بالفيديو: تجارة الأقمشة في غزة تصارع للبقاء أمام الأزياء المستوردة

بالفيديو: تجارة الأقمشة في غزة تصارع للبقاء أمام الأزياء المستوردة
تجارة الاقمشة بغزة
خاص دنيا الوطن
تعاني تجارة الأقمشة في قطاع غزة من الكساد والركود، بعد أن تحولت أنظار المتسوقين عن شرائها إلى الملبوسات الجاهزة التي باتت تغرق الأسواق بكل المواصفات والموضات والمقاييس، وبأسعار رخيصة في متناول الجميع، دون النظر إلى الجودة والدقة

ويستذكر أصحاب محلات بيع الأقمشة الزمن الجميل قبل سنوات خلت عندما كانت تنشط التجارة وتعمل مصانع الخياطة بشكل كبير، كما يشتكون من ضعف الحركة الشرائية، ويمتعضون من قلة إقبال الناس على الشراء.

يقول التاجر خضر المزيني في حديثه لــ" دنيا الوطن": "في الفترة السابقة شهدت تجارة بيع الأقمشة رواجاً كبيراً بعكس هذه الأيام، وذلك لأن أصحاب مصانع الخياطة كانوا يعملون بشكل مكثف، فضلاً على أن المعابر كانت مفتوحة وكان هناك تسويق للمنتج داخل أسواق الضفة الغربية، وخاصة في مواسم المدارس والأعياد، مشيراً إلى أن غزة فيها أيدٍ عاملة جيدة، ومهرة ولكن بعد الانقسام وفرض الاحتلال للحصار على القطاع توقفت معظم مصانع الخياطة، ولم يبق إلا القليل، وبالتالي ضعفت تجارة الأقمشة، ولم تعد البضائع تخرج إلى الأسواق الخارجية.

وأشار المزيني إلى أنه في هذين الشهرين قد بدأ عمل بعض المصانع التي أصبحت تشتغل للمدارس على بعض الخامات الخاصة بالزي المدرسي.

ضعف الحركة الشرائية

ويشكو التاجر أحمد سليم هو الآخر من ضعف الحركة الشرائية علي شراء الملابس، مترحماً علي أيام زمان، عندما كانت المحلات تعمل ليل نهار، مشيراً إلى أن عائلته تعمل في هذه المهنة منذ زمن بعيد، وأنه ورثها عن أبيه، الذي ورثها بدوره عن جده.

وعبر سليم عن أسفه من قلة إقبال المواطنين على الشراء، عكس ما كان الحال من قبل، وذلك بسبب وفرة الملابس الجاهزة في الأسواق، ورخص سعر بعضها دون النظر إلى الجودة والدقة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية العامة المحيطة بالمواطنين، وضعف القدرة الشرائية، خاصة بعد فرض الخصومات على الموظفين، وإحالة العديد منهم للتقاعد.  

بدوره، أكد الحاج أبو محمد أبو عاصي صاحب محل خياطة شرق مدينة غزة، أن مهنة تفصيل الملابس اقتربت من الانقراض، وذلك لأن الناس بغزة، أصبحوا يفضلون الملابس الجاهزة علي غيرها باعتباره أرخص وأقل تكلفة من الخياطة، لافتاً إلى أن البضاعة الصينية هي الأرخص لأن تكاليفها وجودتها أقل، بعكس تكاليف الإنتاج والمواد الخام بغزة، ولفت إلى أن المستهلك المحلي يفضل شراء المنتج المستورد من الملابس، لافتاً إلى أن المنتج المحلي أجود وأفضل من كثير من المستورد.

واستذكر أبو عاصي في حديثه لــ" دنيا الوطن" فترة ما قبل فرض الاحتلال حصاره علي القطاع، عندما كان العمال يعملون في الداخل المحتل، وكيف كان وضع مصانع الخياطة.

كما استذكر أبو عاصي المرحلة الذهبية لأصحاب مهنة الخياطة وتفصيل الملابس خاصة الملابس النسائية، عندما كان الأهل يأتون بالعروسة لشراء قطع القماش وفساتين الفرح المتعددة (الأبيض، والأحمر، والأزق) وغيرها من الألوان المختلفة بعكس الوقت الراهن، و الناس تقبل علي الفستاتين المستأجرة.

انخفاض تكاليف الملابس المستورد

من جهته، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية د. ماهر الطباع: "إن استيراد الأقمشة لقطاع غزة أصبح في تراجع، نتيجة للتركيز على استيراد الملابس الجاهزة من الخارج، وذلك بسبب انخفاض تكاليف الملابس المستوردة من الخارج  والتي تتلاءم مع الحالة الموجودة في قطاع غزة من ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، بالإضافة إلى أن تكاليف الإنتاج للملابس في غزة أصبحت عالية جداً، في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، فأصبح المنتج المحلي لا يستطع أن ينافس المنتجات المستوردة، لذلك انخفض حجم الواردات من الأقمشة إلى قطاع غزة.

وعن الدور الذي تقوم به كل من وزارة الاقتصاد والغرفة التجارية قال الطباع في حديثه لــ "دنيا الوطن" إن هناك العديد من الإجراءات التي تقوم بها وزارة الاقتصاد الوطني لإعادة إحياء قطاع الملابس مرة أخرى من خلال سياسة إحلال الواردات، وهذه السياسة تستهدف بعض القطاعات المهمة، والخاصة في إنتاج الملابس كالجلباب، حيث يتم إنتاج الجلباب بجودة عالية في  قطاع غزة.

كما ويتم تقنين المستورد إضافة إليى الزي المدرسي، يكون هناك قيود علي استيراده لإعطاء فرصة لإنتاج الزي المدرسي في الأسواق الفلسطينية، وإنتاجه بأيدٍ محلية لمحاوله إعادة تشجيع قطاع الملابس.

 





التعليقات