في ظل الإقبال عليها.. ما خطورة استخدام "نظارات الرصيف"؟

في ظل الإقبال عليها.. ما خطورة استخدام "نظارات الرصيف"؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- إسلام الخالدي
في ساعات الصباح الباكر يعتاد على تصفح المواقع الإخبارية، وإذ بمعلومة تلفت انتباهه وتشد تركيزه إليها، فحواها خطر النظارات المقلدة والشمسية على العين، أحمد بهادر (39 عاماً) يهوى شراء النظارات من الأسواق، دون استشارة أخصائي عيون، باعتقاد منه بأنها طبية ومن الممكن استخدامها دون حرج، الأمر الذي سبب له ألماً شديداً في رأسه لساعات متواصلة.

 لكن بعد قراءة المعلومة وتزامناً مع ألم رأسه الشديد وعدم القدرة على التركيز كما كان سابقاً، دفعه ذلك لزيارة طبيب عيون مختص، وهنا تبين بأنه يعاني من حرج البصر الناتج عن الاستخدام الخاطئ للنظارات المقلدة، فلم تكن الحاجة ملحة على الاستخدام سوى دافع "البريستيج"، على حد قوله.

وفي دراسة بريطانية، أشارت إلى أن استخدام النظارات الشمسية المقلدة غير الطبية، تشكل خطراً كبيراً على العين، فهي تسمح بدخول الأشعة الضارة (فوق البنفسجية) على العين، فيتشكل الخطر حين تتمركز 30% من نسبة هذه الأشعة في القزحية على المدى القريب، مما يسبب ما يسمى بـ (المياه البيضاء).

حيث إن أغلب النظارات المباعة بالأسواق، غير مصنعة بناءً على مواصفات وشروط معينة، ولا يصح أن يقال عنها طبية تستخدم لأسس وقائية، دون مراجعة استشاري عيون يفيد في ذلك، وهناك فرق بين النظارات الشمسية غير الطبية والنظارات الطبية المقلدة، ولكل منهم أثر على صحة العين، ومن هذا المنطلق أعدت "دنيا الوطن" التقرير التالي.

 الإقبال عليها مرهون بالصيف

وعلى أحد أرصفة شوارع مدينة غزة، يفترش الثلاثيني أبو أحمد (اسم مستعار) الأرض ويأخذ زاوية عرضها لا يزيد عن مترين فقط، يعرض عليها مجموعة من النظارات الشمسية وغير الطبية، فيقول لـ "دنيا الوطن": "في فصل الصيف تحديداً يزداد إقبال الناس على شراء النظارات، كونها رخيصة الثمن على خلاف النظارات الطبية الأصلية، وأنا لا أدري هل يكون لها أثر على العين؟".

ويضيف: "في المناسبات الاجتماعية تحديداً، كالأعياد والأفراح أجد الشباب مقبلين على شراء النظارات، فتباين النوعيات والموديلات بألوانها المتعددة يجذب الزبائن لشرائها، فجميع المتداولة بالأسواق يتم استيرادها من الخارج، وأسعارها متفاوتة لكنها بين أيدي المستهلك".

وفي الوقت ذاته جاءت سيدة تحمل طفلة لا تتجاوز الثلاثة أعوام، فتسأل البائع أبو أحمد عن الأسعار وأيها أفضل مصنعية وتناسب أكثر لابنتها، حينها سألتها عن الدافع لشراء النظارة فأجابت قائلة: "أفضل في فصل الصيف خصوصاُ استخدام النظارات الشمسية لي ولأبنائي، كونها تحمي العين من الأشعة الضارة، والمتواجدة بالأسواق جميعها في متناول الأيادي ومن الممكن شراؤها".

وتؤكد السيدة التي لم تود الكشف عن اسمها، على أنها تستخدم النظارات منذ سنوات كثيرة، ولم تلحظ أي مساوئ لاستخدامها أو انها أثرت فعلياً على صحة أعينهم، مشيرة إلى أن المستخدم هو من يحدد آلية الاستخدام، ومن المفروض مراجعة طبيب عيون بين فترات متفاوتة.

النظارات لكل منها مصنعية معينة

وفي الحديث مع أخصائي البصريات ياسين النونو، يعمل لدى أحد مراكز البصريات الطبية، يقول لـ "دنيا الوطن": "النظارات الطبية المستخدمة لحفظ النظر وغير الطبية المقلدة التي تباع بالأسواق إلى جانب الشمسية التي تحمي من دخول الأشعة الضارة إلى العين، فلكل منها استخدامه وأثره أيضاً على صحة العين، فلا يصح أن نجمع بينهما وأن نضعهما على نفس آلية الاستخدام، كون التركيبة والمصنعية تختلف على حسب استخدامها".

ويتابع: "من الخطأ الفادح الذي يقوم به أغلب الناس، استخدام النظارات دون استشارة مختص في هذا الجانب، لأن النظارة الطبية لها أرقام فالعدسات المتوفرة بالنظارات التي تباع في الأسواق وعلى الرصيف جميع مقاسات عدساتها متساوية في العينين اليمنى واليسرى، وأيضاً النظارة تعين على عمر الإنسان وقوة أو ضعف نظره، وهذا يسبب ضرراً أكبر مستقبلاً ومن الصعب علاجه لو حدث خلاف ذلك".

ويشير النونو، إلى أن النظارة الشمسية غير المقلدة تحتوي على مواد تقي المستخدم من التعرض للأشعة، فأشعة (الترا فايولت) الفوق بنفسجية هي عبارة عن أشعة غير مرئية تؤذي العين كأشعة المايكرويف فهي تؤثر كلياً على خلايا العين، بينما النظارات التي تباع على الأرصفة فهي لا تحتوي على هذه المادة، منوهاً إلى عدسات النظارات الطبية (الشفافة) المصنوعة من مادة (سي أر 39) لها معامل انكسار معين، لكن المقلدة مصنعة من بلاستيكيات بدرجات متفاوتة.

ويؤكد على أن نظارات الأطفال التي تباع على الأرصفة بشيكل أو اثنين، لا تؤثر على عيني الطفل، فعدساتها مصنعة من البلاستيك العادي (الشبلونة)، ولا حرج في استخدامها، مضيفاًأن تعرض العين للأشعة الضارة يؤدي لتكون (المياه البيضاء) أي تعكر صفاء العدسة البلورية داخل العين، هذا ما أوضحه.

حدوث العمى!

وعن إيجابيات استخدام النظارات الشمسية يقول النونو: "النظارة الشمسية لها مزايا عديدة، وقد يكون بها بعض الأضرار إن لم تكن صحية، في حين أنها تستخدم في حجب الضوء الضار عن العين، فلا يمكن أن نجد شخصاً يتمكن النظر لقرص الشمس مباشرة دون استخدام فلتر أو حاجز يقي عينيه من هذه الأشعة، فالنظارة الشمسية لها القدرة على منع دخول الأشعة كون عدساتها تحتوي على فلاتر"، مشيراً إلى أن النظر مباشرة إلى أشعة الشمس أو تسليط ضوء الليزر كما يستخدمه الأطفال باللعب يؤثر حقاً على منطقة (اللطخة الصفراء) مما يسبب حدوث العمى.

وعن النظارات الطبية يضيف، بأن عدسات النظارات الطبية لها معامل انكسار معين يساعد على العلاج أو الوقاية، بينما يتركز خطر النظارات المقلدة غير الطبية التي تباع في الأسواق فهي خالية من علاج (الأستجمازيم) أي حرج البصر، فمعامل الانكسار مهم جداً في قوة العدسة وتحديد الرؤية اللازمة للشخص.

ويتابع: "الضرر الآخر يشعر الإنسان به مع استمرارية استخدام النظارة غير الطبية التي تباع بالأسواق، فإذا استخدم الشخص نظارة أكثر قوة فهي ستؤثر فعلياً على عضلة العين وتخرج عن مجراها، مما يسبب حالة من (الحول) عنده"، مضيفاً بأن عدم إضافة هذه العدسات الطبية مع عدسات القراءة تؤدي إلى الصداع، مما ينتج عنها عدم راحة في التركيز".


التعليقات