولياء الأمور بالكاد يستطيعون توفير مصروف البيت، فهل سوف يذهب لشراء مستلزمات المدرسة لأبنائه؟

ويتابع: أن فئة قلية هي من يشتري، ويعتمد الباقي على مستلزمات العام الماضي من القرطاسية كالشنطة والملابس الرسمية الخاصة بالمدارس، وعن حركة الأسواق بين عابد أن الأسواق شبه ميتة، ولا يوجد أي حركة تجارية في المحلات لشراء الملابس والقرطاسية.

وقال لــ "دنيا الوطن": إن هناك أسراً تعتمد على المساعدات من بعض الجمعيات في الحصول على مستلزمات المدرسة، خاصة فئة العمال الذين لم يجدوا أي عمل ثابت منذ خمسة عشر عامًا والموظفين الذين أصبحوا يتقاضون جزءًا بسيطاً من الراتب.

ويستدرك، أن هناك فئة من الطلبة تتجه لشراء مستلزماتها من الملابس من سوق البالة، نظراً لأن سعرها زهيد جدًا، ويتناسب مع ظروفهم المادية.

التعليقات