هل إسرائيل وراء انسحاب التونسية آمال مثلوثي من مهرجان برلين

هل إسرائيل وراء انسحاب التونسية آمال مثلوثي من مهرجان برلين
الفنانة التونسية الشابة آمال مثلوثي
خاص دنيا الوطن
لم تكن تعلم الفنانة التونسية الشابة آمال مثلوثي بأن مهرجان برلين الذي كان من المقرر أن تشارك فيه هو ببساطة برعاية السفارة الإسرائيلية في ألمانيا، فما إن سمع معجبوها ومتابعوها على وسائل التواصل الاجتماعي سواء على (الفيسبوك) أو(توتير) حتى جن جنونهم مطالبينها بالانسحاب من المشاركة في هذا المهرجان.

فما كان من مثلوثي حين علمت بأن ما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي صحيحاً، حتى اعتذرت لمتابعيها عن هذا الخطأ معلنة انسحابها من المشاركة في المهرجان معللة تأخر ردها بأنها كانت خارج البلاد، الأمر الذي لاقى استحسان الكثيرين خاصة حملات المقاطعة الإسرائيلية.

تصريح آمال عبر الفيسبوك حول انسحابها

آمال التي اعتذرت عما حدث علناً على صفحتها الشخصية عبر (الفيسبوك) قالت: "أعزائي جميعاً، كنت متشوقة جداً للغناء في هذا الشهر في مدينة برلين الألمانية، لكنني اكتشفت بأن المهرجان هو برعاية السفارة الإسرائيلية في ألمانيا، وحيث أنني بت أعلم هذا الأمر فإنني أعلن انسحابي من المهرجان وعدم المشاركة".

وتضيف: "لقد كنت خارجاً لعدة أيام بعد عرضي الأخير في قرطاج وللتو علمت بالأمر، لذلك أنا أشكركم على حسن صبركم معي، حين وافقت على المشاركة في مهرجان برلين بعنوان "بوب كولتور" لم يكن لدي أدنى فكرة عن رعاة المهرجان لذلك أشكر المتابعين الذي لفتوا انتباهي إلى هذه الحقيقة وأعتذر للمعجبين بي، فأنا كنت أتمنى لقاءهم في العاصمة برلين، وأتمنى لقاءكم في العاصمة الكبرى في مناسبة أخرى".

"ولأن الأمور أكثر تعقيداً في فلسطين وخارجها فليس بيدنا حيلة سوى أن نتضامن ونتعاطف معهم، وذلك لأن الفنان يجب أن يكون صادقاً ومخلصاً"، على حد قولها.

هذا وقد لاقى هذا الإعلان الكثير الكثير من التفاعل والاستحسان من قبل رواد (الفيبسوك) داعمين لقرار مثلوثي، شاكرين لها هذا الموقف البطولي.

الفنانة ريم البنا تعاتب مثلوثي

في مناشدتها للفنانة آمال للانسحاب من المهرجان، كتبت الفنانة الفلسطينية ريم البنا تقول: "لم أرغب في التدخل، لكن آمال إن مشاركتك في مهرجان تحت رعاية السفارة الإسرائيلية في برلين سيكون عاراً ولن أحدثك عن دولة الإرهاب والجرائم في حق الشعب الفلسطيني لأنك تعرفين وكل العالم يعرف أن كلمتك حرة من حريتك فلا تسكتيها في إعلان موقف حقيقي ومشرف".

وأضافت البنا: "فتعلني انسحابك كما فعل معظم الفنانين العرب المشاركين الذين قد لبوا النداء دون تردد فور علمهم، لكن بصراحة لم أفهم لماذا تماطلين والنداءات كلها وصلتك؟ كان من المفروض أن تكوني أول من قام بذلك لا أن يقف المطالبون على "بابك" ويستجدونك بالانسحاب فالأمر فعلاً لا يحتمل الاستجداء".

"الموسيقى والفن من أهم أسلحة المقاطعة لأنهم من أهم أسلحة المقاومة ولا يمكن أن نفصل بين الفن والموقف لأن الكيان "الصهيوني" لا يفوّت فرصة إلا ويحاول أن يقحم نفسه فينا عبر الفن، إن أهمية المقاطعة في الإبداع هو عزلهم فلا تشاركي في تلميع مشروعهم الاستخباراتي في اختراقنا"، على حد قولها.

وختمت الفنانة الفلسطينية مناشدتها لآمال بالقول: "ننتظر منك الانسحاب، وأتمنى أن يكون بأقرب وقت، تحية فلسطينية خالصة لأصحاب المواقف المشرفة".

فردت عليها آمال بالقول: "أعزائي.. لقد كنت في الخارج وقد عدت لتوي من استراحتي بعد مشاركتي بمهرجان قرطاج، للتو علمت بحقيقة الأمر والتي كانت مفاجأة بالنسبة لي وهنا أعلن انسحابي وشكراً لجميع النشطاء الذي يبقون عيونهم حولي وكالعادة علينا أن نقوم بواجبنا من أجل مساندة ودعم قضيتنا الفلسطينية العزيزة".

حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل تعلق

يقول الدكتور حيدر عيد عضو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل: " انطلقت الحملة عام 2004 وفيها أطلقنا نداء من المؤسسات الأكاديمية والثقافية العربية والفلسطينية  بما يشمل الفنانين العرب والأجانب والفلسطينيين لمقاطعة إسرائيل أكاديمياً وثقافياً بسبب تعديها على القانون الدولي من خلال احتلال قطاع غزة والضفة الغربية ومن خلال التعدي على قرار الأمم المتحدة رقم 149 الذي ينص صراحة على حق العودة للفلسطينيين بما في ذلك التعويض، وبسبب أنها تستخدم قوانين الفصل العنصري ضد 1.4 مليون مواطن من أصل فلسطيني".

ويواصل حديثه لـ "دنيا الوطن" بقوله: "كثير من الفنانين بدؤوا بالاستجابة لنداءات المقاطعة، نحن لا نتوقع من الفنانين العرب أن يتضامنوا معنا بل هم يشاركون في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي لأن ذلك واجب عليهم".

أما فيما يتعلق بآمال فيقول عيد الذي ناشدها عبر صفحته عبر (الفيسبوك) بضرورة الانسحاب من المهرجان: "آمال مثلوثي تمت دعوتها مع بعض الفرق العربية للحضور والمشاركة في مهرجان برلين الموسيقي لنكتشف بعد ذلك أن هذا المهرجان من ضمن الجهات الراعية له هي السفارة الإسرائيلية في ألمانيا".

"ثلاث فرق عربية قامت بالانسحاب فوراً ولكن آمال يبدو أنها كانت مشغولة فلم يتم لفت نظرها بأن أحد الرعاة هو السفارة الإسرائيلية، لذلك كتبنا لها على الصعيد الشخصي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي معها وبمجرد أن قرأت ما كتبنا لبت النداء وانسحبت من المهرجان"، على حد قوله.

هل يؤثر ذلك ويؤتي ثماره؟

يجيب عيد: "نعم عندما نتحدث عن المقاطعة فإننا نقارن ما يحصل معنا بما حصل في جنوب أفريقيا إذ لم يكن أي مواطن في العالم يتصور أن الأبرتهايد (نظام الفصل العنصري) سينتهي عام 1994.

ويؤكد بأن الاحتلال يعتبر أن حملة المقاطعة تشكل خطراً استراتيجياً ووجودياً على دولة الاحتلال أكثر من تهديد المقاومة،
و"نتواصل أيضا مع الفنانين الأجانب الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والقانون الدولي للضغط على إسرائيل أخلاقياً على الأقل كي تستجيب للشرعية الدولية"، وفقاً لحديثه.

ويختم عيد حديثه بالقول: "الفن لا يبتعد عن السياسة بدليل أن إسرائيل مجرد أن أطلقنا نداء المقاطعة، أطلقت حملة برعاية وزارة الخارجية الإسرائيلية لتجنيد فنانيها من أجل تجميل صورة إسرائيل على أنها دولة ديمقراطية من خلال الفن والثقافة والموسيقى".

ناشط لبناني مؤيد للقضية يوضح

أما الدكتور سماح ادريس الناشط اللبناني المؤيد للقضية الفلسطينية وأحد مؤسسي حملة المقاطعة ضد إسرائيل في لبنان، والذي يقوم بمتابعة حملات المقاطعة ضد إسرائيل فيعلق على موقف آمال بقوله: "اتخذت آمال مثلوثي قرارها الشجاع ألا وهو الانسحاب من المهرجان".

ويضيف: "شكرًا آمال لاتخاذك الموقف الطبيعي والمتوقع بالانسحاب من مهرجان برلين، كنا نعرف أنك لم تتنبهي إلى وجود السفارة الإسرائيلية راعيًا، شكرًا لكل ناشطي المقاطعة وناشطاتها الذين بذلوا وقتهم وجهدهم كي لا نعطي العدو فرصة جديدة لتطبيع إجرامه في أذهاننا النصر لفلسطين والهزيمة للصهيونية".

برأيك كم كبير ما قامت به آمال؟

يجيب ادريس لـ "دنيا الوطن": "هو طبيعي ومتوقع وأضعف الإيمان، لكن بسبب تراجع الوعي القومي والوطني يجعل ما فعلته كبيراً جداً وهي في كل الأحوال مشكورة ومقدّرة على عملها".

هذا ومن الجدير ذكره، بأن ثلاث فرق عربية أخرى "إسلام شيبسي" وفرقة "مزاج راب" وفرقة "هالو سايكيليبو" انسحبت من المهرجان بعد علمهم بحقيقة الجهة الراعية للمهرجان والذين برروا انسحابهم بالقول: "المشاركة اعتراف ونحن لن نعترف".

الفنانة آمال مثلوثي مواليد عام 1982 هي مغنية ومؤلفة أغاني تونسية، في 11 ديسمبر 2015، غنت آمال في حفل تقديم جائزة نوبل للسلام 2015 في أوسلو.  

الفيديو المصور لأغنية "كلمتي حرة" للفنانة التونسية آمال مثلوثي"

 



التعليقات