الفلسطيني عجرة.. الوحيد عربياً في بحوث الجيل الرابع من الصناعة

الفلسطيني عجرة.. الوحيد عربياً في بحوث الجيل الرابع من الصناعة
الفلسطيني أحمد عجرة (27 عاماً)
خاص دنيا الوطن
يستعد العالم مؤخراً لثورة صناعية رابعة هي الأحدث والأمتع والأقوى على الإطلاق، إذ تسعى التكنولوجيا الحديثة نحو تطبيق نظريات جديدة في الجيل الرابع من الصناعة يقصد بها ربط الآلات الصناعية ببعضها البعض والتحكم بها دماغياً أي بشرياً.

وهنا كان لفلسطين الشرف الأكبر أن يكون أحد أبنائها هو العربي الوحيد الذي يبحث في نظريات الجيل الرابع من الصناعة سعياً نحو نظرية جديدة تفيد العالم بأسره وصولاً إلى تطور مصيري قد يغير الكثير من معادلات الحياة اليومية.

"تخيل أن تستيقظ صباحاً وإذ بضوء غرفتك يضيء نفسه بنفسه والحمام يستعد لمجيئك وتستخدم الشامبو الذي صنع لشعرك أنت فقط وبتعليماتك أنت ومن ثم محرك سيارتك يستعد عند رؤيتك للذهاب إلى العمل والذي يعمل بدوره تلقائياً وبدون أخطاء"، هكذا بدأ الدكتور أحمد عجرة مقاله الأخير حول نظريته البحثية الجديدة.

الفلسطيني أحمد عجرة (27 عاماً) من مدينة بيت لحم يتواجد حالياً في بريطانيا، حيث يعمل على تطوير نظرية خاصة به عن الجيل الرابع من الصناعة لتستفيد منها الشركات والباحثون وهذا ما يميزه لأن ما يقوم به سيشكره عليه العالم بعد خمس سنوات.

بطاقة تعريف

وفي بطاقة تعريفه عن نفسه لـ "دنيا الوطن" رافضاً أن يطلق على نفسه لقب دكتور، يقول: "أنا أحمد ياسر عجرة فلسطيني عربي طموح، كانت أمنيّة حياتي منذ صغري هي أن أساعد في نهضة أهلي وبلادي الفكرية، ولأحقق هذه الأمنية كان يجب أن أبدأ بنفسي أولاً لذلك قرأت كثيراً وغيّرت من نفسي كثيراً ودرست وتعلمت والآن أنا في مرحلة الدكتوراه لتحقيق هذه الغاية".

ويضيف: "درست البكالوريوس في هندسة الكهرباء والإلكترونيات والماجستير في إدارة المشاريع الهندسية وأعمل حالياً على رسالة الدكتوراه في الصناعة المتقدمة (الجيل الرابع من الصناعة) في بريطانيا والتي تدور حول تطوير نظرية خاصة بي من خلال بحثي في الجيل الرابع من الصناعة"، مؤكداً أنه العربي الوحيد المتخصص في هذا المجال.

ما المقصود بالجيل الرابع من الصناعة؟

يجيب عجرة: "هو عبارة عن نظام ذكي يستخدم التكنولوجيا "إنترنت الأشياء" وتكنولوجيات حديثة أخرى ليربط الأجهزة الآلية في المصنع ببعضها البعض ومع العقل البشري للتحكم بها ومراقبتها عن بعد بحيث تقوم الآلات لوحدها بتصنيع المنتج آلياً بذكاء وبلا أخطاء تذكر".

حول مشروعه الحالي، يسترسل عجرة بالقول: "بحث الدكتوراه الخاص بي ممول ضمن مشروع تقدر ميزانيته بأكثر من 1.2 بليون جنيه إسترليني لتطوير البنيّة التحتية لولاية ويلز في المملكة المتحدّة وقد أسست مؤخرًا شبكة "Green Engineers" وهي عبارة عن مجموعة من المهندسين حول العالم يتشاركون الأبحاث والاستشارات العلمية والهندسية فيما بينهم بشرط أن يكون كل شيء صديق للبيئة بمعنى ألا يكون مؤذياً للناس أو البيئة".

"هذا البحث في الجيل الرابع من الصناعة سيكون له مستقبل كبير لأنه سيغير العالم نحو ثورة صناعية ضخمة، وأتمنى بشكل خاص أن يساعد هذا البحث في نهضة فلسطين صناعياً والدول العربية كافة"، على حد قوله، متسائلاً: "ما فائدتنا نحن البشر إن لم نساعد أوطاننا في التطور؟ هذا شرف لي ودائماً أريد أن أكون حافزاً لشباب بلدي".

عالمياً.. السعي الحثيث نحو تطبيق "إنترنت الأشياء"

أما فيما يتعلق بتاريخ هذا الجيل يوضح عجرة الحقائق التالية بقوله: "بدأت هذا الثورة بشكل رئيسي في ألمانيا ثم تطورت لتشمل حول العالم، حتى الآن-حسب علمي-لا نستطيع القول بأن هناك شركة معينة قد طبقت الجيل الرابع من الصناعة بشكل كامل ولكن هناك شركتان في ألمانيا (بوش وسيمنز) طبقوا أجزاء كبيرة من النظام بالإضافة إلى شركة "ألفا روميو" الإيطالية للسيارات التي طبقت جزء من النظام".

"دول العالم الكبيرة في العالم المتطور وضعت خطط صناعية لبلادهم لتطبيق الجيل الرابع من الصناعة مثلاُ ألمانيا 2020 ستطبق نظام الجيل الرابع من الصناعة في معظم شركاتها ولهذا الدعم تدفع الحكومة ما يقارب 90 مليار يورو سنوياً"، على حد قوله.  

ويضيف: "كما أن الصين الصناعية تسعى في عام 2025 لتطبيق الجيل الرابع من الصناعة في أنظمتها الحكومية والشركات وهناك دول أخرى الأمر لديها قيد الدراسة".

هذا ويؤكد عجرة بأن الأبحاث محدودة جداً في هذا المجال وكل عالم أو باحث يعرض نظريته وأبحاثه بطريقة مختلفة عن الآخر، لكن مجرد أن تعمل في هذا المجال فهو شيء مميز جداً.

ويسترسل حديثه عن مجال تخصصه بالقول: "باختصار بحثي هو عبارة عن تطوير لنظرية عامة تتبناها الشركات العالمية أو الحكومات لترى ما مدى إمكانية تطبيق النظرية من عدمها في ظل شروط معينة وبالتالي فأنا أبحث في الأسباب التي تجعل الجيل الرابع من الصناعة يناسب الشركات وما هي المؤهلات التي تساعد في تطبيق النظرية وذلك بعد تحديد المعيقات التي تحول دون هذا التطبيق".

فلسطين هي الأم والقلب

فيما يتعلق بدفء القلب نحو الوطن فلسطين يؤكد عجرة: " عندما أكتسب الخبرة اللازمة والكافية التي أحتاجها، سأعود إلى فلسطين فهي الأم والقلب وكل شيء جميل كما أنني أعتبر نفسي سفيراً للعرب كلهم".

"لقد تم تكريمي مرتين متتاليتين على نشاطاتي وأعمالي التطوعية والتي كانت بعضاً منها عن فلسطين"، على حد قوله.

أين العالم العربي من الثورة الصناعية الرابعة؟

يجيب عجرة: "تتنافس الدول المتقدمة الآن فيما بينها على الأبحاث والاستثمار الأكثر في الثورة الصناعية الرابعة، للأسف الدول العربية بعيدة تماماً عن أية أبحاث في هذا المجال".

ويختم عجرة حديثه لـ "دنيا الوطن" بالقول: "أحيانًا ظروف الوطن العربي تكون قاسية وتجبرك على الرحيل، لأن في وطنك لم يقدرّونك أنت كشخصك وروحك وإنما دائمًا يُحكَم عليك بناءً على أشياء وُلِدتَ أنت فيها بغير إرادتك كديانتك مثلاً أو جنسيتك وعشيرتك وحتى لونك وأشياء أخرى حاربتها الحضارة والتطوّر، كلي شفقة على العرب الذين كانوا يوماً مركز الحضارات".

"مبدئي في الحياة هو ألا تهرب ولا تتحجج بالظروف مهما كانت صعبة، فأنت عندما ترى أو تسمع قصة نجاح فتكون المحصلّة فقط بعد رحلة طويلة من المعاناة والإصرار من أجل تحقيق الهدف، كافح وقاتل من أجل حلمك إلى أن تصل وستصل"، على حد تعبيره.

يذكر، أن هذا الكم الهائل من الثورة الصناعية ولا زلنا في الجيل الثالث من الصناعة، وبالتالي كيف سيبدو العالم في الجيل الرابع من الصناعة، والذي بناءً عليه ستتغير الكثير الكثير من الأشياء والتعاملات؟ فقد تندثر مهن بأكملها وتولد مهن أخرى أكثر سرعة وأقل جهداً وتكلفة.





التعليقات