المطران حنا: كنيستنا للبشر وليست للحجر وهنالك من يبيعون الحجر ويتاجرون بالبشر

المطران حنا: كنيستنا للبشر وليست للحجر وهنالك من يبيعون الحجر ويتاجرون بالبشر
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من الكنيسة الارثوذكسية البلغارية ضم عددا من الاساقفة ورؤساء الاديار والكهنة كما واساتذة كلية اللاهوت الارثوذكسية في صوفيا وقد وصلوا الى فلسطين الارض المقدسة في زيارة حج تستغرق عدة ايام حيث سيشاركون في عيد رقاد السيدة العذراء يوم 15 اب شرقي الموافق 28 اب غربي .

وقد حضر الوفد القداس الالهي الذي اقيم صباح اليوم في كنيسة القيامة ومن ثم كان لهم لقاء روحي مع سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس .

سيادة المطران رحب بالوفد الكنسي البلغاري الاتي الينا من العاصمة البلغارية صوفيا مؤكدا بأن هذه الزيارات انما تحمل الطابع الروحي والكنسي والوجداني كما انها تأتي تأكيدا لتعلق ابناء كنيستنا في سائر ارجاء العالم بمدينة القدس ومقدساتها هذه المدينة التي تعتبر بالنسبة الينا قبلتنا الاولى والوحيدة وحاضنة اهم مقدساتنا .

قال سيادة المطران في كلمته بأنكم تعرفون جميعا اهمية القدس في التاريخ المسيحي فمن هنا كانت الانطلاقة ومن هنا انطلق الرسل الى مشارق الارض ومغاربها لكي يبشروا بقيم الانجيل، في هذه الارض المقدسة تقع اهم الاماكن المرتبطة بحياة المخلص فكنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم كما وسائر المزارات والاماكن المقدسة الاخرى انما تدل وتشير الى اهمية هذه البقعة المقدسة من العالم في الايمان والتاريخ والتراث المسيحي ولذلك فإن كنيستنا تسمى ام الكنائس ومع احترامنا للمراكز الروحية المسيحية الكبرى في مشارق الارض ومغاربها تبقى القدس هي المركز الروحي الاول والاعرق والاقدم .

نتمنى من الكنائس الارثوذكسية في عالمنا بأن يلتفتوا الى مدينة القدس وان يعبروا دوما عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب مدينتنا المقدسة التي يستهدفها الاحتلال ويستهدف مقدساتها وابناء شعبها .

نفتخر بارتباط القدس بالمسيحية ولكننا نحترم مكانتها الدينية والروحية في الديانات التوحيدية الثلاث فهي مدينة يكرمها المؤمنون في الديانات الابراهيمية التوحيدية الثلاث ونحن بدورنا نحترم خصوصيتها واهميتها وفرادتها ونرفض السياسات الاحتلالية الظالمة التي تسعى لطمس معالم مدينتنا وتشويه صورتها وتزوير تاريخها وابرازها وكأنها مدينة يهودية اسرائيلية فحسب دون الاخذ بعين الاعتبار اهميتها في الديانتين المسيحية والاسلامية .

نحترم الديانة اليهودية كما وسائر الديانات الموجودة في عالمنا وان كنا نختلف معها عقائديا وايمانيا ولكننا نقر بوجودها ونرفض ان يعامل اي انسان بعنصرية بسبب انتماءه الديني ولكن مشكلتنا في فلسطين مع الحركة الصهيونية ومع الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى لبسط سيطرته على القدس وطمس المعالم العربية الفلسطينية الاسلامية والمسيحية .

لم يكن العرب والفلسطينيين بشكل خاص معادين لليهود ولكن عدائنا هو للصهيونية وللاحتلال ولممارساته القمعية بحق شعبنا الفلسطيني .

نتمنى منكم ان تلتفتوا الى فلسطين الارض المقدسة وان تنادوا دوما بتحقيق العدالة والحرية لشعبنا الفلسطيني ، نتمنى ان نسمع صوتا ارثوذكسيا واضح المعالم في عالمنا رافضا للاحتلال وممارساته وقمعه وهمجيته وعنصريته ، لا يجوز ان تتأثر الكنائس المسيحية في عالمنا بأية ضغوطات سياسية تأتي من هنا او من هنالك فمواقفكم يجب ان تكون مستندة على قيم الانجيل المقدس ومن انتمى للانجيل وقيمه انحاز للمعذبين والمظلومين في هذا العالم وكان نصيرا لكل انسان يعاني من الظلم والقمع والعنصرية .

ان انحيازكم للشعب الفلسطيني هو انحياز لقيم الانجيل الذي يحثنا دوما على ان نكون مدافعين عن حقوق الانسان ورافضين للمظالم التي ترتكب بحق اي انسان ايا كان دينه وايا كانت خلفيته الثقافية او الفكرية .

يؤسفنا ويحزننا ان نقول بأن قضيتنا الفلسطينية تتعرض للتهميش والاستهداف وهنالك من يتآمرون علينا وعلى شعبنا ويخططون لتصفية قضيتنا وهم يريدوننا ان نكون صامتين متفرجين مكتوفي الايدي امام ما يرتكب بحق شعبنا من مظالم ومن انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان .

نتمنى من الكنائس الارثوذكسية ومن سائر الكنائس المسيحية في العالم بأن تسمع صوت مسيحيي فلسطين وان يصلهم نداء المبادرة المسيحية الفلسطينية ، نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تنادي بتحقيق العدالة في هذه البقعة المقدسة من العالم .

وضع سيادته الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس وباقي الاراضي الفلسطينية كما تحدث سيادته عن الواقع المسيحي وعن الاوضاع التي يمر بها المسيحيون في فلسطين حيث قال بأننا عندما نتحدث عن المسيحيين الفلسطينيين نحن نتحدث عن مكون اساسي من مكونات شعبنا ، المسيحيون الفلسطينيون ينتمون لوطنهم ويدافعون عن قضية شعبهم وهم كانوا دوما دعاة خير وعطاء وتفان في الخدمة في سبيل وطنهم وشعبهم