الجبهة الديمقراطية تحصد 45% من تنسيبات الإتحاد العام لطلبة فلسطين

الجبهة الديمقراطية تحصد 45% من تنسيبات الإتحاد العام لطلبة فلسطين
صورة توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
بعد أكثر من خمسة وعشرين (25) عاماً على تعطيل الحياة الديمقراطية في لاتحاد العام لطلبة فلسطين في لبنان، وعدم اجراء اية انتخابات سواء لهيئاته الاولى او في المناطق والجامعات منذ العام 1990، بقي الإتحاد بصورته المركزية الجامعة هيكلاً خاوياً. تجلى ذلك بإيقاف أنشطته وتعطيل حياته الديمقراطية وغياب دوره النقابي والطلابي ما أثر سلبا على الطلاب ومصالحهم.

مارس القطاع الطلابي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعدد من المنظمات الطلابية الفلسطينية في لبنان ضغوطاً كبيرة، وخاض نضالات وتحركات عديدة، لإعادة إحياء فرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وشكلت العديد من اللجان التحضيرية لذلك كان آخرها في العام 2000، لكن معظمها إصطدم بسياسة التعطيل التي مارسها البعض، بشكل يتناقض ومعايير الديمقراطية والشراكة الوطنية، ووضعت العديد من العراقيل أمام عملها، ولم تستطع العديد من هذه اللجان القيام بمهامها المطلوبة.

تحت ضغط هذه التحركات، استجابت دائرة الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية في منظمة التحرير، وأقرت تشكيل لجنة تحضيرية جديدة في العام 2014/2015، تتمثل فيها كافة الأطر الطلابية لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وكلفت اللجنة بانجاز كل التحضيرات اللازمة لاعادة إحياء الفرع وعقد مؤتمره العام، من خلال فتح باب الانتساب وتشكيل هيئات الاتحاد وفق قانون التمثيل النسبي.

وفي العام 2016، أقرت اللجنة التحضيرية الاعلان عن فتح باب الإنتساب أمام عموم الطلبة الفلسطينيين الملتحقين في الجامعات والمعاهد العليا في لبنان الذين تنطبق عليهم شروط الإنتساب وفق ما هو وارد في دستور الاتحاد .. وانطلقت عملية التنسيب في عموم الجامعات والمعاهد والمناطق بإشراف ومتابعة مباشرة من اللجنة التحضيرية ولجان المناطق.

وبفعل خصوصية الوضع الفلسطيني في لبنان، توافقت القوى السياسية والطلابية على اعتماد نظام التنسيبات للطلاب، وتشكيل الهيئات وعقد مؤتمر الفرع بالإستناد إلى التوافق المبني على أساس التمثيل النسبي من خلال إعتماد حجوم التنسيبات لكل كتلة طلابية.

 نتائج التنسيبات: الديمقراطية تحصد 45% من المنسبين

 اقفل باب التنسيب للاتحاد بنهاية شهر مايو من العام 2017، وانجزت اللجنة التحضيرية عملية الفرز والتدقيق بتنسيبات الكتل الطلابية الفلسطينية .

حصلت كتلة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على نسبة 45% من حجم الطلبة الجامعيين الفلسطينيين المنتسبين في لبنان، والذين يتوزعون على ما يقارب 18 جامعة وعدد من المعاهد، وحصلت كتلة حركة فتح على نسبة 47% ، وقد شارك في عملية التنسيب عدد من الكتل الطلابية لفصائل المنظمة وخصوصا الجبهة الشعبية والنضال وحزب الشعب والجبهة العربية والتحرير العربية والفلسطينية..

 وقد تميزت كتلة الجبهة الديمقراطية بحصولها على موقع متقدم بكل من جامعات مدينة بيروت " 68%، جامعات البقاع 55%، كما حصلت في جامعات طرابلس على نسبة 43%، وصور 41%، وصيدا 35%، وهذه النسب تؤكد بالملموس الدور والحجم والمكانة التمثيلية التي يحتلها القطاع الطلابي في الجبهة الديمقراطية وسط قطاع الطلبة والحركة الطلابية الفلسطينية في لبنان، وهي تعبير عن تراكم فعل ودور نضالي وبرنامجي يتميز به قطاع الطلبة الجامعيين في الجبهة.

 إستكمال الاستحقاق الديمقراطي ضرورة وطنية ومصلحة طلابية
 خلال إجتماعه الأخير، توقف المكتب الطلابي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والمكتب التنفيذي لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في لبنان أمام سير العملية الديمقراطية، فثمن جهد اللجنة التحضيرية للاتحاد العام لطلبة فلسطين فرع لبنان الذي بذل على مدى شهور عدة ودورها الكبير في توفير كل الظروف لإنجاز هذا الاستحقاق.

وأكد أن إستكمال هذا الاستحقاق الديمقراطي ضرورة وطنية ومصلحة طلابية نظراً للقيمة الوطنية الكبرى لهذا الاتحاد، باعتباره مؤسسة وطنية لها تاريخها النضالي الوطني والسياسي والنقابي. وإعادة الإعتبار لهذه المؤسسة يشكل عاملاً هاماً في تنظيم وتأطير هذه الشريحة الطلابية الواسعة من أبناء شعبنا الفلسطيني اللاجىء في لبنان، والذي يعاني منذ سنوات طويلة غياب وضعف دور وفعالية مؤسساته الوطنية وتراجع برامجها، وعدم توفير الامكانات المطلوبة لإنجاز مهامهاـ، إلى جانب تعطل الحياة الديمقراطية وتقطع في دورية إنعقاد العديد من مؤتمراتها.

واعتبر أن إنجاز عملية الفرز والتدقيق بالتنسيبات يعتبر خطوة هامة ومتقدمة، تتطلب الشروع الفوري والاسراع بالتحضير لعقد مؤتمر الفرع قبل بداية العام الدراسي الجديد، بما يمكن الاتحاد من التحضير الجيد ووضع خطط العمل والبرامج التي تحاكي قضايا الطلبة وهمومهم.

وأكد المكتب على ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه لجهة إعتماد التنسيبات والتمثيل النسبي، واستكمال هذا الإستحقاق الديمقراطي وصولاً إلى عقد مؤتمر الفرع في لبنان، وانتخاب الهيئة الادارية ولجان المناطق والوحدات في الجامعات والمعاهد، وأن تكون هذه المحطة نقطة إنطلاق تسهم في تنظيم القاعدة الطلابية الفلسطينية وتنظيم صفوفها في إطار الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وتسليحها ببرنامج عمل وطني واجتماعي يستهدف توعية هذه القاعدة بحقوقها وواجباتها الوطنية، وتمليكها برامج عمل تمكنها من الدفاع عن حقوق ومصالح قواعدها.

واعتبر أن التعاطي بمسؤولية وجدية مع هذا الأمر من خلال الاستفادة من التجارب السابقة، من شأنه أن يعيد الإعتبار لمكانة اتحاد الطلاب والحركة الطلابية الفلسطينية. ويمكن الاتحاد من القيام بدوره ومسؤولياته في استنهاض طاقات الطلبة خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، 

هنا يقع على عاتق الاتحاد مسؤوليات كبرى، في إستنهاض طاقات الشباب والطلبة، إلى جانب مهامه ودوره المطلوب في البحث عن حلول للمشاكل التي يواجهونها، حيث تفاقمت أزمة البطالة التي ارتفعت إلى مستويات مخيفة بين صفوف الشباب، وتردي الأوضاع التعليمية وتراجع المستوى التعليمي في مدارس الأونروا، بالإضافة إلى أزمة التعليم الجامعي التي يواجهها الطلبة الجامعيون الفلسطينيون في لبنان بفعل ارتفاع تكاليف الأقساط الجامعية، بسبب عدم تبني وكالة الأونروا لمرحلة التعليم الجامعي وضعف المساعدات المقدمة من المؤسسات الأخرى، وغيرها من المشكلات الإجتماعية الأخرى، التي باتت تستفحل بين صفوف الشباب بفعل الأوضاع المزرية التي يعيشونها والمخاطر المترتبة عليها، والتي تهدد مستقبل الشباب وتنعكس سلباً على دورهم وحضورهم ،إلى جانب دوره في تأطير الطلبة وتوحيد جهودهم وتسخيرها في خدمة النضال الوطني الفلسطيني.

التعليقات