مقتل إسرائيل في دقيقتين

مقتل إسرائيل في دقيقتين
عبد الله عيسى رئيس التحرير
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير

يقول بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية: إن إسرائيل تواجه خطراً كبيراً، وذلك في عهد صدام حسين إذا أقلعت طائرة عراقية باتجاه إسرائيل من العراق لقصف مواقع إسرائيلية، وتحتاج لثلاث دقائق؛ لكي تصل إلى أهدافها، بينما تحتاج أي طائرة حربية إسرائيلية كي تقلع من مطارها وتعترض طائرة عراقية إلى 5 دقائق، وبالتالي الفارق بين سرعة الطائرتين هو دقيقتان، وهاتان الدقيقتان فيهما مقتل إسرائيل.

هذا الكلام قاله نتنياهو خلال وجود صدام حسين في رئاسة العراق، وتجاهل تماماً الترسانة العسكرية العراقية التي كانت موجودة في عهد صدام من الصواريخ الباليستية، واعتبر نتنياهو أن وصول طائرة عراقية إلى إسرائيل فيها مقتل إسرائيل، وكأن وجود إسرائيل مرتبط بتحليق طائرة عراقية في السماء، وحتى لو وصلت إلى أهدافها، فلن تنتهي إسرائيل بغارة جوية عراقية.

ورغم أن الدول في معظمها الآن تميل إلى استخدام صواريخ باليستية، وليست طائرات، سواء أكانت دولاً عربية أو غيرها حتى أمريكا تفضل استخدام صواريخ (توما هوك) في قصف أهدافها بدلاً من الطائرات الحربية، وبالتالي فإن قصة الدقيقتين التي تحدث عنها نتنياهو هي نموذج للدعاية الخاطئة التي يروج لها عادة في كل شيء، فهو يتجاهل الحقائق، ويحاول فرض حقائق جديدة من خياله.

وبعد كلام نتنياهو حول الطائرة العراقية، لم يستخدم صدام حسين الطائرات، إنما استخدم صواريخ باليستية في قصف أهداف إسرائيلية في تل أبيب، كما لم تستخدم الدول العربية المجاورة طائرات حربية إلا في حربي 1967، 1973 فقط.

واستخدمت كل من مصر وسوريا صواريخ (سام) التي كانت مصيدة للطائرات الإسرائيلية، وألحقت خسائر جسيمة بسلاح الجو الإسرائيلي، بل إن صواريخ (سام)، حيدت سلاح الجو الإسرائيلي وأخرجته من المعركة عملياً في حرب 1973.

حقائق كثيرة يتجاهلها نتنياهو في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي عسكرياً كما يتجاهلها سياسياً، رغم أنه جرب حرب غزة، حيث إن صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة، جعلت إسرائيل بأكملها تنام في الملاجئ لشهرين.

التعليقات