انطلاق فعاليات الأسبوع الرابع لملتقى السمالية الصيفي

رام الله - دنيا الوطن
استقبلت جزيرة السمالية أمس نحو 320 طالبا من المنتسبين  لمراكز : أبوظبي ، العين ، السمحة ، الوثبة ، وذلك في إطار فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الرابع لملتقى السمالية الصيفي التراثي 2017 ، التي ينظمها نادي تراث الإمارات تحت شعار ( بالتراث نرتقي ) ، بتوجيهات ورعاية كريمة من الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ، ممثل ، رئيس نادي تراث الإمارات . 

وكانت فرحة التلاميذ لا توصف وهم متجهين إلى جزيرة الأحلام على متن اليخت البحري ، حيث نالوا متعة لا توصف في عرض البحر ، وهم يشاهدون كل ما يحيط بالجزيرة من طبيعة وجمال وسحر . 

وقد حرصت إدارة النادي في برنامج هذا الأسبوع ، على أن يكون شغل فراغ الطلبة بأنشطة مميزة ، وبخاصة النشاط البحري بما يتوازى مع أجواء الصيف السائدة ، وتوفير هذه الأنشطة في جزيرة الأحلام ، بمرافقها وميادينها التراثية ، وفي بعض مقار المراكز التابعة للنادي ، بالإضافة إلى الاهتمام بحضور أولياء أمور الطلبة المشاركين والاطلاع على الفعاليات المقدمة لأبنائهم ، والتي تشمل محاور عديدة ، في : التراث ، الثقافة ، الفنون ،  الابتكار ، الرياضة ، العادات والتقاليد ، السباحة البحرية ، السفينة التراثية ، المسابقات التراثية والثقافية ، تنظيم المهرجانات والرحلات والزيارات الميدانية للأماكن الأثرية والمتاحف والمؤسسات الوطنية  تحت مظلة برنامج ( إعرف وطنك ) ، وأنشطة ممتعة وشيقة وتعليمية ، لتثري وقت الفراغ وتعزز روح الانتماء والهوية الوطنية ،  وتخلق جوا من المرح مع التعلم وتنمية المعارف والمهارات .


المهرجان المائي وتفعيل المسبح الأولمبي
استهل برنامج الافتتاح بإطلاق منافسات المهرجان المائي ، في المسبح الأولمبي بجزيرة السمالية ، بإشراف أحمد الحوسني ، رئيس قسم الأنشطة التخصصية في النادي ، ومشاركة 50 طالبا من الفريق الأساسي التابع لشعبة السباحة ، ومراكز النادي ، وقد سجّل المهرجان في يومه الأول تفاعلا واضحا من جانب المتسابقين ، لا سيما وأن المنافسات تجري على مسبح هو الأحدث في العاصمة ، فقد شيد على نمط العمارة التقليدية ، بطول مساحته 50 مترا ، وعرض 25 مترا ، وبمواصفاته العالمية يستقطب بطولات المجرى الطويل والمجرى القصير ، لرياضات كرة الماء ، أما المسبح الرئيس فصمم وفق عمق يصل إلى مترين ، بإشراف فريق متخصص، كما يحتوي على مدرج يتسع لـ ، 530 متفرجا ، إلى جانب ناد صحي ، وصالة لياقة بدنية  ، و60 غرفة لتبديل الملابس ، ومرافق عديدة توفر الراحة لكافة المشاركين في البطولات ،,والضيوف والزوار والوفود الرياضية . 

ويستهدف المهرجان معظم الفئات العمرية ، ويشمل العديد من المهارات الرياضية التي تصقل مواهب الطلبة وتنميها ، وإشتمل البرنامج على منافسات الفريق الأساسي في رياضات السباحة الحرة ، سباحة الفراشة ، سباحة الظهر ، سباحة الصدر ، وشارك السباحون الهواة على المهارات الأساسية من خلال التدريبات التي تلقوها مثل ضربات الأرجل والأيدي.

كما إشتملت المنافسات التي اشرف على تقييم المشاركين فيها لجنة تحكيم ضمت كل من : محمد المدهون ، إبراهيم جاسم ، عبد الكريم أسعد ، على بدء التصفيات في لعبة كرة الماء ، وتنظيم مجموعة من سباقات التيلماتش ،على إعتبار أن السباحة وبخاصة في فصل الصيف هي نمط شائع للترويح ، ورياضة عالمية فضلا عن كونها تمارين صحية ، من أجل تحسين اللياقة البدنية والعقلية ، وسيتم في ختام المهرجان الذي يستمر لثلاثة أيام تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى ، بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في كل لعبة من ألعاب المهرجان

 ، كما سيتم إختيار عدد من الطلبة المتميزين من المبتدئين لضمهم لعضوية الفريق الأساسي الذي يمثل النادي عادة في منافسات السباحة والألعاب المائية ،  التي تنظم داخل الدولة وخارجها تحت مظلة إتحاد الامارات للسباحة  .

 من ناحية ثانية أكد الطالب خالد وليد الحميري ، 12 عاما ، من أعضاء الفريق الأساسي  للسباحة ، أنه سعيد بالمشاركة في منافسات المهرجان ، وأوضح أنه  بفضل دعم النادي ومدربيه ، حصلت على ميدالية برونزية في بطولة رئيس الدولة " حفظه الله " ، من تنظيم إتحاد الإمارات للسباحة ،  في سباق 200 متر سباحة حرّة تتابع ، وأطمح الوصول إلى أهم جائزة في المهرجان . من جانبه عبّر الطالب علي حسن المرزوقي ، 13 عاما ، عن سعادته بالمشاركة في المهرجان ، وقال : لقد كنت سابقا أخشى الماء والسباحة ، وبعد المزيد من التدريبات والتوجيهات خلال الملتقى ، أصبحت أعشق الماء ورياضة السباحة على وجه الخصوص .

وشهد اليوم الافتتاحي  تواصل فعاليات الميادين في الرياضات التراثية ، من هجن وفروسية ، ونشاطات الواجهة البحرية  لمدرسة الامارات للشراع ، فيما أعد للمنتسبات لمركز السمحة النسائي برنامج حافل ، يشتمل على رحلات ترفيهية إلى عالم فيراري ، وزيارة إلى مركز السمحة الصحي ، فيما يقوم شباب مركز العين التابع للنادي بزيارة إلى قصر المويجعي ، وهو مبنى تاريخي مميز ، شيّد بمقربة من الواحات منذ قرابة 100 عام ، وتم بناؤه في السنوات الأولى من القرن العشرين في عهد الشيخ زايد بن خليفة الأول ، كذلك الاستماع  إلى محاضرة تثقيفية  في العادات والتقاليد .

هذا وقد رأت إدارة نادي تراث الامارات، منذ إنشاء جزيرة السمالية ،  وحتى الآن وعبر مشاريع تراثية وثقافية ووطنية متعددة ، أن الطلبة لديهم ميول حقيقية نحو الفعاليات والبرامج التراثية والشعبية، ومن هذا المنطلق سعىت في إطار توجيهات وحرص وإهتمام الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ، إلى إستثمار إجازات الطلبة المدرسية بصورة مثالية  ، لتدخلهم في تجارب تعليمية حقيقية ، عبر تكثيف البرامج وتنويعها على نطاق واسع .

 ويبدو أن النشاطات المدروسة بعناية المقدمة لهم قد نجحت في توثيق العلاقة بين الطلبة وتراث وطنهم، حيث يبدي الجميع  من مشاركين وأولياء أمور فرحهم واستعدادهم للالتحاق بجميع الملتقيات والبرامج التراثية التي ينظمها النادي والموزعة على مدار العام ،  لاسيما التطبيقية والابتكارية ،  كونها تلامس رغباتهم المتمثلة في تعلم تراث الأجداد في فضاء مفتوح لا يتحقق إلا في السمالية المحمية الطبيعية النادرة  ، كما نجحت الجزيرة في أن تكون حلقة الوصل الأهم بين الأسرة الاماراتية ونادي تراث الامارات بمشاريعه المكرسة لخدمة أبنائهم ، وبخاصة من خلال هذا الملتقى الذي يستقطب يوميا المزيد من طلاب وطالبات الوطن من الناشئة والشباب في إطار تحقيق معادلة الأصالة والمعاصرة .