الشرط للعيش

د. يسر الرئيسي حجازي

هناك صلة بين المجتمع والتضامن، فضلا عن المصلحة العامة في جميع أشكالها. ان القضية الأساسية تكمن في  تحقيق الأهداف المشتركة، والنظر في تأثير الانشاءات السياسية مثل عملية النمو الروحي، وتطوير الوعي،  والابتكار الاجتماعي. وكذلك التحقيقات في سياق القيادة، وعلم النفس الإنساني، التي  توضح أن أمر حيوي لتطوير مستوى الادراك، و نشر التبادلات البشرية مع جميع دول العالم.

حسب العالم نيوتن، ان قانون الجاذبية قوة مسؤولة عن جميع الأجسام السماوية المتساقطة، ومعها جذب مثل الكواكب التي تمارس قوة الجاذبية الموجهة نحو المركز، حيث أنها تحتفظ بالاجزاء الخاصة بها وتمنعهم من الهرب، كما نرى حقيقة أن الأرض، تجذب كل الاجسام  السماوية التي هي في مجال نشاطها. وذلك 

القانون ينطبق علي الانسان الذي واجب عليه التصرف بمسؤولية ورشد، لجلب  السعادة له و للجميع.    

ان سعادة الانسان مربوطة بالإنسان نفسه، وقوة العقل تزداد على مقربة من 

القوانين الإيجابية، و سعادة الشعوب مرهونة بحكوماتها. 

يتعلم الإنسان التفكير الايجابى من خلال كيفية استخدام الاحكام الاقتصادية، و الاجتماعية، و السياسية، و الدينية، لإرساء ثقافة اجتهادية تمنح الاستقرار و والهدوء للجميع.

يبدأ الاهتمام بتحول صورة نموذجية نحو اتخاذ مبادرات جديدة في مجال الأنشطة المدنية، من حيث فوائدها الاجتماعية، والاقتصادية للجميع، يليها خلق فرص عمل تنفع الشباب، وتحمي البيئة والمساكن، ربما عن طريق الدعم والحوافز المالية. مما يدفع الشباب الي روح  اجتماعية مرحة، و تضامنية تمنحهم  دورا رياديا في تمكين الفئة الشبابية، وتعلمهم كيفية خدمة اهاليهم، ومجتمعاتهم، واوطانهم. وهذا ما يسمي ممارسة المواطنة بكل حرية و ديمقراطية. لا يمكن ان يتقدم المجتمع بدون ان يأخذ نصيبه من تحقيق ذاته، وفهم تدابيرالحياة، وأخلاقها، و قيمها. وتوجد حاليا آلاف من المراكز في العالم تقود شبكات من الفكر، والتجارب، والإبداع. كما ان التبادل الفكري  يتعدى  التخصصات والحدود السياسية، والتنظيمية. فيعيد تنظيم، وإدماج أنماط جديدة لرسم المنافع الاجتماعية.

من الضروري ان يكون لدي المجتمعات وسائل للتكيف مع كل الاشكال الثقافية الجديدة، والاستعداد لتغيير السياسات التي توفر الخدمات الاساسية العامة، وفرص التعليم والعمل للجميع. ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن الاكتظاظ السكاني والفقر لا يزالان التحدي الكبير في العالم. انه من السهل توقع ظهور ثورات اخرى، خصوصا في البلدان التي تتميز بانتهاكات لحقوق الإنسان وذوي الدخل المحدود.

 ان التغيير الاجتماعي يعتمد علي سياسة الحرية الفردية، والمصدقية، والقيم الأخلاقية التي تفصل بين الاستفادة الفئوية، والمصلحة العامة. 

 كما أثبتت الدراسات والبحوث العالمية ان الركود الاجتماعي يتبعه سياسة القمع،و الظلم ,وعدم المساواة. وان الانهيارات الاقتصادية في الدول الديكتاتورية هزمت كل سبل التقدم الفكري، و الاجتماعي، والسياسي، وحولت شعوبها الي دمى رثة، بين أيادي مهرجين ساديين وبلا رحمة.  

ان حالة الدمار الاجتماعي  حقيقية، ترتبت علىها سياسية خلقت فوارق وقيود سياسية بين سكان المدن والقري. وكذلك حالة تخبط عام تساهم في زيادة الامراض النفسية، والعنف، والانتحار، والجرائم المتنوعة. 

نحن نعرف جيدا اننا في حاجة إلى إعادة تشكيل ثقافتنا، وتحريك مستويات  الادراك نحو بوصلة التسامح والمحبة بين السكان. وفي نفس الوقت، يجب علينا قبول واقع تدارك سكان العالم الثالث حول تخاذل حكوماتهم، واستمرارهم في سياسة احادية لا تزال جزءا لا يتجزأ من المنطقة العربية، وهي قائمة على أساس احتكار موارد الدولة، والاشخاص. وعلاوة على ذلك، ان هذا الامر ليس له علاقة بالانتماء السياسي او اي أيديولوجية.

  إنما هو مجرد قيود علي حياة المواطنين لهزمهم، واجبارهم على الالتحاق بالفؤوية السياسية والتكتلية، للحصول على وظيفة امنة، وامتيازات اخري. وذلك ما يجبر الناس على المشاركة في الظلم السياسي . 

 لا مكان للمفكرين وللافكار الجديدة، ولا حتي لمنح الناس الادراك حول ضرورة الوحدة المجتمعية، والتي تعكس مدي مصداقية الحكومة في خدمة مواطنيها.

 يستخدم مفهوم الوئام المجتعي على نطاق واسع دون دلالات على أنه يعني كثافة الروابط الاجتماعية، والتفاعلات بين الأفراد. ويمكن تقييم طبيعة التماسك الاجتماعي من خلال مسوحات رضا. 

لا بد من التفكير في  مستوى التماسك الاجتماعي، بسبب أنه يعزز التآزر بين الفراد المجتمع، و العلاقات الاجتماعية الطيبة، ومن ثم تطبيقه كتنظيم اجتماعي.

و هذا يساعد البشرعلى البقاء و الاستمتاع بحياتهم. هذه التجارب الإيجابية تعلمنا استخدام قانون الجاذبية، الذي  يساهم فى التغلب على الأفكار السلبية و المشاكل الأسرية، والاجتماعية، والسياسية، ومنع  الانجرارالي حب المال المفرط، وايذاء الاخرين. كلما زاد الادراك عند البشر، كلما حبوا حكوماته او كرهوها. وكلما زرعنا في الحقول الخصبة، حصدنا محاصيل مثمرة تجلب لنا السعادة. واذا اصطدنا في المياه العكرة، فتنقلب علينا الامور ثم علي الجميع. تلك هي المعادلة الإلهية التي ممكن ان تدمر الانسان، اذا لم يتحمل عواقب مسؤولياته.و يقولوا بعض الناس الذين طبقوا قانون الجاذبية فى حياتهم، أن بالفعل نتج تغيير كبير من حولهم لما حققوا أحلامهم التي تبدأ من التخرج من الجامعة، للحصول علي فرصة عمل ، و بناء بيت، وتكوين أسرة، والشعور بهويته البيئية، لا غير. كما ان البحث عن التغيير فى حياة الإنسان، يساهم فى تطوير أفكاره، و جذب رغباته. والحكمة هنا تكمن فى تبادل المساعدة و كل ما يتعلمه الانسان مع الآخرين. و بمجرد الحصول على هذا التبادل، يشعر الإنسان بقدر من الروعة. لان سر قانون الجاذبية مرتبط بحياة الإنسان وتوازنه، وذلك ينطبق علي  الحكومات التي .اذا لم  تتمكن  من قيادة شعوبها، سرع إليها الخراب ، وسخط شعوبها بسبب سياساتها الهزيلة. ذلك ما يثبت معادلة نيوتن في قانون الجاذبية والتجاذب . 

ان التمييز بين الحاكم والمحكوم وبين الدولة والمجتمع المدني، هو نظام من شعبية الحكم الذاتي في المظهر الأكثر شيوعا في العصر الحديث، وهو استخدام الاستفتاءات الديمقراطية المباشرة، أو الديمقراطية النقية. هما نوع من الديمقراطية حيث يحكم الشعب مباشرة، وهي ظهرت في العصور القديمة في المدينة اليونانية أثينا. اما الديمقراطية الشعبية هي نوع من الديمقراطية المباشرة القائمة على الاستفتاءات لتمكين وتجسيد الإرادة الشعبية.

اما الديمقراطية الصناعية فهى الترتيب الذي ينطوي على العمال، واتخاذ القرارات فى تقاسم المسؤولية والسلطة في مكان العمل.

تشير الديمقراطية داخل الحزب السياسي حيث كل عضو (الحزب) لديه الحق في اتخاذ جزء من عملية صنع القرار في الحزب، عادة في غضون حكومة دولة الحزب الواحد. 

و يتم تعريف الديمقراطية  بالمساواة القانونية، والحرية، وسيادة القانون التي تم تحديدها على أنها خصائص هامة منذ العصور القديمة. "أرسطو، الدستور (كتاب 6، الجزء الثاني). وتنعكس هذه المبادئ على جميع المواطنين المؤهلين للدخول فى صنع القرار على قدم المساواة أمام القانون، وتكافؤ الفرص للحصول على المعيارية التشريعية.