المطالبة بإعادة إنتاج أمصال العقارب والثعابين بمعهد باستو

رام الله - دنيا الوطن
بعد سلسلة من التقارير التي أنجزتها الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة = الحق في الحياة حول موضوع غياب الأمصال الخاصة بلسعات العقارب وما يخلفه عن ذلك من ارتفاع عدد الوفيات في صفوف المصابين ،بسبب  غياب الأمصال ضد  لسعات العقارب خاصة  مع ارتفاع درجات الحرارة في عدد من المناطق . فخلافا لما صرح به وزير الصحة الحسين الوردي في عدة مناسبات وفي بيانات الوزارة بمجرد الإعلان عن وفاة   "أن حذف الأمصال من بروتوكول العلاج  ضد لسعات العقارب نتيجة لعدم فاعليته وفق ما أثبتته معظم الدراسات والأبحاث والعلمية"  فان ما يجري على المستوى الدولي وفي كل بقاع العالم  يفند وبالملموس  بلاغات وزارة الصحة و تفنده شبكة معاهد باستور الدولية و العديد من مؤسسات  التي تقوم بصناعة وإنتاج الأمصال واللقاحات في  العديد من الدول العربية والأوربية والأمريكية ، منها على سبيل الحصر مصر  وتونس والجزائر و السعودية والإمارات العربية  المتحدة والأردن وايران  و المكسيك  والبرازيل وتركيا وفرنسا ... تقوم جميعها بإنتاج كميات كبيرة وكافية من الأمصال ومضادات السمومANTITOXINS  ضد سموم العقارب والثعابين،و تغطي 100% من احتياجاتها  من الأمصال  ذات فعالية وجودة عالية كما تقوم بتصدير منتجاتها إلى بلدان مجاورة .و قد حصلت مصر على الاعتماد من منظمة الصحة العالمية كبلد تصنع اللقاحات والأمصال ضد سموم العقارب والثعابين . كما  يعد معهد باستور تونس من المؤسسات القلائل في  المنطقة المغاربية المنتجة لثلاثة أمصال مضادة لدغات الأفاعي والعقارب الى جانب المصل المضاد لداء الكلب.  و ينتج  معهد باستور – الجزائر كمية  مهمة من الأمصال المضادة للتسممات العقربية والمقدرة بـ 70 ألف جرعة وتعتبر جدّ كافية وتغطي كل مناطق الوطن . و تقوم السعودية والإمارات العربية المتحدة من صناعة أمصال العقارب الأكثر جودة وفعالية  على المستوى الدولي. وتصدر منها كميات كبيرة إلى اروبا.  وفي نفس السياق تمثل  ايران من البلدان ذات الاصابات العالية باللدغات في العالم، و ان الأمصال التي تنتجها المؤسسة المختصة  تنقذ المصابين من الموت  100 في المائة . وتنتج افضل الامصال العلاجية المضادة للدغات الافاعي والعقارب في العالم كما تؤمن حاجة البلاد لهذا النوع من الامصال بصورة كاملة. و يتم إنتاج مختلف مضادات السموم في أنحاء مختلفة من العالم .

وتأسيسا على ما سبق فالحكومة المغربية  مطالبة  اليوم  بإعادة فتح  وحدات التصنيع والإنتاج بمعهد باستور المغرب باعتباره مؤسسة علمية مرجعية مستقلة  ،وتعزيز وتقوية دوره وصلاحياته بمراجعة القوانين المنظمة له والمحددة لصلاحياته وفق مرسوم 67 ،  وتمويله الكافي  وتوفير الموارد البشرية الكافية من  باحثين وخبراء وأطباء وممرضين وتقنيين وتحسين أوضاعهم وظروف عملهم وأبحاثهم العلمية  ، والعمل على تقوية قدراته في البحت والتصنيع والانتاج  وتنويع وتطوير خدماته في الصناعة الحقيقية للأمصال واللقاح لتغطية احتياجات  المغرب منها وتوفير حاجيات عدد من البلدان الافريقية جنوب الصحراء وغيرها . خاصة أن عدد الوفيات في افريقيا الناجمة عن  لدغات  ولسعات العقارب والأفاعي  تقدر ب 13 الف حالة سنويا، بينما يتلقى 25 ألف حالة في ذات المنطقة عضات مميتة وقاتلة،و أن أكثر من 300 ألف حالة يتم عضها وتعالج بالأمصال المضادة للسموم الطبيعية للعقارب والأفاعي.

لذلك على الحكومة المغربية بعد ان تخلفت وزارة الصحة ان تتحمل مسؤوليتها كاملة في انتاج  أمصال  العقارب من اجل إنقاذ حياة مواطنين وأطفال صغار  يقضون هدرا  بسبب اللدغات السامة لهذه الزواحف القاتلة.. وكان من  الممكن انقادهم لو توفرت الأمصال  والبرتوكولات العلاجية السريعة والقريب من المصابين .

كما تدعو الشبكة الحكومة  المغربية  من خلال  وزارت التجارة والصناعة والصحة والفلاحة والداخلية والجماعات المحلية  إلى  التصدي الحازم   ومنع  الإعلانات  الخاطئة والمزيفة التي تروجها بعض شركات مبيدات الحشرات والتي تدعي فيها  ان مبيداتها قادرة على  قتل الثعابين والعقارب ،وهي ممارسات خطيرة  هدفها التدليس و استغلال حاجيات الناس بسبب غياب وزارة الصحة . فالثعابين والعقارب لا تؤثر فيها المبيدات الحشرية ولا السموم التي توضع كطعم، لأن لثعابين من ذوات الدم البارد التي حتى لو ابتلعت حيوانا مسموما بأي أنواع السموم الكيميائية المعروفة فإنها لا تتأثر، كما أن العقارب لديها مناعة قوية ضد المبيدات مهما بلغ تركيزها.والعودة الى صناعة الأمصال ضد لسعات العقارب  بمعهد باستور المغرب كما كان عليه الحال في السابق لانقاد الموطنين من الموت .

 وتدعو الشبكة عائلات الضحايا إلى المتابعة القضائية لوزارة الصحة بسبب رفضها إنتاج الأمصال ضد سموم العقارب كحق من حقوق المواطن في ولوج العلاج والحق في الحياة التي يكفلهما دستور المملكة .