عطا الله يستقبل وفد جمعية السلام والعدالة ومكافحة العنصرية الامريكية

عطا الله يستقبل وفد جمعية السلام والعدالة ومكافحة العنصرية الامريكية
رام الله - دنيا الوطن
 وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفدا من جمعية السلام والعدالة ومكافحة العنصرية الامريكية ومقرها في مدينة لوس انجلوس في ولاية كاليفورنيا وتضم هذه المؤسسة في صفوفها رجال دين وشخصيات حقوقية من كافة الاديان والمذاهب الموجودة في امريكا وتسعى هذه الجمعية لمناهضة كافة مظاهر التمييز العنصري والدفاع عن قضايا العدالة وحقوق الانسان في عالمنا .

وقد وصل الوفد الى مدينة القدس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام ويتوجهوا بعدها الى عدد من الدول العربية في منطقة الشرق الاوسط .

استهل الوفد زيارته للقدس بلقاء المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم كانت هنالك كلمة لسيادته امام اعضاء الوفد المكون من 17 شخصا .

رحب المطران بوصول اعضاء الوفد الى المدينة المقدسة مؤكدا بأن هنالك اهمية كبرى لمثل هذه الزيارات لكي تعاينوا بأم العين ما يحدث في مدينة القدس وفي باقي الاراضي الفلسطينية من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان واستهداف للشعب الفلسطيني في كافة مفاصل حياته .

اتيتم وانتم تحملون معكم رسالة السلام والمحبة والتضامن والاخوة وانتم تنتمون الى ديانات ومذاهب وخلفيات ثقافية متعددة ولكن قد وحدكم انتماءكم الانساني وجمعتكم الكثير من القيم المشتركة وفي مقدمتها الدفاع عن حقوق الانسان والانحياز للمظلومين والمعذبين والمضطهدين في هذا العالم ورفض العنصرية والتمييز العنصري بكافة اشكالها والوانها .

نحن نثمن هذه الرسالة الانسانية التي تحملونها والتي يحتاج اليها عالم اليوم ، فما اكثر اولئك الذين يضطهدون ويظلمون في عالمنا وما اكثر الذين يستهدفون بسبب انتماءاتهم الدينية او خلفياتهم الثقافية او لون بشرتهم ، ما اكثر اولئك الذين يمتهنون الكرامة الانسانية ويتطاولون على حقوق الانسان ولذلك فإن صوتكم الذي هو صوتنا جميعا يجب ان يصل الى كل مكان في هذا العالم وهو اننا نرفض الاضطهاد والتمييز بناء على الانتماء الديني او العرقي او لون البشرة كما اننا نرفض العنصرية بكافة اشكالها ، كما اننا نرفض ايضا التحريض الديني والكراهية والتطرف لاننا نعتقد بأن الديانات الموجودة في عالمنا ليست اسوارا تفصلنا عن بعضنا البعض وانما هي جسور محبة واخوة وتواصل بين الانسان واخيه الانسان .

نرفض ان يُظلم وان يُضطهد اي انسان بسبب انتماءه الديني وهنالك جماعات دينية في عالمنا تُضطهد بسبب انتمائها الديني وتصلنا بشكل يومي مشاهد مروعة لأناس يضطهدون ويستهدفون ويقتلون بسبب انتماءاتهم الدينية .

من واجبنا جميعا ان نعمل معا وسويا من اجل تكريس ثقافة المحبة والاخوة والسلام بدل العنصرية والكراهية والتطرف ، نحن قادرون بعون الله وبتلاحمنا وتعاوننا وتواصلنا على ان نغير وجه هذا العالم وان نجعله اكثر رحمة وانسانية ولكن هذا يحتاج الى خطوات عملية والى مبادرات خلاقة خاصة في الاماكن التي تشهد نزاعات وحروب وعنف .

التفتوا الى فلسطين الارض المقدسة لكي تشاهدوا ما يرتكب بحق شعبنا من مظالم ، الفلسطينيون يظلمون ويستهدفون لانهم يحبون بلدهم ويدافعون عن حريتهم وكرامتهم ، الفلسطينيون يستهدفون ويظلمون لانهم يعشقون الحياة والحرية والكرامة الانسانية ويدافعون عن وطنهم ويناضلون من اجل تحقيق ثوابتهم وتطلعاتهم الوطنية .

من نادى بالعدالة في هذا العالم عليه ان يكون اولا نصيرا للشعب الفلسطيني لان قضية الشعب الفلسطيني الوطنية هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ، والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم هو انحياز للحق والعدالة والقيم الانسانية والروحية النبيلة .

تعرفوا على معاناة شعبنا وشاهدوا ما يحدث في مدينة القدس بشكل خاص من استهداف لمقدساتنا واوقافنا وابناء شعبنا في كافة مفاصل حياتهم ، لا تقبلوا بأولئك الذين يمارسون التضليل الاعلامي ويعملون على تشويه صورة الشعب الفلسطيني ، لا تستسلموا لاولئك الذين يحرضون على شعبنا ويظهروننا وكأننا جماعة من القتلة والارهابيين والمجرمين في حين ان شعبنا ليس كذلك ، شعبنا شعب متحضر ومثقف وراق وواع ، ونسبة الامية في فلسطين 0% هذا يعني انه لا توجد هنالك امية في فلسطين ، ونسبة المثقفين والاكاديميين والجامعيين هي الاعلى في منطقتنا ، فالثقافة والمعرفة بالنسبة الينا هي وسيلة من الوسائل التي يستعملها شعبنا من اجل ثباته وصموده وبقاءه في هذه الارض ، نحن لا نملك ترسانة عسكرية كما يملك غيرنا ، ولا نملك ثروات طبيعية كما يملك غيرنا ولكننا نملك ما هو اهم من هذا وذاك وهو الثقافة والمعرفة والانتماء الاصيل والعريق لهذه البقعة المقدسة من العالم .

لقد تعرض شعبنا لنكبات ونكسات كثيرة ما زالت تداعياتها قائمة حتى اليوم ولقد تعرضت القضية الفلسطينية وما زالت تتعرض لمؤامرات ومحاولات كثيرة تهدف الى تهميشها وتصفيتها ولكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل لان شعبنا يتحلى بقدر كبير من الوعي والحكمة والرصانة ، انه شعب يعشق الحرية والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .