فشل إعلامي فلسطيني

فشل إعلامي فلسطيني
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير

عندما اندلعت أحداث هبة القدس في  تموز الماضي، كان من الواضح أن بعض وسائل الإعلام الفلسطينية، قد تخلفت عن الهبة لأمر في نفس يعقوب، سواء من بعض الفضائيات الفلسطينية أو الفنانين والمطربين، فتجاهلت إحدى الفضائيات الفلسطينية أحداث هبة القدس بالكامل، وأخذت تبث مسلسلات عاطفية سورية، في الوقت الذي كان الفلسطينيون فيه، يؤدون الصلوات خارج المسجد الأقصى على الإسفلت.

ولا نعلم حقيقة، لماذا هذا التجاهل والصمت من الإعلام؟ والكلام الآن يجب أن يكون على المكشوف، فقد لاحظت غياب الإعلام المحلي إلا أنني لاحظت أن فنانين فلسطينيين من عرب 48، كانوا أكثر حضوراً وتعبيراً عن هبة القدس مثل محمود بدوية ومنال موسى ونسرين موسى، وسيدر زيتون ودلال أبو آمنة، وحتى المطرب الشعبي الذي اكتشفت أنه فلسطيني، وكنت أظنه من الشيشان موسى حافظ، وتخلف عن هبة القدس تماماً الفنان الذي دعمته السلطة بكل ما أوتيت من مال الفنان محمد عساف، فلم يكن موجوداً طوال هذه الهبة، ولم يتطوع لإنتاج أي أغنية لهذا الحدث التاريخي، حيث إنه مشغول بالغناء لأطفال الشيخ وليد الإبراهيم صاحب قناة mbc.

بينما اهتم القائد جمال عبد الناصر فور نجاح ثورة يوليو برعاية الفنانين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرهم، وكان حافظ يزوره في قصره، ويجلس مع أطفاله، وذات مرة قال جمال لعبد الحليم: إنك تقول ما أريد أن أعبر عنه بأغنية بخمس دقائق، بينما أحتاج لخمس ساعات لأقوم بتدوين خطاب لإلقائه.

وتطوع الفنانون المصريون مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب 
لإقامة حفلات لإعادة بناء القوات المسلحة بعد الهزيمة، وأقاموا الحفلات في دول الخليج ومصر، بينما وكالعادة لم يتطوع محمد عساف، الذي أنفقت السلطة الملايين لكي ينجح في أرب ايدول، أن يساند الهبة إعلامياً، وكذلك تلفزيون فلسطين، بل كلهم دفنوا رؤوسهم بالرمال.

وذات مرة، قال أبو عمار معبراً عن هذا الحالة في جلسة خاصة: "دول ما بيشتغلوش عندي"، وبالفعل فلا هم يعملون عند أبوعمار سابقاً ولا عند محمود عباس حالياً، وانما يعملون لمآربهم الخاصة.

التعليقات