صباح من تين !

صباح من تين !
خالد عيسى 

دامعٌ بالندى ، يمدّ كفه الأخضر ، وقد كوّر لي حبة تين كالتاء المربوطة في لغة البلاد حين يشرق صباحها في حبة تين مشقوقة الشفتين تقول لي في موسم التين في فلسطين :

صباح الخير يا " مشحّر " !

وبين وطن طازج من تين ، وغربة عتيقة من قطين ، وبين صباحين لشعب واحد في نصفين ، يحاولان الاكتمال في موسم التين حول " تينة الدار " التي تبحث عن دارها بين المخيم والجليل ، أحدّق هذا الصباح الاسكندنافي في صورة لسلة تين بلون الذهب قطفها فلسطيني في سخنين ، وأرسلها الى صباحي في الفيس بوك ، وبين تين سخنين ، وحنين اللاجئين أتذكر دموع المرحومة أمي ، التي ماتت في المخيم ، وهي في بداية كل آب تجهش بالحنين الى تينة قُلعت عنها في نكبة 48 ، وبين تين فلسطين الدامع بالندى ودموع أمي أحتفل بموسم التين في فلسطين ، وأطلّ على تين البلاد عن بعد ، وأتفرج على بلادي .. ترسل لي سلال التين على الفيس بوك ، وأحدّق في ثمرة التين التي لها شكل " صرة " الثياب التي حملها أهلنا على رؤوسهم وهُجروا عن بلادهم ، وبين صرة الثياب ، والتاء المربوطة ، تروق لي هذه " الفذلكة " الصباحية وأنا أحاول في هذا " الفقه التيني " معرفة السر بين فلسطين والتين ، واذا كانت قدسية التين قد سبقت الزيتون في القرآن الكريم " والتين والزيتون " أجد نفسي أغوص في جدل الأسئلة من خُلق أولا التين ام فلسطين ؟ 

ولأني لا أريد لصباحي الاسكندنافي ان يغرق في الجدل العقيم ، سأكف عن الاسئلة ، وأحدّق في صورة تين سخنين ، وأترك صباحي يشرق على " حل شعره " ليحوّلني هذا الصباح في موسم التين في فلسطين .. من فلسطيني الى " فلستيني "

وكل موسم تين وفلسطين بخير !!

التعليقات