ماذا قالت الفصائل عن التفجير الذي وقع برفح؟

ماذا قالت الفصائل عن التفجير الذي وقع برفح؟
ارشيفية
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور فايز أبو عيطة أن أي استهداف لأي جهة سواء بحق الجهات المصرية او الجهات الداخلية الفلسطينية فهو مرفوض جملة وتفصيلاً، مستنكرا التفجير الذي وقع أمس في محافظة رفح والذي راح ضحيته أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وقال أبو عيطة في لقاء خاص مع "دنيا الوطن": "نرفض بأي حال من الأحوال اللجوء الى العنف او القتل او التفجير او أي عمل من هذا النوع، لعلاج أيا من القضايا الداخلية".

وأضاف: "ما حدث يدعو الى المزيد من المراجعات الداخلية على المستوى الفكري والسلوكي والسياسي والحزبي بحيث تستطيع الفصائل الفلسطينية ان تنهض برؤية جديدة تمكن الشعب تجاوز حالة التطرف والتعصب الفكري الذي من شأنه ان يشعل فتيل الفتنة والحرب الاهلية".

وبين أبو عيطة أنه في ظل وجود الفكر الذي وصفه بـ "التكفيري" فقد لا تكون هذه الحادثة هي الأخيرة، مشددا على ضرورة تكاثف الجميع والوصول الى رؤية مشتركة تساهم في التخفيف من حدة التطرف والتوتر في آن واحد، بحيث تجمع الفصائل تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر ومن خلال رؤية مشتركة تحقق وحدة الشعب الفلسطيني وانهاء الانقسام ليكون الجميع في المعركة التي تستهدف الشعب الفلسطيني.

من جانبه علق النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس الدكتور يحيى موسى على الحادثة بقوله: "هذه الحادثة تتعلق بالفهم، فقد يتحول الانسان الى شخص "عنصري" ومعادٍ لمجتمعه ومفاهيمه، لذلك فان مشكلة الناس ليس في الإخلاص، وانما في فهم الانسان لعقيدته ودينه ومجتمعه ووظيفته في الحياة".

وأضاف: "قد ينحرف الناس دينيا الى درجة تعطينا هذه الصورة البشعة التي يصبح فيها الانسان عدوا لنفسه ومجتمع ومقاومته".

وشدد موسى على ضرورة أن تعاجل هذه الآفة بشكل شامل عن طريق المعالجة التربوية سواء في المدرسة او المسجد او الإباء، أو المعالجة في إطار الثقافة والتربوية والحزبية، معتبرا في الوقت ذاته ان هذه القضايا لا تعالج بالأمن فقط وانما بالمعالجات التربوية والإعلامية.

وفي السياق ذاته، اعتبر موسى أن هذا الحادث هو عبارة عن حالة ظرفية، مشددا على ضرورة عدم تعميمها وتكبيرها أكثر من حجمها.

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة فقد دان التفجير الذي وقع في محافظة رفح والذي أسفر عن استشهاد قيادي ميداني في كتائب القسام، واصفا إياه بأنه لا يمت للدين والاخلاق بصلة، ولا يخدم سوى اعداء الشعب الفلسطيني.

وأوضح أبو ظريفة أن هذه الاعمال لن تزيد الشعب الفلسطيني وقواه سوى العمل من أجل تعزيز وحدة الصف ومعالجة قضايا المجتمع لمجابهة هذه الفئة التي تستغل الدين في تضليل أبناء الشعب وتعكير صفوة العلاقات العربية- الفلسطينية.

ونعى ابو ظريفة حركة حماس وكتائب القسام وأهل الشهيد نضال الجعفري الذي استشهد مدافعا عن أمن الوطن، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

بدوره وصف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل الحادث بـ"الخطير"، وظاهرة يجب الا تنتشر بين أبناء شعبنا، كما لابد من محاربتها بكل قوة وامكانيات.

وقال: "هذه الظاهرة لا تعبر عن ثقافة شعبنا وعقيدته، فهذا فكر منحرف ودخيل عل أبناء الشعب الفلسطيني، ولا يمت لعقيدة الشعب بصلة، لان الاحتلال الإسرائيلي هو العدو الحقيقي، وبالتالي يجب الا تنحرف البوصلة باتجاه القدس فلسطين وتحرير مقدساتنا".

وأضاف :"المسجد الأقصى يتعرض لهجمة من قبل الاحتلال، لذلك يجب ان تتجه الجهود كلها هناك"، مشددا على ضرورة ان يتحمل الجميع مسؤولياته تجاه ما حدث، لافتا الى ان المعاجلة الأمنية ليست وحدها يمكن ان تجتث هذه الأفكار وانما هناك معالجات دينية وتربوية واجتماعية.

وفي السياق قال المدلل: "لا نريد أن يزداد شعبنا انقساما فوق الانقسام الذي يعيشه الان، حيث أن هذه الظاهرة تزيد منه، لذلك مطلوب منا التوحد لمواجهة هذا الفكر".

فيما أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، أن هذا الحادث مؤشر خطير لامكانية ان تتزايد العمليات التفجيرية اذا لم يبدأ الجميع في مواجهة منشأ هذه الجماعات.

وأوضح الغول أن المطلوب هو مواجهة التفكير بسياسة وطنية موحدة وإشاعة ثقافات وطنية ومواجهة من ينتمون اليه بحزم لانهم يشكلون خطرا كبيرا اذا استطاعوا فرض منطقهم، وهنا يجب ان يتكامل الجهد الثقافي مع السياسي والشعبي والأمني في محاصرة هذه المظاهر وإعادة التأكيد بان الشعب الفلسطيني الذي يرفض هذه الأفكار والتجمعات سيستمر في تحديد وجهة نضاله نحو الاحتلال الإسرائيلي.

التعليقات