حين تصحو فجرا !

حين تصحو فجرا !
خالد عيسى 

هذا يعني أنك تفتح عيونك على أكثر الأوقات انتهازية !

كم هو انتهازي هذا الفجر ؟ ! .. لا هو ليل ولا هو صباح ، هو منطقة حائرة بين وقتين ، بين ليل يستعد لحزم حقائب عتمته ليرحل ، وصباح يعدّ حقائب زرقته ليحضر !

وأنت تشرب قهوتك ، وتدخّن سجائرك في هذا الوقت الانتهازي ، مثل أي مسافر في قاعة ترانزيت ، عينك على الشباك بانتظار زرقة تنسل من سواد ، تعلن اقلاع صباحك !

وتدخل الفيس بوك .. وتصيبك الحيرة ! كيف تقول للأصدقاء :

الله يصبحكوا بالخير وأنت في الفجر ! وان تفذلكت وقلت لهم : " الله يفجركوا بالخير " فانت داعش ابن داعش !!

وعليك ان تنطم وتسكت ، وتدخل الفيس بوك بلا تحيات وبلا ما تعمل حالك مهذب ، وتفجر الناس لأنه حضرتك صحوت فجرا !!

وتحاول ان تكتب في هذا الفجر الانتهازي مواقف حاسمة لا تقبل التأويل عن ما تتعرض له المنطقة العربية من ويلات ، وتحاول مثل أهبل ان تبحث عن المنطق في هذه المنطقة التي " طق " عقلها وهي تبحث في السماء عن حياتها على الأرض ..

وعليك ان تكون كاتب " مقطع موصل " في الفيس بوك تحلب من النملة " لايك " لتكتب "بوست " يرضي فتح ولا يُغضب حماس ، ولا يستفز المسلم " السني " ولا يرفع ضغط المسلم " الشيعي " ! 

أنت في هذا الفجر كاتب قاطع حاسم في أكثر الأوقات انتهازية ، وعليك " كمثقف " يد الجماهير في زنارك ان تجد لها حلولا لمشاكلها العويصة .. جماهيرك الأن نائمة وتشخر بانتظار ان تستيقظ صباحا ، وحضرة جنابك قد كتب لها في الفيس بوك " بوست " تجد فيه مصباح علاء الدين لينير دربها ، وما عليها الا ان تحك المصباح ، لينط المارد مثل كرسون شديد التهذيب يقول لجماهيرك : شبيك لبيك !!

وتشرب قهوتك ، وتدخّن سجائرك في هذا الفجر، وتكتب و تكتب ، وفيروز تغني لك : " كتبنا وما كتبنا و يا خسارة ما كتبنا " !

الى ان يشرق الصباح حينها " تنطم " وتسكت عن الكلام المباح !!

التعليقات