مياه معدنية لغزة

بقلم عبد الله عيسى
رئيس تحرير دنيا الوطن
منذ فترة طويلة، أراد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أن يتعرف على مشاكل وهموم قطاع غزة، وطلب مجموعة من رجال الأعمال الغزيين، واجتمع معهم ليستمع إليهم، فتحدثوا بإسهاب عن مشاكل المواطنين بالقطاع، من نقص الكهرباء والمياه والأدوية ومشاكل البطالة والحصار وغيرها.

وبعد حديث طويل تحدث أحد رجال الأعمال بعبارة عابرة لبلير قائلًا: "لا يوجد في غزة مياه معدنية"، وكان بلير طوال الجلسة صامتًا، وعندما سمع بقصة المياه المعدنية انتفض مُعلقًا: "هل يعقل أن غزة بدون مياه معدنية"، واعدًا بأنه سيحل هذه المشكلة، وفي ذات الوقت ترك مشاكل غزة الأخرى.

بعد ذلك، اتصل بلير برئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، طالبًا منه السماح بإدخال مياه معدنية لغزة، وفعلًا التزم أولمرت بذلك، وحتى اليوم بإدخال المياه المعدنية لغزة، وأغلبها كانت من الضفة الغربية.

وهذه الحادثة تدل على الانتقائية في حل المشاكل، فالمياه المعدنية تلعب دورًا مهمًا في حياة الناس بغزة، ولكن هنالك أولويات أخرى ومشاكل أهم في حياة المواطنين، وأهمها رفع الحصار عن قطاع غزة.