الجيوسي لـ"دنيا الوطن" مشروع طاقة شمسية لتوفيرها في غزة

الجيوسي لـ"دنيا الوطن" مشروع طاقة شمسية لتوفيرها في غزة
انور الجيوسي مدير عام مؤسسة فاتن والإقراض
خاص دنيا الوطن- بهاء بركات
قال أنور الجيوسي مدير عام مؤسسة (فاتن) والإقراض لـ "دنيا الوطن": إن المؤسسة هي عبارة عن رؤية وجدت لتلبية احتياجات الناس من منطلق نساعد الناس لمساعدة أنفسهم، حيث إنه هناك فجوة تمويلية للفئات أصحاب الدخل المحدود، ومن المعروف  بالشمول المالي أنه قرابة 30% من المواطنين الفلسطينيين مشمولين بالنظام المالي المحلي و70% خارج النظام المالي، بالتالي هناك فئات من الشعب الفلسطيني والمتركزة بالريف، والقرى، والمخيمات هي محرومة من حرية الوصول لتمويل، ومن هنا أتت فكرة المؤسسة، حيث كانت بالبداية كبرنامج نسوي وذلك على اعتبار النساء هم أكثر الفئات بعداً عن الحصول على تمويل، والمشروع يهدف لتعزيز الاقتصاد المنزلي والمشاريع النسوية لتعزيز وتمكين المرأة.

وأضاف الجيوسي: أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تعد ركيزة الاقتصاد الفلسطيني أو بنيته، حيث إن الاقتصاد الفلسطيني هو اقتصاد صغير ومفكك، ويعود ذلك لظرف فلسطين تاريخياً (الاحتلال)، لكن وبأغلب دول العالم وبالأخص الدول النامية ونحن من ضمنهم، أن أغلب المشاريع والمؤسسات هي مشاريع صغيرة ومتوسطة، ففي فلسطين قرابة 95% من الشركات أو المؤسسات هي تقبع تحت هذا التصنيف، حيث تساهم هذه المشاريع بحوالي 56% من الناتج المحلي الفلسطيني وتساهم أكثر من 70% إلى 75% من حجم التوظيف في السوق الفلسطيني، لذلك يجب إعطاء هذا القطاع الأهمية المطلوبة.

وذكر الجيوسي، أن الريادية في المجتمع الفلسطيني لا تتعدى 15% حسب المرصد الريادي، للظروف التربية والبيئة الخارجية، فالريادية تتواجد غالباً في مجتمعات فيها نظام تعليمي قائم على المعرفة الاقتصادية، معرفة قائمة التكنولوجيا، كما أنه يوجد مجال وحريات أكثر وابتكار أكبر يساعد على التفكير خارج الصندوق، ولكن بنفس الوقت من المؤكد أن أي شخص يحمل مبادرة ويرغب في عمل مشروع جديد ويملك فكرة خلاقة والقدرة فإن المؤسسة تعطيه الفرصة وتحفزه، فهناك الكثير من بدأ بأفكار ريادية صغيرة تحولت إلى شركات عملاقة، فالريادية مهمة رغم الظروف ورغم صعوبات الواقع الفلسطيني، الذي يقبع تحت الاحتلال والمشاكل التي يعانيها الاقتصاد الفلسطيني كونه اقتصاداً متعباً وتابعاً للاحتلال، فالاقتصاد الفلسطيني مكبل بمشكلة الحركة والمعابر والحدود وغيرها من سياسات الاحتلال.

كما تحدت الجيوسي عن كيفية الحصول على قرض من مؤسسة (فاتن) أنه يتم التركيز بشكل رئيسي على مجموعة من المتطلبات في المقترض نفسه، كسمعة المقترض وإذا ما كان يتمتع بحسن السيرة والسلوك، وهل سبق أن تعثر قبل ذلك أو لا، ثانيا القدرة المقترض على السداد وقدرته ورغبته وإمكانيته المقترض ومعرفة بالسوق التجاري وطبيعة المنتج الذي ينتجه المقترض، حيث يتم إقراض بمبالغ من 1000- 5000 دولار وبأقل سعر فائدة بين مؤسسات الإقراض محلياً وعالمياً، حتى إنه تم تصنف المؤسسة من أفضل 5 مؤسسات عالمياً، كما هناك للمؤسسة 38 فرعاً وقرابة 300 موظف ومحفظة فيها ما يقارب 120 مليون دولار بالوقت الحالي، كما أقرضت المؤسسة  450 مليون منذ تأسيسها، فبهذا يمكن القول إن مؤسسة (فاتن) أخذت 50% من سوق الإقراض، وذلك يعود إلى التسهيلات التي تقدمها المؤسسة للناس حتى يتمكنوا من الخروج بمشاريعهم. 

وأشار الجيوسي إلى أن المؤسسة تعمل على توفير طاقة شمسية لمجموعة تقارب 50 بيتاً من أفقر فقراء غزة في ظل الحصار الذي يعيشه القطاع، وضمن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة، حيث إن مشكلة الكهرباء مشكلة كبيرة في القطاع، وقد يترتب عليها كوارث من حرائق لمنازل وعائلات بالشمع، فالمؤسسة تعمل جهدها المشركة في حل حتى وإن كان جزءاً من حل بسيط، حيث إن المؤسسة هي مؤسسة تمويلية وتعتمد في استمرارها على الأخذ والعطاء، فإن لم يكن هناك أخد لم يكن هناك عطاء، ولكنها بالوقت ذاته أعطت فرصة لأحد الرياديين ليعمل مشروع طاقة شمسية، فهو يملك الفكرة وبالتمويل أصبح يملك القدرة  فقطاع غزة الذي يعاني بشكل كبير في قطاع الطاقة ومن صعوبة دخول المحروقات لها، وبالتالي يمكن لمشروع الطاقة الشمسية أن يكون جزءاً من حل لمجموعة عائلات غزة، حيث أنه بتكلفة 5000 – 6000 دولار يمكن إضاءة منزل.

وقد عمدت المؤسسة على توفير هذا المنتج في الفترة الأخيرة، جزء من حل لمشكلة الطاقة، على رغم أن المشكلة أكبر من ذلك وليس من السهل أن توفر الطاقة الشمسية، لأنه ليس الكل يملك القدرة على أخذ قرض 5000 – 6000 دولار بقسط شهري 200 دولار، كما عملت المؤسسة على تأمين أجهزة الطاقة الشمسية لعدد من المستشفيات في قطاع غزة وذلك طبعاً من باب المسؤولية الاجتماعية مجاناً.

 


التعليقات