هل المسجد الأقصى يعجل بسقوط نتنياهو؟

هل المسجد الأقصى يعجل بسقوط نتنياهو؟
بقلم /حسن لافي

في استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية يتعلق بإدارة نتنياهو لأزمة الاقصى , جائت النتائج في غير صالح نتنياهو بشكل كبير ودراماتيكية بحسب القناة , ففي الإجابة على سؤال هل قرار رفع الأبواب الإلكترونية يعتبر تراجع إسرائيلي ؟ فأن 77% اجابوا بنعم , وأجابوا على السؤال الأهم بالنسبة لنتنياهو الذي سأل عن مستوى رضى الجمهور عن أداء نتنياهو في الأزمة , أجاب 67% بأنه غير جيد .

وهذا نتيجة طبيعية لعدم امتثال نتنياهو لتوصيات المستوى الأمني "الشاباك" والمؤسسة العسكرية "الجيش"  في جلسات الكابينت وخاصة على ضوء قضايا الفساد المتتالية  التي تواجه نتنياهو ومقربيه ،وهذا انعكس على الاعلام الصهيوني الذي صدر مواقف قيادات الجيش والامن السابقين مثل اتسحاق مردخاي وزير الحرب السابق وداني يتوم رئيس الموساد السابق وايهود باراك وزير الحرب ورئيس الوزراء الأسبق والذي اجمعوا جميعهم على اعتراضهم لنتنياهو على عدم الاخذ بعين الاعتبار تقييم الشاباك والمؤسسة العسكرية للاخطار المتوقعة لوضع البوابات الالكترونية دون تنسيق مسبق مع الجهات العربية ذات الصلة الأmردن والسلطة الفلسطينية وحتى السعودية ومصر.

وفي سابقة تاريخيةفي الحياة السياسية الصهيونية لم تفوت المعارضة حادثة عدم التزام نتنياهو برأي المؤسسة الأمنية فنجد "آفي جباي" زعيم حزب العمل المتزعم للمعارضة في الكنيست يعلن نيته تقديم اقتراح سحب ثقة عن الحكومة في الكنيست في ظل وجود أزمة أمنية تواجه الدولة فالمعتاد هو تجند المعارضة والحكومة والمؤسسة العسكرية والأمنية ليشكلوا جبهة واحدة ضد العدو الخارجي ليكسروا بذلك النورما السياسية والصفة الملازمة لمجتمع الاحتلال ذو الأيدلوجية الصهيونية الجامعة .

وفي الجانب الاخر من الخارطة السياسية الصهيونية نجد اليمين الاستيطاني غير راض عن الأداء واعتبروه تراجع عن وعودات نتنياهو و تفريط بسيادة الدولة عن المسجد الأقصى وعدم قدرة نتنياهو على الالتزام  بمواقفه وخاصة أنه الذي قاد اتخاذ القرار داخل الكابينت لوضع البوابات الإلكترونية  بل وسهل ذلك على جهاز الشرطة بحيث أعفاه من اجراء مناقصة لشراء البوابات الإلكترونية لتسريع وضعها ، ناهيك عن عدم قدرة نتنياهو أن يكون الزعيم الصهيوني الأول الذي يعلن صراحة عن انتهاء مصطلح  "الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧" هذا الأمر الذي يمثل حلم اليمين الصهيوني بضم تلك الأراضي لتصبح جزءا طبيعيا من دولة الكيان يعترف بذلك المجتمع الدولي، ولكن تراجع نتنياهو عن موضوع البوابات كسر طموحات اليمين الصهيوني على صخرة الصمود المقدسي الذي أجبر نتنياهو على ذلك ،ورغم  استثمار نتنياهو لقضية استشهاد المواطنين الأردنيين لتكون طوق النجاة له ولتنقذه من دوامة سلسلة  الأخطاء المتتالية التي واكبت قضية الأقصى من خلال صفقة مع الأردن يصدر من خلالها للمجتمع الصهيوني صورة القائد الذي لا يترك خلفه جنوده في أرض المعركة وأنه تنازل عن موضوع البوابات من أجل هدف أسمى وهو ارجاع طاقم السفارة بسلام والحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع دولة مهمة لأمن دولة الكيان مثل الأردن،  ورغم محاولة حكومته تمرير خديعة استبدال البوابات بمنظومة الأمن الشاملة في البلدة القديمة والمسجد الاقصى على أنها إزالة للتوتر مع الحفاظ على رمزية السيادة  الصهيونية على البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى ،إلا أن مجرد مظهر الإزالة اعتبره اليمين مظهر ضعف لدى نتنياهو يشكك في امكانية قيادته لمعسكر اليمين الاستيطاني.

  في المحصلة اليمين واليسار والمؤسسة الامنية في دولة الكيان لم يرق لها أداء نتنياهو في إدارته للأزمة ناهيك عن إدراك المقدسيين وبمقدمتهم الزعامات الدينية في المدينة لجوهر المعركة وطبيعة الخديعة واعتبارهم أن المعركة لم تنتهي بعد . وبناء على ما سبق من الممكن أن يكون المسجد الاقصى المسمار الأهم في نعش الحياة السياسية لنتنياهو والخنجر الذي سيطعنه به خصومه السياسيين في الانتخابات القادمة..

التعليقات