نحن هنا وأنتم هناك

نحن هنا وأنتم هناك
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير

بدأت فكرة الجدار العازل من عند حزب العمل أولاً بقيادة رئيس الوزراء الأسبق ايهود باراك، الذي وقف ذات مرة على الحدود الإسرائيلية- الفلسطينية في الضفة الغربية، وقال مقولته الشهيرة "نحن هنا وأنتم هناك"، ويقصد بذلك الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتلقف شارون الفكرة، وقال لإسرائيليين آخرين، وقاموا ببناء الجدار العازل بين مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ثم قاموا ببناء جدار عازل آخر على حدود قطاع غزة، ثم على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، ثم على حدود الجولان السوري، والآن حسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) بدؤوا ببناء جدار عازل مع مصر بتكلفة مليار دولار، وهذا يعني أن نتنياهو أعاد إسرائيل والشعب اليهودي لعهد الجيتونات، ويروي نتنياهو هذه القصة في كتابة مكان تحت الشمس أن هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية في بداية القرن الماضي تجول في أوروبا على الجيتونات اليهودية وطلب منهم الهجرة لأرض الميعاد الفلسطينية، فرفضوا حسب رواية نتنياهو.

فهاجمهم هرتزل، وقال لهم: ستعيشون في الجيتونات، وستحل بكم مصائب كثيرة، وكان يلمح إلى ماذا سيفعله هتلر بهم، وفعلاً قام هتلر بإبادتهم في أوروبا.

ورغم كل دعوات السلام التي طرحها الفلسطينيون والعرب، إلا أن نتنياهو مصر على أن يعيش الشعب اليهودي بأكمله في جيتون داخل أسوار الجدار العازل، معتقداً أن هذا يوفر لهم الأمن، والحقيقة أن هذا الأمر لا يوفر لهم شيئاً، وأثبتت الحروب مع غزة أن الجدار العازل لا يشكل أي حماية للشعب الإسرائيلي، وبهذا فإن كل خطط نتنياهو فاشلة، ولم يعد الجدار العازل يشكل أي مصدر أمان للشعب الإسرائيلي، حتى إن نتنياهو عندما سافر إلى الصين قال للرئيس الصيني: إن الضفة الغربية بالنسبة لإسرائيل مثل سور الصين العظيم الذي يحمي الصين من الاعداء، فقال له الرئيس الصيني قبل سنوات: إن سور الصين العظيم انتهى دوره، ولم يعد يشكل أي حماية للصين، وهو مفتوح فقط للسياح والتنزه، وإسرائيل لا يحميها المستوطنات في الضفة ولا حتى الجدار العازل.

ورغم الصفعات الكبيرة التي تلقاها نتنياهو من رؤساء دول إلا أنه مصر على أفكاره الفاشلة التي تجر إسرائيل لحروب واقتتال مع العرب، فالسلام لا يصنعه الجدار الفاصل، وكل يوم يخترع بناء جدار فصل جديد؛ ليبعد الفلسطينيين عنه بأي شكل، والشيء الوحيد الذي يبعد الفلسطينيين، هو دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

التعليقات