"مسرح الحرية يختتم فعاليات المعسكر الصيفي "مخيم الحرية الثالث

"مسرح الحرية يختتم فعاليات المعسكر الصيفي "مخيم الحرية الثالث
رام الله - دنيا الوطن
على أصوات ترانيم طفولية تعبث بالأمل، تحت ضوء أبيض يضيء عتمة جدران سوداء، وعلى بقعة ضيقة تتسع بوسع أحلامهم، كانت هناك عيون تبتسم لتجرح الألم لينزف أملا بصوت أحلام تقرع الضمائر، لعلها تنقذ طفولة كان لها نصيب في اكتمال الغياب، على خشبة المسرح كانت خطواتهم تدق باب أحلام رسمت ولونت بضحكاتهم، وتارة كانت تدق الأرض بحثا عن أحلام رسمت ولم تلون بعد. 

كانت هذه هي صورة المشهد على خشبة مسرح الحرية في مخيم جنين في العاشر من آب، في حفل فني متنوع في المسرح والتمثيل والرقص والدبكة الشعبية وتعلم اللغة الإنجليزية من خلال اللعب والدراما، في ختام فعاليات المعسكر الصيفي “مخيم الحرية الثالث”، والذي استهدف الأطفال من سن 8 سنوات وحتى 12 سنة، متضمنا أنشطة اللعب والتعليم اللامنهجي فاتحا بذلك مسرح الحرية مساحات واسعة وآمنة للأطفال في العطلة الشتوية من خلال شباب وشابات متطوعين من داخل المسرح والمجتمع المحلي في مجالات متنوعة، بحضور اعضاء مجلس إدارة مسرح الحرية ممثلين برئيس المجلس بلال السعدي ونائبه عماد ابو هنطش ومنسق اللجنة الفنية إبراهيم رمضان، الى جانب مشاركة وتفاعل كبير من أهالي الطلبة المشاركين في المعسكر الصيفي "مخيم الحرية الثالث". 

كان لدينا في المسرح أربعة مجموعات من الأطفال، توزعت هذه المجموعات على عدة دورات كانت على النحو التالي: دورة رسم قدمها المدربون رقية ذياب ومنى الحاج أحمد وأحمد مطاحن، ودورة تصوير فوتوغرافي قدمتها متطوعات قسم الوسائط المتعددة آية وعلاونة وإسلام علاونة، ودورة الدبكة الشعبية مع المدربان سامي السعدي وأمير أبو الرب، ودورة الدراما والتمثيل مع رنين عودة، وإيهاب تلاحمة، وحنا كالين، ونيكي لابورتي، وفي ورشة اللغة الإنجليزية أندريا ميدفيكي، ولينا جرار.

 الحفل الختامي تتضمن العديد من الأنشطة والفقرات، فقدمت فرقة الدبكة الشعبية عرضا للدبكة الفلسطينية وفقرة موسيقية بصوت الأطفال، ومن ورشة اللغة الإنجليزية قدم عرض تمثيلي باللغة الإنجليزية يتحدث عن حقوق الأطفال وأحلامهم، ومن ورشات الدراما والتمثيل قدمت مسرحية سندريلا ومقاطع مسرحية متنوعة ومقاطع من موسيقى الراب. وبأجواء من المرح والفرح واللعب أمضى الأطفال أوقاتهم في المخيم الصيفي فكان البرنامج هادف وممتع ومفيد لجميع الأطفال، ويساعد كثيرا في تفريغ الطاقات المكبوتة، وتنمية المواهب والقدرات التي قد تقتلها أساليب الدراسة التقليدية التي عادة ما تعتمد على الحفظ والتلقين لما هو موجود دون البحث والتجريب الذي يخلق كل ما هو جديد في عالم الأطفال.

 السكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا يعبر عن سعادته بنجاح المعسكر الصيفي لهذا العام والذي وصفه بأنه المخيم الأقوى وان العروض التي قدمت في الختام كانت عروض مميزة ومتنوعة استمتع بها الأهالي، ويضيف ان التأثيرات والتغيرات في سلوكيات وقدرات الأطفال كانت هائلة برغم الفترة الزمنية القصيرة. 

وفي السياق ذاته يرى شتا ان هذا النشاط هو فرصة ثمينة لمسرح الحرية ليتعامل مع أطفال مخيم ومدينة جنين، الذي أعطى الأطفال فرحة وسعادة بعيدة عن ضغوطات الحياة اليومية والتي غالبا ما تؤثر عليهم، وأشار شتا إلى القيمة المضافة التي حققها المخيم الصيفي على مستوى العمل التطوعي الذي ينمي روح العطاء والانتماء للإنسان، وهذا ما قدمه المتطوعون كافة، وكما أكد على استمرارية مسرح الحرية بتقديم برامج خاصة بالأطفال على مدار السنة على يد متخصصين في مجالات متنوعة تفيد وتنمي تفكير وقدرات ومواهب الأطفال، كون مسرح الحرية مركز ثقافي ومدرسة تعليم وتدريب ومنظمة إنتاج فني محترف. 

منسقة المخيم الصيفي سوزان وصفي عبرت عن سعادتها بهذا النجاح لمسرح الحرية، الذي استطاع أن يدمج بين التعليم واللعب من خلال الدراما والتمثيل والرقص والدبكة وتعليم اللغة الإنجليزية، وكلها مجالات تفتح آفاق واسعة للأطفال وذكريات جميلة لهم، وبدورها شكرت جميع المتطوعين وموظفي المسرح الذين كانوا يدا واحدة في فهذا العمل الذي خلق نجاحا يفتخر به مسرح الحرية المركز الثقافي الحاضن للأطفال والشباب.

 لينا جرار كانت متطوعة في مخيم الحرية الثالث وهي طالبة في الصف الحادي عشر، تطوعت في المخيم الصيفي في مسرح الحرية تشكر مسرح الحرية بفتحه فرصة لها للتطوع، وهذا ما يساعدها في تطوير واكتشاف مهاراتها وقدراتها وهي فرصة ستعود عليها بالخير، وتضيف أن المسرح فيها مكان حر للعب والتعليم في مجالات متنوعة بعيد عن التلقين والتقيد بالأهل والمدرسة وستستذكر طفولتها أنها كانت تعاني كثيرا من الملل وكبت المواهب من قبل المجتمع أما اليوم فمسرح الحرية كمركز ثقافي في جنين يقدم فرصة مهمة وثمينة للأطفال للتعلم واللعب معا لاستغلال أوقات فراغهم بما هو مفيد.