بسبب أزمة الكهرباء.. خسائر تلحق بأصحاب مصانع الثلج

بسبب أزمة الكهرباء.. خسائر تلحق بأصحاب مصانع الثلج
خاص دنيا الوطن- اسلام الخالدي
يقبل الشاب محمد غنيم (22عاماً)، على شراء قوالب الثلج الجاهزة يومياً، كونها الأيسر والأسرع لتبريد مشروب الخروب المنوي بيعه في السوق، في ظل عدم قدرته على تبريد العصائر في منزله، جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.

حيث إن عملية تبريد المشروبات والأطعمة في ظل الأزمة التي يشهدها القطاع، بجدول لا يتجاوز الثلاث ساعات يومياً، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة باتت صعبة، فهذا وقت غير كاف ولا يفي بقضاء احتياجاتهم الحياتية المختلفة، هذا ما أوضحه.

ويرى غنيم، بأنه خلال السنوات القليلة الماضية في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي، كان إقبال الناس على شراء الثلج كقوالب مرتفعة بصورة ملحوظة، هذا ما جعله يلجأ لتلك الوسيلة كي تسد حاجته ويستمر عمله.

ازدياد الطلب على شراء كميات كبيرة من قوالب الثلج المصنعة، جاء تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يومياً، ليعد حلاً بديلاً عن التجميد الكهربائي المنزلي، في حين يشتكي مالكي أحد المصانع من عدم الربح لهذا العام، بالإضافة لخسائره الفادحة التي ألحقت به، ومن هذا المنطلق، أعدت "دنيا الوطن" التقرير التالي:

خسائر فادحة

وفي مقابلة أجرتها صحيفة "دنيا الوطن" مع مالك أحد مصانع الثلج، منير أبو حصيرة، يقول: "في السنوات الماضية كانت أزمة الكهرباء تنعش تجارة بيع الثلج الجاهز مع ازدياد المصانع التي تعمل في هذا المجال وإقبال المواطنين على الشراء، لكن في ظل حدة الأزمة بات أصحاب مصانع الثلج يشتكون من الخسائر الفادحة، كون الآلات تحتاج لساعات مستمرة من وصول الكهرباء، فجميع القطاعات التجارية تعاني".

ويتابع: "غالبية الإنتاج من الثلج كان يباع للعاملين في مجال الصيد البحري، من أجل حفظ الأسماك من الفساد أثناء عملية الصيد والبيع، بالإضافة لبائعي المشروبات المتنقلين في الأسواق، وللمواطنين بالأفراح أيضاً"، مشيراً إلى أن مصانع الثلج انتشرت في القطاع منذ 6 سنوات، لحاجة الناس إلى قوالب ثلج جاهزة تفي بحاجتهم.

ويضيف، بأن أغلب الآلات التي تصنع الثلج تم استيرادها من دول الخارج، كالصين، فتنتج الآلة الواحدة ثلاثة أطنان من الثلج خلال 24ساعة وصل من الكهرباء، مؤكداً على أن انقطاع الكهرباء هذا العام فاقم معاناتهم، حيث إن هناك الكثير من الماكينات متوقفة عن العمل خوفاً من تعطلها، فهي تعتمد كلياً على الكهرباء.

ويشير ابو حصيرة، إلى أن الفرق بسيط بين ثمن كيس الثلج المعبأ بالمياه المفلترة (المعاد معالجتها) والمياه العادية، قرابة واحد شيقل فقط، مضيفاً بأن ارتفاع التكلفة في حال استخدامهم المولد الكهربائي بعملية التبريد، والذي يستهلك كميات كبيرة من السولار.

ويجاور مصنع الثلج محل كبير لبيع الأسماك الطازجة، يعود لصاحب مصنع الثلج أيضاُ، فالحالة التجارية منعدمة في ظل عدم اقبال الناس عليه لانعدام قدرتهم الشرائية، في حين الكهرباء لا تشجع على ذلك، فيضطر مستخدماً قوالب الثلج لحفظ الأسماك، فيستهلك بقيمة (400 شيقل)، هذا ما أوضحه.

ويقول: "باتت الأزمة ضعفي ما كانت عليها خلال السنوات الماضية، في ظل تخبط الأوضاع التي يعاني منها القطاع التجاري خاصة، وفي حين لا تتوفر سبل بديلة نلجأ إليها كي لا نتكبد خسائر فادحة أكبر"، منوهاً إلى أن استخدامه قوالب الثلج ازداد في الشهور الثلاثة الأخيرة، لحفظ الأطعمة من الفساد والتلف.
  
ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء حادة، منذ أن قصف الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء في القطاع عام 2006، الأمر الذي أدى إلى وصول الكهرباء لمنشآت المواطنين 3 ساعات يومياً فقط، في حين أن حاجات القطاع من الكهرباء تتراوح ما بين 500 إلى 600 ميغاوات.








التعليقات