عمليات زراعة الكلى بمجمع فلسطين "قصة نجاح بإصرار شعبي ورسمي"

افاد المدير التنفيذي لمجمع فلسطين الطبي الدكتور احمد البيتاوي انه واستكمالا لتوجيهات وزير الصحة الدكتور جواد عواد بتوطين الخدمات الصحية قام فريق طبي متخصص من مجمع فلسطين الطبي بإجراءخمس عمليات تخصصية لزراعة الكلى لمواطنين فلسطينيين من محافظات رام الله وبيت لحم والخليلقام ذويهم بالتبرع لهم حيث تراوحت اعمار المرضى بين8 -50 عاماً وأن العمليات الخمس تمت بنجاح تام وتم تسريح المرضى والمتبرعين بعد ظهور كافة النتائج المخبرية التي تشير لنجاح عمليات الزرع الخمس.

واضاف الدكتور البيتاوي انه تم توطين هذه الخدمة في فلسطين حيث تم اجراء 330 حالة حتى الان وان هذا النوع من العمليات أصبح يجري بشكل دوري بالمجمع وبكوادر وطنية فلسطينية بحته منذ عدة سنوات حيث تم رفع مستوى الكفاءة لطواقمنا المحلية من اجل التخفيف عن الدولة والمواطن تكاليف العلاج بالخارج ومعاناة السفر للخارج.

من جانبه أشار رئيس طاقم زراعة الكلى ومدير المركز الوطني لزراعة الكلى الاستشاري الدكتور عبد الله الخطيب وهو الطبيب المشرف على علاج ومتابعة الحالات قبل وبعد العملية بأن جميع المرضى الذين تمت الزراعة لهم وجميع أقاربهم المتبرعين يتمتعون بصحة جيدة.

وشجًع الدكتور الخطيب المواطنين الفلسطينيين على التعامل بإيجابية مع ثقافة التبرع بالأعضاء لما فيها الأثر الايجابي على صحة المرضى وعائلاتهم والمجتمع الفلسطيني ككل مشددا على قيام ذوي مرضى الموت الدماغي بالمبادرة والتبرع بأعضائهم الداخلية للمرضى الذين يعانون من امراض مزمنة واعطاءهم فرصه جديدة بالحياة واعتبار التبرع صدقة جارية شرعية وقانونية عن روح موتاهم مما يساهم بصقل النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني وتعافيه.

وقف المعاناة وإدخال الفرحة والسرور للعائلة:

شابة بعمر 24 تعاني الفشل الكلوي منذ 14 عاما:

احدى المرضى وهي شابة عانت من مرض الفشل الكلوي منذ 14 عشر عاما ولم تجد متبرع لها منذ ذلك الوقت بسبب الثقافة السابقة التي كانت سائدة والتي كانت تعيق عمليات التبرع بالأعضاء بالذات من مرضى الموت الدماغي واضطرت للانتظار مدة 14 عاما حتى بلغ اخاها السن القانوني المسموح به بالتبرع وقام بالترتيب مع طاقم المجمع باجراء فحوصات والموعد لعملية التبرع والزرع التي تمت بنجاح تام, ولولا المعيق الثقافي بعدم التبرع من مرضى الموت السريري والدماغي لما اضطرت هذه الفتاة للانتظار والمعاناة 14 عاما ليقوم اخاها بالتبرع لها بكليته.

الاخ اعرب عن سعادته بالتبرع لاخته ووقف معاناة اخته وتمنى لو ان اخته تمكنت من الحصول على تبرع بكلية احدى حالات الموت الدماغي لما اضطرت للانتظار والمعاناة كل هذه السنوات.

طفل عمره ثماني سنوات:

مريض آخر وهو طفل بعمر 8 سنوات ويعاني من فشل كلوي خلقي منذ الولادة, كان تحت رعاية فريق طبي متخصص طوال السنوات الفائتة وجنبوه الخضوع لجلسات الغسيل الكلوي لما لها اثار نفسية وجسدية حادة وتوالوا على علاجه بالادوية والطرق البديلة الا ان اصبح ممكنا الزراعة له وقد قامت والدته بالتبرع لابنها منهيةً ثمانية اعوام من المعاناه كانت تربك حياة العائلة والطفل, ولطالما انتظر الاهل ان تقوم احدى عائلات حالات الموت الدماغي بالتبرع بالكلية لصالح ابنهم كصدقة جارية عن مريضهم تدخل الفرحة والسرور وتغير حياة الطفل ولكن دون جدوى بسبب المعيقات الثقافية بموضوع التبرع باعضاء مرضى الموت الدماغي.

من جهة أخرى افاد الدكتور مراد بركات رئيس قسم جراحة الكلى والمسالك البولية والجراح المسؤول عن مرضى زراعة الكلى بالمجمع ان توالي عمليات الزراعة في المجمع وازديادها ناتج عن الثقة المتزايدة بين المواطنين بمؤسساتنا وطواقمنا الوطنية وبالذات في مجمع فلسطين الطبي حيث باتت تعمل العمليات كل أسبوعين الى ثالثة أسابيع. وأشاد الدكتور بركات بطواقم المجمع وأعرب عن شكره وتقديره لما توصلت اليه هذه الطواقم من مستوىً متقدم وعالي في اجراء عمليات زراعة الكلى منذ ستة سنوات منوهاً لأهمية توطين هذه الخدمة والفوائد الكبيرة بالتوفير على خزينة الدولة تكاليف التحويل للخارج والتخفيف عن المواطن الفلسطيني وذويه عناء وتكاليف العلاج خارج فلسطين.

هذا وأعرب المرضى وذويهم عن شدة ارتياحهم وسعادتهم من اجراء العمليات في فلسطين الامر الذي جنبهم عناء وتكاليف السفر وأعربوا عن شكرهم لوزير الصحة د. جواد عواد ولإدارة المجمع ولجميع الطواقم الصحية والادارية في مجمع فلسطين الطبيعامةعلى اهتمامهم ومتابعتهم لاحتياجاتهم قبل واثناء وبعد اجراء العملياتالجراحية.

غطاء شرعي وقانوني:

 ومن الجدير بالذكر ان مجلس الوزراء قد كلف في جلسته الأخيرة وزير الصحة الدكتور جواد عواد بتشكيل اللجنة الوطنية للتبرع بالأعضاء التي سوف يكون دورها تنظيم عملية التبرع بالعضاء وليس فقط الكلى وفق الحاجات الإنسانية والاجتماعية للمجتمع الفلسطيني وبما لا يتعارض مع التشريعات الدينية وفتاوي دار الافتاء الفلسطينية التي تؤيد التبرع المنظم للأعضاء للتخفيف عن المرضى وعائلاتهم عناء وويلات الأمراض التي يمكن تجنبها بالتبرع من الاشخاص الاصحاء او مرضى الموت الدماغي الذين يعتبرون في عداد الموتى ويهبون اعضائهم لمرضى لهم فرصه كبيرة بحياة سعيدة وكريمة.

Normal 0 false false false EN-GB X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}